لا حرج على من يستقبل القبر أثناء دعاءه للميت لأنه لم ينقل عن النبى ﷺ أنه إستقبل القبلة في دعائه بعد الدفن إلا أن الأولى إستقبال القبلة للأدلة العامة على مشروعية إستقبال القبلة في الدعاء كما أنه يجوز رفْع اليدين في الدعاء على المقبرة .
فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في استقباله للقبلة في دعائه ببدر وفي الاستسقاء وعند رمي الجمار واستقبلها في دعائه بالمشعر الحرام وغير ذلك من المواطن التي نقل فيها أنه استقبل القبلة بدعائه وقد بوب البخاري بابين فقال : باب الدعاء غير مستقبل القبلة، وفي الباب الثاني قال باب الدعاء مستقبل القبلة .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
هل ينهى عن استقبال القبر حال الدعاء للميت؟
فأجاب :
" لا ينهى عنه ؛ بل يدعى للميت سواء استقبل القبلة أو استقبل القبر ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على القبر بعد الدفن ، وقال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) رواه البخاري .
ولم يقل استقبلوا القبلة ، فكله جائز ، سواء استقبل القبلة أو استقبل القبر ، والصحابة رضي الله عنهم دعوا للميت وهم مجتمعون حول القبر ". انتهى .
وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
أين يقف الزائر من القبر؟
فأجاب :
يقف عند رأس الميت مستقبلاً إياه فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، ويدعو له بما شاء ثم ينصرف،
وهذا غير الدعاء العام الذي يكون لزيارة المقبرة عموماً فإنه يقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاءالله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم .اه ((220/3)مجموع فتاوى العثيمين)
وأما عن رفع اليدين فالدعاء
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرَج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فأرسَلت بَريرة في أثرِه؛ لتَنظر أين ذهَب، قالت : فسلَك نحو بقيع الغرقد، فوقَف في أدنى البقيع، ثم رفَع يديه، ثم انصرَف، فرجَعتْ إليَّ بَريرة فأخْبَرتني، فلمَّا أصبَحْتُ سألتُه، فقلتُ : يا رسول الله، أين خرَجتَ الليلة؟ قال : (( بُعِثْتُ إلى أهل البقيع؛ لأُصلِّي عليهم)).، حديث حسن؛ رواه أحمد (6/ 2)، والنسائي (1/ 287). ومعنى " الصلاة ": الدعاء.
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق