القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدم مشروعية رفع اليدين عند الدعاء فى خطبة الجمعة


يُستحب للخطيب أن يدعو أثناء الخطبة ويؤمّن الحاضرون على دعائه سراً لكنه لا يرفع يديه ولا يرفعون أيديهم لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده . 

كما أن إلتزام الدعاء في الخطبة الثانية ليس له أصل في السنة إطلاقاً الخطبة الثانية كالأولى تماماً ما يقصد من الأولى يقصد من الأخرى يقصد من الأولى التذكير والتنبيه كذلك نفس الخطبة الثانية لا فرق بين الأولى والأخرى .

لكن لم يرد في السنة إطلاقاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخص الخطبة الثانية يوم الجمعة بشيء من الدعاء كما يفعل خطباء الجمعة في هذا الزمان .

والدليل :

 ما رواه مسلم في صحيحه عن عُمَارَةَ بن رُؤَيْبَةَ قال : رَأَى بِشْرَ بن مَرْوَانَ على الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ فقال قَبَّحَ الله هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لقد رأيت رَسُولَ اللَّهِ ما يَزِيدُ على أَنْ يَقُولَ بيده هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ .

فهذا يدل على مشروعية الدعاء في الخطبة كما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه عند دعائه في الخطبة.

قال النووي رحمه الله :

فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ لا يَرْفَع الْيَد فِي الْخُطْبَة وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ .اهـ

وفي "تحفة الأحوذي" :

وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى الْمِنْبَرِ حَالَ الدُّعَاءِ .اهـ

وإذا لم يشرع رفع اليدين للخطيب فالمأمومون مثله لأنهم يقتدون به لكن إذا دعا الإمام للإستسقاء يوم الجمعة وهو على المنبر فالسنة أن يرفع يديه ويرفع المأمومون أيديهم ويدعون معه لثبوت ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم فى صلاة الإستسقاء.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية  1/116 ما نصه :

" يُسَنُّ التَّأْمِينُ عَلَى دُعَاءِ الْخَطِيبِ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ إِلاَّ أَنَّهُ يَكُونُ عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ سِرًّا وَبِلاَ رَفْعِ صَوْتٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَلاَ تَأْمِينَ بِاللِّسَانِ جَهْرًا عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ بَل يُؤَمِّنُ فِي نَفْسِهِ " .اه 

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

نحن لا ننكر مشروعية الدعاء في الخطبة وإنما ننكر شيئين اثنين :

أولا : التزام الدعاء في الخطبة يوم الجمعة.

والشيء الآخر : أن يجعل الدعاء في الخطبة الثانية التي يسموها خطبة الناس.

مداخلة : نعم.

الشيخ :

 بمعنى أن ذلك ... حديث عمارة هذا الذي تُشير به، لا يأتي جواز هذه الأمور التي نفتيها وعدم شرعيتها .

مداخلة :

 إذاً : لو دعا الخطيب أثناء الخطبة يعني ما خصص لها وقتًا يجوز له ذلك؟

الشيخ :

 يجوز له ذلك ... دعا الرسول عليه السلام حينما طلب ذاك الرجل ... ورفع يديه حتى بان إبطاه، وقال : اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، فيدعو ويرفع يديه ويرفع أيضاً الناس تحته، أما اتخاذ ذلك جزءًا من الخطبة فهذا الذي ننكره . انتهى من (الهدى والنور / ٢٩/ ٢.: ٤٦: .. )

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

رفع اليدين غير مشروع في خطبة الجمعة ولا في خطبة العيد لا للإمام ولا للمأمومين ، وإنما المشروع الإنصات للخطيب والتأمين على دعائه بينه وبين نفسه من دون رفع صوت ، وأما رفع اليدين فلا يشرع ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه في خطبة الجمعة ولا في خطبة الأعياد ، ولما رأى بعض الصحابة بعض الأمراء يرفع يديه في خطبة الجمعة أنكر عليه ذلك ، وقال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفعهما ، نعم إذا كان يستغيث في خطبة الجمعة للاستسقاء ، فإنه يرفع يديه حال الاستغاثة - أي طلب نزول المطر - لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في هذه الحالة ، فإذا استسقى في خطبة الجمعة أو في خطبة العيد فإنه يشرع له أن يرفع يديه تأسياً بالنبي . اه (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز (12/339))

وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

هل التأمين عند دعاء الإمام بعد الخطبة في صلاة الجمعة من البدع؟

الجواب :

 ليس هذا من البدع، التأمين على دعاء الخطيب في الخطبة إذا أخذ يدعو للمسلمين فإنه يستحب التأمين على دعائه لكن لا يكون بصوت جماعي وصوت مرتفع، وإنما كل واحد يؤمِّن بمفرده وبصوت منخفض حيث لا يكون هناك تشويش، أو أصوات مرتفعة وإنما كل يؤمِّن على دعاء الخطيب سرّاً ومنفرداً عن الآخرين . اه (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(16/105))

الصلاة على النبي ﷺ فى خطبة الجمعة

ليس الدعاء وليس الصلاة على النبي ﷺ من اللغو ولكن يكون سرًا بينك وبين نفسك لا ترفع صوتك فإذا سمعت شيء ما يوجب الدعاء ودعوت في حال السر بينك وبين نفسك كالتأمين على الدعاء والصلاة على النبي ﷺ لا حرج في ذلك ولكن يكون ذلك بصوت خفي بينك وبين ربك لا يشوش على من حولك، وإن أنصت ولم تقل شيئًا فلا حرج عليك؛ لأنك مأمور بالإنصات .

جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

إذا بدأ الخطيب في خطبته يوم الجمعة وجب الإنصات له وحرم الكلام لقوله صلى الله عليه وسلم : «إذا قلت لأخيك والإمام يخطب: أنصت، فقد لغوت». متفق عليه. لكن إذا دعا الخطيب أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: أمن السامع وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم سرا دون أن يجهر وفي هذا جمع بين النصوص، ولأن التأمين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليس من الكلام المنهي عنه من يستمع للخطبة بل هو عبادة متعلقة بالخطبة. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .اه (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(7/127- 128)المجموعة الثانية)

إلتزام الخطيب ختم خطبة الجمعة الثانية 

بقوله تعالى : (وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء المنكر...). بدعة .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

أقول إن البدعة التي ورد النهي عنها والتحذير منها هي البدعة في الدين والعبادة وهي التعبد لله عز وجل بما لم يشرعه أي بخلاف ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه وأصحابه سواءٌ كان ذلك في العقيدة أو في القول أو في العمل والتزام هذه الآية الكريمة : ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ﴾. [العنكبوت: 45]  في آخر الخطبة الثانية يوم الجمعة من البدع؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يفعلها وإذا لم يكن يفعلها لا هو ولا أحدٌ من خلفائه وأصحابه، فإن التزامها يكون من البدع،

أما لو قالها الإنسان لمناسبة بحيث يكون موضوع الخطبة قريباً من هذا المعنى وختم الخطبة بذلك، فإن ذلك لا بأس به ولا حرج فيه وليس من البدع وهذا أمرٌ ينبغي التفطن له بين الأشياء التي تفعل على وجه الدوام والتي تفعل أحياناً فقد يكون الشيء بدعة إذا فعله الإنسان دائماً وغير بدعة إذا لم يكن يفعله دائماً

 ولنضرب لهذا مثلاً بصلاة الجماعة في النافلة لو أن الإنسان اتخذ الجماعة سنةً راتبة في صلاة الليل وصار لا يصلى الليل إلا بجماعة لقلنا إن هذا بدعة ولو صلى صلاة الليل جماعة أحياناً لقلنا إن هذا لا بأس به وليس بدعة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يصلى معه بعض أصحابه في صلاة الليل كما فعل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما وعبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - وحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - 

فينبغي أن يعرف الفرق بين الشيء الذي يتخذ راتباً مستمراً وبين الشيء الذي يفعل أحياناً ولا يخالف الشرع والمهم أن التزام الخطيب بختم الخطبة الثانية بهذه الآية الكريمة بدعة كما قال صاحب السنن والمبتدعات اه [فتاوى نور على الدرب للعثيمين]

قول : ( أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم )

لا بأس بإختتام الخطبة بالإستغفار أحيانا.

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

والتزام خَتْم الخطبة بالاستغفار ليس هناك سنة صحيحة، جاء في ذلك حديث ضعيف لا يجوز العمل به كَسُنَّة، ولكن إن فعل ذلك أحياناً لا بأس، لورود ذلك في الأدلة العامة. أما في التزام ذلك كسنة لازمة، فليس لها أصل في السنة . انتهى من (الهدى والنور /٢٢٨/ ٣٤: ٥٥: ٠٠)

وقال الشيخ العثيمين في لقاء الباب المفتوح : 

ولا حرج على الإنسان أن يزيد شيئاً لكن لا بقصد التعبد لله بذلك ولكن من باب : الدعاء مفتوح، مثل : أستغفر الله وأتوب إليه من كل ذنب وما أشبه ذلك وقد كان الخطباء يقولون على المنابر : أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . انتهى 

وبه تعلم أن الخطيب لو أنهى الخطبة الأولى بالاستغفار والأمر به في بعض الأحيان لم يكن بذلك بأس ولكن لا ينبغي المواظبة على هذا لئلا يعتقد الناس أنه من السنة .

العبث بالجوال أثناء خطبة الجمعة

قد نص الفقهاء على كراهة العبث أثناء الخطبة كأن يعبث بلحيته أو شرب الماء أو نحو ذلك .

قال الشيخ الفوزان حفظه الله :

 لا يجوز العبث بالجوال ولا السواك ولا القلم أثناء خطبة الجمعة بل يجب الاستماع والإنصات . انتهى

قال البهوتي في شرح الإقناع :

 (وَيُكْرَهُ الْعَبَثُ حَالَ الْخُطْبَةِ) لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا». قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلِأَنَّ الْعَبَثَ يَمْنَعُ الْخُشُوعَ . انتهى

وقال أيضا :

 (وَكَذَا الشُّرْبُ) يُكْرَهُ حَالَ الْخُطْبَةِ إذَا كَانَ يُسْمَعُ لِأَنَّهُ فِعْلٌ بِهِ أَشْبَهَ مَسَّ الْحصى . انتهى

ماذا يقال في الجلسة بين خطبتي الجمعة؟

سئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

 هل هناك دعاء معين وارد أو ذكر معين يقوله المصلي بين خطبتي الجمعة ؟ وهل ورد أن خطيب الجمعة يدعو بين الخطبتين أم لا ؟

فأجاب :

"ليس هناك ذكر مخصوص أو دعاء مخصوص لكن يدعو الإنسان بما أحب وذلك لأن هذا الوقت وقت إجابة فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر : ( أن في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلى يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه ) . وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى : ( أنها ما بين خروج الإمام - يعني دخوله المسجد - إلى أن تقضى الصلاة ) . فهذا الوقت وقت إجابة فينبغي للإنسان أن يستغل الفرصة بالدعاء بين الخطبتين بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة .

وكذلك يقال بالنسبة للإمام :

  إنه يدعو بين الخطبتين لكن دعاءً سريا بما يريده من أمر الدنيا والآخرة .

وكذلك أيضا في صلاة الجمعة في السجود بعد أن يذكر الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بما شاء .

وكذلك أيضا في التشهد يدعو قبل السلام بما شاء بعد أن يدعو بما ورد الأمر بالدعاء به" . انتهى

وقال أيضا رحمه الله :

"أما الدعاء في هذا الوقت فإنه خيرٌ ومستحب لأن هذا الوقت وقتٌ تُرجَى فيه الإجابة فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن في الجمعة ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يصلى يدعو الله تعالى إلا استجاب له .

وساعة الصلاة هي أقرب الساعات لأن تكون هي ساعة الإجابة لِما رواه مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( هي ما بين أن يخرج الإمام إلى أن تُقضَى الصلاة ) . فعلى هذا  فينبغي أن ينتهز الفرصة فيدعو بين الخطبتين .

وأما رفع اليدين بذلك فلا أعلم به بأساً لأن الأصل في الدعاء أن مِن آدابه رفع اليدين فإذا رفع الإنسان يده فلا حرج  وإذا دعا بدون رفع يد فلا حرج وهذا في الدعاء الذي بين الخطبتين ". انتهى ("فتاوى نور على الدرب" (فتاوى الصلاة/صلاة الجمعة) ).

وذهب الشيخ الألباني رحمه الله إلى أن الدعاء بين الخطبتين رفع اليدين فيه بدعة .

كما أن للخطيب أن يدعو في وسط الخطبة أو آخرها

 وهذا من المواطن التي هي مظنة الإجابة لأن في الجمعة ساعة إجابة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه كما في الحديث الذي رواه البخاري (5295) ومسلم (852) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ ) ، وقد قيل إن هذه الساعة من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة .

الكلام مع خطيب الجمعة والردُّ عليه

استثنى العلماءُ حالاتٍ خاصةٍ يجوز الكلام فيها مع خطيب الجمعة والردِّ عليه للحاجة والمصلحة ويجوز للخطيب أيضاً أن يكلم المصلين وبذلك وردت السنةُ النبوية .

 قال العلامة ابن القيم :

 "وكان صلى الله عليه وسلم يقطعُ خطبته للحاجة تعْرِضُ، أو السؤالِ مِنْ أَحَدٍ من أصحابه، فيُجيبه، ثم يعود إلى خُطبته، فيتمُّها. وكان ربما نزل عن المنبر للحاجة، ثم يعودُ فَيُتِمُّها، كما نزل لأخذ الحسن والحسين رضي اللّه عنهما، فأخذهما، ثم رَقَى بهما المنبر، فأتمَّ خطبته، وكان يدعو الرجلَ في خطبته : تعالَ يا فلان، اجلِسْ يا فلان، صلِّ يا فُلان " .اه [زاد المعاد في هدي خير العباد1/411]

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

  " ومن الحاجة أيضاً أن يُخطئ الخطيب في آيةٍ خطأً يُحيل المعنى مثل : أن يُسقط جملةً من الآية، أو يلحن فيها لحناً يحيلُ المعنى" .اه [ الشرح الممتع5/77]

كما لابد من التنبيه على أن ضابط جواز الكلام مع خطيب الجمعة والردِّ والاعتراض عليه هو عدم حدوث مفسدة أكبر من المصلحة وعدم حدوث فتنةٍ وهَرْج ومَرْج ولغط وصياح وبلبلة في المسجد .


والله اعلم


وللفائدة..

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات