">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

  النّـور من أسماء الله الحسنى الثابتة بالكتاب والسنة والمُشتقّـة من صفة النور أيضا فهو صفة ذاتية لله عز وجل . قال تعالى : الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح . [النور: 35]

فيطلق عليه عز وجل اسمًا له ويضاف إليه وصفًا فيكون كمثل وصفه تعالى بالحياة والسمع والبصر وسائر صفاته الذاتية، فيضاف إلى وجهه الكريم كما في الحديث : «أعوذُ بنورِ وجهِكَ الكريمِ الذي أضاءَتْ له السماواتُ والأرضُ وأشرقتْ لهُ الظلماتُ». (الجامع الصغير 1483)،

 كما يضاف إلى ذاته كقوله تعالى : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا}. [الزمر: 69]
 
ويضاف نوره تعالى إلى السماوات والأرض كقوله : {الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}. [النور: من الآية:35]. 

قال ابن تيمية رحمه الله :

... النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمى الله نور السماوات والأرض، وقد أخبر النص أن الله نور، وأخبر أيضا أنه يحتجب بالنور؛ فهذه ثلاثة أنوار في النص وقد تقدم ذكر الأول، وأما الثاني؛ فهو في قولـه : وأشرقت الأرض بنور ربها. وفي قولـه : مثل نوره،

 وفيما رواه مسلم في (صحيحه) عن عبد الله بن عمرو؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله خلق خلقه في ظلمة، وألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور؛ اهتدى، ومن أخطأه؛ ضل )) .... انتهى من ((مجموع الفتاوى)) (6/386).

وقال في موضع آخر : 

وقد أخبر الله في كتابه أن الأرض تشرق بنور ربها، فإذا كانت تشرق من نوره؛ كيف لا يكون هو نورا؟‍‍! ولا يجوز أن يكون هذا النور المضاف إليه إضافة خلق وملك واصطفاء كقولـه: ناقة الله ونحو ذلك؛ لوجوه...(وذكرها) . اه ((مجموع الفتاوى)) (6/396).

وقال أيضا رحمه الله :

قد ثبت عن ابن مسعود قال : إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السموات من نور وجهه. وقد تقدم عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر نور وجهه وفي رواية : النور ما فيه كفاية .اه "مجموع الفتاوى"

قال ابن القيم رحمه الله في شفاء العليل :

 ولما كان النور من أسمائه الحسنى وصفاته كان دينه نوراً ورسوله نوراً، وداره نوراً يتلالأ، والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين ويجري على ألسنتهم ويظهر على وجوههم . انتهى

وقال أيضا :

فصل في ذكر الأنوار وفيه فوائد جليلةوالله سبحانه وتعالى سمى نفسه نورا ، وجعل كتابه نورا ، ورسوله نورا ، ودينه نورا ، واحتجب عن خلقه بالنور ، وجعل دار أوليائه نورا يتلألأقال الله تعالى : ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ).

وقد فُسِّر قوله تعالى : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) بكونه منوّر السماوات والأرض ، وهادي أهل السماوات والأرض فبنوره اهتدى أهل السماوات والأرض، وهذا إنما هو فعله ، وإلا فالنور الذي هو من أوصافه قائم به ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى.  

والنور يُضاف إليه سبحانه على أحد وجهين :

إضافة صفة إلى موصوفها 

- وإضافة مفعول إلى فاعله 

فالأول كقوله عز وجل : (وأشرقت الأرض بنور ربها ) فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء . انتهى . ("اجتماع الجيوش الإسلامية" (2/ 44))

وقال في النونية :

والنور من أسمائه أيضا ومِـنْ  أوصافه سبحان ذي البرهان . انتهى

وقال أيضا في مختصر الصواعق :

 إن النص قد ورد بتسمية الرب نورا، وبأن له نورا مضافا إليه، وبأنه نور السماوات والأرض، وبأن حجابه نور، فهذه الأربع أنواع :

فالأول : يقال عليه -سبحانه- بالإطلاق، فإنه النور الهادي.

والثاني : يضاف إليه كما يضاف إليه حياته وسمعه وبصره وعزته وقدرته وعلمه، وتارة يضاف إلي وجهه، وتارة يضاف إليه ذاته، 

فالأول : إضافته إلى وجهه، كقوله : أعوذ بنور وجهك. وقوله : " نور السماوات والأرض من نور وجهه "،

 والثاني : إضافته إلى ذاته، كقوله : وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا . وقول ابن عباس -رضى الله عنهما : " ذلك نوره الذي إذا تجلى به ".

والثالث : وهو إضافة نوره إلى السماوات والأرض، كقوله : اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.

والرابع : كقوله : حجابه النور، فهذا النور المضاف إليه يجيء على أحد الوجوه الأربعة. انتهى

قال الهراس في (الشرح) :

ومن أسمائه سبحانه النور وهو أيضا صفة من صفاته فيقال : الله نور، فيكون اسما مخبرا به على تأويله بالمشتق، ويقال : ذو نور، فيكون صفة؛ قال تعالى : الله نور السماوات والأرض. وقال : وأشرقت الأرض بنور ربها.

وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه صلى الله عليه وسلم كان حين يستيقظ من الليل؛ يقول : ((اللهم لك الحمد؛ أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن)). اه. ((مختصـر الصواعق المرسلة)) (2/192-206)

قال الإقليشي :

وتسمية الله سبحانه وتعالى بهذا صحيح في الشرع والنظر.

 أما الشرع فقوله سبحانه وتعالى : اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ. [النور 35].

فإن احتج محتج وقال أراد منير السموات والأرض أو هادي أهل السموات والأرض وأبى من تسمية الله نوراً .

 احتججنا عليه بالحديث الذي خرَّجه مسلم في صحيحه عن أبي ذر : أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك فقال : (نور أنَّى أراه) . وحديث ابن عباس المخرج في مصنف الترمذي : إذ قال : رأى محمد ربه. قيل له : أليس يقول لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ. قال ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره .  فهذان الحديثان يصرحان بتسمية الله تعالى نوراً ". اه (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (5/ 505))

ومن أراد الإستزادة فعليه بكلام شيخ الاسلام ابن تيمية في رده على الفخر الرازي في كتاب (بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية(5/ 486-493))
 

والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات