">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

لا يجوز أن يُقال : الله يعرف كذا وإنما يُقال : الله يعلم.

لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلم ولم يصف نفسه بالمعرفة فنصفه بالعلم ولا نصفه بالمعرفة . 

لأن المعرفة دون العلم وهي مسبوقة بجهل وتستعمل في العلم القاصر الذي يتوصل إليه بتفكر وتدبر وتعلم وهذا مستحيل في حق الله تعالى فلا يجوز أن يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

لا يوصف اللَّه بأنه عارف ولكن يوصف بأنه عالم لأن المعرفة تشمل العلم والظن انتبه، وأيضا العلم يكون في المعنويات والمعرفة في المحسوسات، تقول عرفت فلانا ولا تقول علِمت فلانا، صح وإلا لا؟.  فالفرق بينهما أن العلم يتعلق بالمعنويات والمعرفة بالمحسوسات .

ثانيا :

العلم يكون بالمجزوم به والمعرفة بالمجزوم والمظنون .

الفرق الثالث :

المعرفة انكشاف بعد خفاء وليس العلم كذلك بل العلم يكون انكشافا بعد خفاء ويكون علما مستقلا. و لهذا يُقال إن الله عالم ولا يقال ّإن الله عارف، صح؟

السائل : صح.

الشيخ :

 بناء على هذا التقييد لأنك إذا قلت إن الله عارف فالمعرفة تكون علما وظنا والمعرفة تكون انكشافا بعد خفاء فلا يصح أن يوصف الله بأمر يحتمل معنى لا يليق بالله فلا يوصف الله بأنه عارف ولكن يُقال إنه عالم. 

فإن قال قائل هذا الكلام فيه نظر

 لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعرف الى الله يعرفك في الشدة ). ( يعرفك ) فأثبت لله المعرفة .

 قلنا :

 المراد بالمعرفة هنا لازمها وهو العناية والرأفة به بدليل قوله : ( تعرّف الى الله ) مع أن الله عارف بالانسان عالم به سواءا تعرّف اليه أم لا فهذه المعرفة التي في الحديث معرفة خاصة لازمها العناية بهذا الذي تعرّف الى الله في حال الرخاء فعرفه في حال الشدة وليست هي المعرفة التي نتحدّث عنها . اه


وسئل أيضا رحمه الله :

هل يصح أن نقول على الله عالم؟

الجواب :

 لا، [ بل ] نقول العليم ونقول عالم بكل شيء لأنَّ العليم أبلغ من العالم لكن نخبر عنه بأنه عالم لكن لا نُسَمِّيه بهذا .اه (شرح عقيدة أهل السنة والجماعة - طبعة دار القدس / صـ (37))

قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في "معجم المناهي اللفظية" : (بسط ابن القيم رحمه الله تعالى في : ((مدارج السالكين)) منزلة المعرفة، مبيناً حقيقتها، والفروق بينها وبين العلم ... وفي ((بدائع الفوائد)) عقد فائدة بديعة ذكر فيها حقيقة العلم والمعرفة .

 ثم قال :

 ( إذا عرف هذا فقال بعض المتكلمين : لا يضاف إلى الله سبحانه إلا العلم لا المعرفة؛ لأن علمه متعلق بالأشياء كلها مركبها ومفردها تعلقاً واحداً بخلاف علم المحدثين، فإن معرفتهم بالشيء المفرد وعلمهم به غير علمهم ومعرفتهم لشيء آخر. وهذا بناء منه على أن الله تعالى يعلم المعلومات كلها بعلم واحد، وأن علمه بصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو عين علمه بكذب مسيلمة .اه

ولكن لا بأس 

بأن نخبر عن الله سبحانه بأنه : يدري أو يعرف أو موجود وإن كان الله جل جلاله لا يسمى بـ"الداري"  أو "العارف" .

فباب الإخبار عن الله تعالى أوسع من باب الأسماء والصفات قد نص أهل العلم على أن الإخبار عن الله سبحانه وتعالى أوسع من باب تسميته، ووصفه، فالإخبار عنه تعالى يصح بكل ما يصح نسبته إليه عز وجل، ولا يجب أن يكون توقيفيًا. 

قال ابن القيم في بدائع الفوائد : 

ما يطلق عليه تعالى في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفًا :

 كالقديم، والشيء والموجود، والقائم بنفسه.

 فهذا فصل الخطاب في مسألة أسمائه هل هي توقيفية أو يجوز أن يطلق عليه منها بعض ما لم يرد به السمع؟ .اهـ.

* فعن أبي ذر : " أن رسول الله  رأى شاتين تنتطحان فقال : (يا أبا ذر هل تدري فيم تنتطحان؟ ) ،قال : لا ، قال : "( لكن الله يدري ، وسيقضي بينهما ) . السلسلة الصحيحة(4/610 )).

* وروى ابن أبي شيبة (19356) عن مدرك بن عوف الأحمسي قال : " كنت عند عمر إذ جاءه رسول النعمان بن مقرن فسأله عمر عن الناس فقال: أصيب فلان وفلان واخرون لا أعرفهم . فقال عمر: لكن الله يعرفهم " . ("الصحيحة" (6/ 788)) .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

إذن إذا أثبتنا أن الخلق مصنوع فهل نثبت أن الله صانع؟

الجواب : 

نعم, لأن الله قال : { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }. لكنه ليس من أسمائه بل يخبر به عنه وتجد المتكلمين دائما في كلامهم يعبرون عن الخالق بـ (الصانع) وهذا وإن كان حقا لكنه لا ينبغي بل التعبير بـ (الخالق) هو الموافق للقرآن قال تعالى : { الْخَالِقُ الْبَارِئُ }. اه ( شرح النونية:21/1)

كما أن الإخبار عنه سبحانه يكون بحسب الحاجة وما يقتضيه المقام.

 قال ابن تيمية رحمه الله :

" وأما الإخبار عنه فهو بحسب الحاجة فإذا احتيج في تفهيم الغير المراد إلى أن يترجم أسماؤه بغير العربية أو يعبر عنه باسم له معنى صحيح لم يكن ذلك محرما ". انتهى من "الجواب الصحيح" (5/ 8) .


والله اعلم


وللفائدة..

قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات