القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

عدم مشروعية قراءة القرآن بشكل جماعي


لا يُشرع قراءة القرآن بشكل جماعي فى صوت واحد لأنه لم يثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام فقد قال صلى الله عليه وسلم : من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد. فالأصل في أداء القراءة أن تكون على الصيغة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها عليها هو وأصحابه رضي الله عنهم .

فالمطلوب من قارئ القرآن أن يفهم معانيه وأن يعمل به فإن لم تكن هذه همته لم يكن من أهل العلم والدين .

وهناك طريقتين مشروعتين فى ذلك :

1- الطريقة الأولى : هى أن يقرأ واحد والباقون يستمعون له فهذه طريقة مشروعة بلا خلاف لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : اقرأ علي، قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال : فإني أحب أن أسمعه من غيري، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً، قال : أمسك فإذا عيناه تذرفان . رواه البخارى

2- الطريقة الثانية : هى أن يقرأ قارئ ثم يقطع ثم يقرأ غيره وهكذا إلى أن تنتهى قراءتهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم،إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده . رواه مسلم 

قال الإمام النووي في التبيان :

 فصل في الإدارة بالقرآن وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشراً أو جزءاً أو غير ذلك ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول، ثم يقرأ الآخر وهكذا، وهذا جائز حسن. 

وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عنه فقال : لا بأس به. انتهى

وقال الخرشي فى شرحه لمختصر خليل :

وكره مالك إجتماع القراء يقرؤون فى سورة واحدة وقال : لم يكن من عمل الناس ورآها بدعة . انتهى

قال الامام ابن باز رحمه الله :

لم يكن من سنة النبى صلى الله عليه وسلم ولا من سنة أصحابه وطريقتهم أن يتلوا القرآن جميعًا بصوت واحد ليس هذا من سنتهم وليس هذا من فعله عليه الصلاة والسلام فالذين قالوا : إنه بدعة، هم مصيبون؛ لأن هذا لا أصل له.

لكن ذكر العلماء أن هذا مع الصبيان الصغار والمتعلمين على طريق التعليم حتى يستقيم لسانهم جميعًا، يعفى عنه في طريق التعليم ..... مع الصبيان من يتعلمون في المدارس إذا رأى الأستاذ يتكلمون جميعًا حتى يعتدل الصوت وحتى تستقيم التلاوة من الصبيان الصغار في باب التعلم فهذا نرجو أن لا حرج فيه؛ لما فيه من العناية بالتعليم والحرص على استقامة الأصوات وحسن الأداء.

أما فيما بين الناس في التلاوة في المساجد أو في غير المساجد، في الصباح أو في المساء أو في أي مكان يتلون القرآن جميعًا فهذا لا نعلم له أصلًا، وقد قال عليه الصلاة والسلام : من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد. فنصيحتي أن لا يفعل ذلك .اه

وقال الشيخ الألبانى رحمه الله :

 وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحيانا يأمر من يقرأ القرآن ليسمع قراءته كما كان ابن مسعود يقرأ عليه وقال : «إني أحب أن أسمعه من غيري».

وكان عمر يأمر من يقرأ عليه وعلى أصحابه وهم يستمعون فتارة يأمر أبا موسى وتارة يأمر عقبة بن عامر. رواه الحافظ ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» ثم قال :

«وذكر حرب أنه رأى أهل دمشق وأهل حمص وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون على القرآن بعد صلاة الصبح، ولكن أهل الشام يقرؤون القرآن كلهم جملة من سورة واحدة بأصوات عالية، وأهل مكة وأهل البصرة يجتمعون فيقرأ أحدهم عشر آيات والناس ينصتون ثم يقرأ آخر عشر آيات حتى يفرغوا قال حرب : وكل ذلك حسن جميل. وقد أنكر مالك ذلك على أهل الشام ».

قلت : وهذا الذي أنكره مالك هو الحق إن شاء الله تعالى لمخالفته السنة كما سبق«غير أن ذلك لا يجوز قبل صلاة الجمعة خاصة كما سبق في «المناهي» . انتهى من [الثمر المستطاب (٢/ ٧٨٩)].

وسئل أيضا رحمه الله :

هل يجوز قراءة القرآن في جماعة وبصوت مرتفع على روح الميت؟

الجواب :

لا يجوز أصلاً قراءة القرآن جماعة؛ لأن ذلك لم يفعله السلف، بل هو بدعة في الدين لأن فيه تشويش بعضهم على بعض -إلا عند الضرورة-، كتلقين الأطفال والأعاجم كلمات القرآن لعدم قدرتهم على ذلك وحدهم.

لكن؛ لا يقرأ القرآن على روح الميت -أصلاً-، ولا يصله ثواب القراءة لعدم وروده عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن السلف الصالح.

قال ابن كثير في «تفسيره» بعد أن ذكر قوله تعالى(وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.[النجم : 39]«...ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمه الله ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم، ولهذا لم يَندِب إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أمته ولا حثهم عليه ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء، ولم يُنقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ولو كان خيراً لسبقونا إليه».

إلا أن القراءة كسائر العبادات يصل ثوابها إلى الآباء من الأبناء وإن عَلَوْا دون تخصيص لأن الابن من كسب أبيه، فكل ما يفعل الأبناء يصل للآباء، وبخاصة إذا كانوا من ثمرتهم بحسن تربيتهم ورعايتهم لهم؛ لقوله تعالى-: (رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) . انتهى

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

لا حرج أن يجتمع جماعة بعد صلاة الفجر أو المغرب أو الظهر أو العصر ويقرؤوا فيما بينهم حزباً من القرآن، لكن لا على سبيل جماعي بل يقرأ واحد ويستمع الباقون ثم يقرأ الثاني ويستمع الباقون وهكذا . انتهى من (فتاوى نور على الدرب)

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة فتوى برقم 2302 :

إذا كان المقصود أنهم يقرءون جميعا بصوت واحد ومواقف ومقاطع واحدة فهذا غير مشروع، وأقل أحواله الكراهة؛ لأنه لم يؤثرعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم.

 لكن إذا كان ذلك من أجل التعليم، فنرجو أن يكون ذلك لا بأس به .

 وإن كان المقصود أنهم يجتمعون على قراءة القرآن لتحفظه أو تعلمه، ويقرأ أحدهم وهم يستمعون أو يقرأ كل منهم لنفسه غير ملتق بصوته ولا بمواقفه مع الآخرين، فذلك مشروع؛ لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده ). رواه مسلم . وبالله التوفيق.وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)

وجاء أيضا فى فتوى رقم 4994 :

 التزام قراءة القرآن جماعة بصوت واحد بعد كل من صلاة الصبح والمغرب أو غيرهما بدعة، وكذا التزام الدعاء جماعة بعد الصلاة. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات