ورفع اليدين عند الدعاء له أربع حالات
الحالة الأولى :
حال دعاء المسألة وهو الدعاء العام .
وكيفيته :
رفع اليدين قبل الوجه وبطونهما نحو السماء وظهورهما نحو الأرض أما مسألة ضم اليدين بعضهما إلى بعض أو التفريج بينهما فلم ترد .
* فعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن ). صحيح ابن ماجه.
* عن عُمير مولى آبي اللحم رضي الله عنه : ( أنه رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستسقي عند أحجار الزَّيت قريبا من الزَّوْراء، قائما يدعو يستسقي، رافعا يديه قِبل وجهه، لا يُجاوز بهما رأْسه ). صحيح أبي داود.
* عن مالك بن يسار السكوني العوفي رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها ). حديث صحيح لغيره.
فالأحاديث التي جاءت فى ذلك أطلقت رفع اليدين والقيد جاء في مستوى الرفع ويكون قبل الوجه وبطونهما نحو السماء وظهورهما نحو الأرض .
الحالة الثانية :
حال الإبتهال وهو في حال المبالغة في المسألة كحال الجدب وأحوال الشدة .
رفع اليدين وظهورهما إلى السماء حتى يرى فيها بياض الإبطين .
- فعن أبي موسى رضي الله عنه قال : ( لما فرغ النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس .. إلى أن قال : فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال : قل له استغفر لي فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ورأيت بياض إبطيه...الحديث ) . رواه البخاري.
- عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : ( استعمل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم رجلا من بني أسد يقال له ابن الأتبية على صدقة فلما قدم قال : هذا لكم وهذا أهدي لي فقام النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على المنبر، قال سفيان أيضا : فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول هذا لك وهذا لي فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا والذي نفسي بيده لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ألا هل بلغت ثلاثا ) . رواه البخاري.
الحالة الثالثة :
حال دعاء الإستغفار والتمجيد والثناء على الله والدعاء حال الخطبة على المنبر .
برفع إصبع السبابة من اليد اليمنى .
- فقد أخرج مسلم رحمه الله في ((صحيحه)) عن عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال : رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال : ( قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة ) .
- وأخرج مسلم رحمه الله في ((صحيحه))عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بإصبعه) .
- وعن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم إذا سافر فركب راحلته قال بإصبعِهِ ومدَّ شُعبةَ إصبعهُ قال : ( اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا بنصحك واقلبنا بذمة اللهم ازو لنا الأرض وهون علينا السفر اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ). صحيح الترمذي
وهذه الصفات الثلاثة جاءت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( المسألة : أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما. والاستغفار : أن تشير بأصبع واحدة. والابتهال : أن تمد يديك جميعا ). وهذا الأثر صححه الإمام الألباني رحمه الله في صحيح سنن أبي داود وصححه شعيب الارناؤوط
الحالة الرابعة :
وهذا خاص بالإستسقاء .
رفع اليدين وجعل ظهورهما مما يلي السماء .
* عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فأشار بظهر كفيه إلى السماء. رواه مسلم . أي من شدة الرفع بيده كأن ظهور كفيه نحو السماء .
قال النووي في ((شرحه)) :
( قال جماعة من أصحابنا وغيرهم : السنة في كل دعاء لرفع بلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله جعل بطن كفيه إلى السماء احتجوا بهذا الحديث ). اهـ.
وقال الإمام الألباني رحمه الله في ((الضعيفة)) : ( وقد قالوا - كما في ((المرقاة)) (2/ 284) -: ( فعل هذا تفاؤلاً بتقلب الحال ظهراً لبطن وذلك نحو صنيعه في تحويل الرداء ) .اه
قال الإمام القرطبى رحمه الله :
والدعاء حسن كيفما تيسر، وهو المطلوب من الإنسان لإظهار موضع الفقر والحاجة إلى اللَّه عز وجل والتذلل له أو الخضوع ، فإن شاء استقبل القبلة ورفع يديه فحسن وإن شاء فلا، فقد فعل ذلك النبى صلى الله عليه وسلم حسبما ورد فى الأحاديث .. انتهى باختصار (تفسير القرطبي ج 7)
مسح الوجه باليدين بعد الدعاء
لا يشرع مسح الوجه بعد الدعاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا ربَّه ولم يثبت أنه كان يمسح وجهه بعد دعائه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء : فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة ، وأما مسحه وجهه بيديه فليس عنه فيه إلا حديث أو حديثان ، لا تقوم بهما حُجة . "مجموع الفتاوى" (22/519) .
وقال العز بن عبد السلام : ولا يمسح وجهه بيديه عقيب الدعاء إلا جاهل . "فتاوى العز بن عبد السلام" (ص 47) .
وأما أفضل أوقات الدعاء
جوف الليل الآخر .. ليلة القدر .. دبر الصلوات المكتوبات .. بين الأذان والإقامة .. ساعة من كل ليلة .. ساعة من يوم الجمعة وأرجاها آخر ساعة بعد العصر .. وعند دخول الإمام للخطبة إلى أن تقضى الصلاة .. وعند النداء للصلوات المكتوبة .. وإذا نام على طهارة ثم استيقظ من الليل ودعا .. الدعاء في شهر رمضان ونحو ذلك .
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق