القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

الحلف على المصحف بوضع اليد عليه لا أصل له في الشرع فهو من عمل بعض الجهال فيجب ترك هذه العادة لأن بعض العلماء وصف ذلك بالبدعة لأنه لم يكن يُعمل به في عهد النبي ﷺ ولا في عهد الصحابة حتى بعد تدوين المصحف لم يكونوا يحلفون على المصحف بل يحلف الإنسان بالله سبحانه وتعالى بدون أن يكون ذلك على المصحف .

قال ابن كثير رحمه الله :

وأما أهل السنة والجماعة فيقولون في كل فعل وقول لم يثبت عن الصحابة : هو بدعة ؛ لأنه لو كان خيرا لسبقونا إليه، لأنهم لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا وقد بادروا إليها " . انتهى من " تفسير ابن كثير" (7/278).

قال ابن المنذر رحمه الله :

ليس للحاكم أن يستحلف المدعى عليه بالطلاق والعتاق والحج والسبيل وما أشبه ذلك ولا يستحلف على المصحف . انتهى من ((الإقناع)) (2/517). 

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

 لا شك أن وضع اليد على المصحف بل وتقبيل المصحف الذي يفعل في غير مناسبة الحلف أمام الحاكم كل هذا وهذا لا أصل له في السنة .

وإنما جر الناس إلى مثل هذا العمل وبخاصة ما جاء في السؤال من وضع اليد على المصحف هو لأن الناس أي الحكام لم يعودوا يثقون بمجرد حلف المسلم بالله عز وجل وهو القسم المشروع الذي لا زيادة عليه ولذلك يلجأون إلى أمور مادية فيها تهويل للمكلف بالحلف حتى تأخذه الرعشة والرهبة فيحلف حينما يؤمر بأن يضع يده على المصحف الكريم نحن نقول نحن نقول في مثل هذه المناسبة : 

" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "

وكل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا نتعبدها ائتمارا بمثل ما روي عن حذيفة بن اليمان وهذا المروي مستنبط من أحاديث كثيرة معروفة لديكم فحذيفة يقول : ( كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تعبدوها ) أي فلا تتعبدوها ولا تتقربوا بها إلى الله زلفى . انتهى باختصار من (فتاوى عبر الهاتف والسيارة-(017))

 وقال الشيخ العثيمين رحمه الله : 

الحلف على المصحف من الأمور البدعية التي لم تكن معروفة في عهد النبي  ولكنها أحدثت فيما بعد .انتهى من ((فتاوى نور على الدرب))

وقال أيضا رحمه الله :

الحلف وهو اليمين والقسم لا يجوز إلا بالله تعالى أو صفة من صفاته ونعني بالحلف بالله الحلف بكل اسم من أسماء الله تعالى لقول النبي- صلى الله عليه وسلم - : «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت» ولقوله : «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»

فلا يجوز الحلف بالنبي ولا بالكعبة ولا بجبريل ولا بمكائيل ولا بمن دون النبي من الصالحين والأئمة وغيرهم فمن فعل ذلك فليستغفر الله وليتب إليه ولا يعد وإذا حلف بالله سبحانه وتعالى،

فإنه لا حاجة إلى أن يأتي بالمصحف ليحلف عليه فالحلف على المصحف أمر لم يكن عند السلف الصالح لم يكن في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم -ولا في عهد الصحابة حتى بعد تدوين المصحف لم يكونوا يحلفون على المصحف بل يحلف الإنسان بالله سبحانه وتعالى بدون أن يكون ذلك على المصحف . انتهى من ( فتاوى نور على الدرب)

ولكن يجوز أن يحلف المسلم بالقران أو بالمصحف لأن القران كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته فتنعقد اليمين به .

قال ابن قدامة رحمه الله :

وإن حلف بالمصحف انعقدت يمينه لأن الحالف بالمصحف إنما قصد بالمكتوب فيه وهو القران فإنه بين دفتي المصحف بإجماع المسلمين . انتهى من ((المغني)) (9/505). 

 وقال الشيخ العثيمين رحمه الله : 

ويحلف بالمصحف لأنه كلام الله لأنه لا يريد الحلف بالورق والجلود وإنما يريد الحلف بما تضمنته هذه الأوراق . انتهى من ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (2/219).

ومن ذلك أيضا يجوز بالحلف بالتوراة أو الإنجيل وتنعقد اليمين به، وهو مذهب الجمهور وذلك لأن إطلاق اليمين إنما ينصرف إلى المنزل من عند الله دون المبدل، ولا تخرج بذلك عن كونها كلام الله تعالى . ينظر: ((كشاف القناع)) للبهوتي (6/232).

كما أنه يجوز الحلف بأمانة الله وتنعقد اليمين به (هذا خلاف الحلف بالأمانة) لأنها مضافة إلى الله تعالى فأمانة الله، هي تكليفه من إيجاب وتحريم فهي ترجع لكلامه. ينظر : ((الشرح الكبير للدردير مع حاشية الدسوقي)) (2/127).

لا يجوز الحلف بالأمانة (العبادات) لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حلف بالأمانة فليس منا . ((صحيح سنن أبي داود)) (3253)لأن الحلف إنما يكون بالله عز وجل، وفي الحلف بالأمانة التسوية بينها وبين ذات الله تعالى .

قال ابن تيمية رحمه الله :

ليس لأحد أن يحلف لا بملك ولا نبي ولا غير ذلك من المخلوقات، ولا يحلف إلا باسم من أسماء الله، أو صفة من صفاته، وقد روي : « من حلف بالأمانة فليس منا »، فمن حلف بالأمانة لا يدري ما حلف به أو عنى به مخلوقا، فقد أساء، وإن أراد بها صفة من صفات الله نحو : وأمانة الله، أو عصمته؛ جاز ذلك . انتهى من ((مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية)) للبعلي (ص: 548). 

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

فإذا قال : وحياة فلان، أو وحياة الرسول، أو وحياة موسى، أو وحياة عيسى، أو وقبر أبي، أو حلف بالأمانة وبالكعبة أو ما أشبه ذلك، فكل ذلك حلف بغير الله، وكل ذلك لا يجوز، وكل ذلك منكر . انتهى من ((فتاوى نور على الدرب)) (ص: 236).


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات