">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

رفع اليدين بالدعاء للميت عند قبره: جائز أم لا؟


يجوز رفعُ اليدين في الدعاء للميت عند قبره ولكن ليس بصورة جماعية لأن هذا من البدع .

ولكنه لا يستقبل القبر عند الدعاء للميت بل يتوجه للقبلة.

ودليل ذلك:

1- حديث عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فأرسلتُ بريرة في أثَرِه لتنظر أين ذهب، قالت : فسلك نحو بقيعِ الغَرْقد،

فوقف في أدنى البقيع ثم رفع يَدَيه، ثم انصرف، فرجعتْ إليَّ بريرةُ، فأخبرتني، فلما أصبحت سألته، فقلت : يا رسول الله، أين خرجت الليلة؟ قال : ((بُعِثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم)). (السلسلة الصحيحة رقم .(4/376))

ومعنى " الصلاة " : الدعاء.

2- وعنها رضى الله عنها قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه،

فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظن أن قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب فخرج، ثم أجافه رويدا،

فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره، حتى جاء البقيع فقام، فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات.... الى اخر الحديث. (صحيح مسلم رقم: (974))

قال الإمام النووي رحمه الله : عند حديث عائشة وزيارة النبي لاهل البقيع، فقولها : (حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ

فيه استحباب إطالة الدعاء ، وتكريره ، ورفع اليدين فيه. انتهى من (شرح مسلم للنووي [ج7-ص 43]).

3- ثبت في الصحيحين عن أبى موسى قال : دعا النبى - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ ، ثم رفع يديه فقال:

« اللهم اغفر لعبيد أبي عامر » . ورأيت بياض إبطيه فقال : « اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس » .

قال ابن حجر رحمه الله : يستفاد منه استحباب التطهير لإرادة الدعاء ، ورفع اليدين في الدعاء ، خلافا لمن خص ذلك بالاستسقاء. يعني الرفعانتهى من (فتح الباري - ابن حجر - ج (٨)).

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

هل يكون الدعاء عند قبر الميت برفع اليدين؟

فأجاب :

إن رفع يديه فلا بأس، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها :

( أنه صلى الله عليه وسلم زار القبور ورفع يديه ودعا لأهلها ). رواه مسلمانتهى من (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (13/ 337))

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

وأما الدعاء له بعد الدفن، فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو داود:

أنه كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل )،

فمن رفع يديه عند الاستغفار له فلا حرج عليه ومن لم يرفع، وقال : 

اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم اغفر له، اللهم ثبته، اللهم ثبته، اللهم ثبته، وينصرف.... انتهى من ("لقاء الباب المفتوح" لقاء رقم (82)) .

** التوجه للقبلة عند الدعاء للميت

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

    ولكنه لا يستقبل القبورَ حين الدعاء لها بل الكعبة، لنهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاةِ إلى القبور كما سيأتي،

والدعاء مخُّ الصلاة ولبُّها كما هو معروف؛ فله حُكْمها، وقد قال صلى الله عليه وسلم -: ((الدعاءُ هو العبادة))، ثم قرأ : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾. [غافر: 60]أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (10/ 151)، والبخاري في "الأدب المفرد"، رقم (714)

 فإذا كان الدعاءُ مِن أعظم العبادة، فكيف يتوجَّه به إلى غير الجهة التي أُمِر باستقبالها في الصلاة؛

ولذلك كان من المقرَّر عند العلماء المحققين أنه لا يستقبَلُ في الدعاء إلا ما يُستقبَل في الصلاة ".

وأما استلام القبور وتقبيلُها الذي يفعله العوام الآن من المبتدعات المنكَرة. انتهى من (كتاب أحكام الجنائز للعلامة الألبانى (1/194)).

قال شيخ الإِسلام في "القاعدة الجليلة في التوسّل والوسيلة" (ص 125):

ومذهب الأئمة الأربعة : مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وغيرهم من أئمة الإِسلام :

أنّ الرجل إِذا سلم على النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأراد أن يدعو لنفسه؛ فإِنّه يستقبل القبلة ... ". انتهى.

** عدم وضع الجريدة على القبر

رأى ابن عمر -رضي الله عنهما- فُسْطاطاً على قبر عبد الرحمن، فقال : انزعه يا غلام! فإِنّما يُظلّه عمله. (أخرجه البخاري معلّقاً مجزوماً به (كتاب الجنائز) (81 - باب الجريد على القبر ... )).


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات