القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل الضار من أسماء الله أم من صفاته ؟


ليس من أسماء الله الضار والنافع إذ لا دليل صحيح عليه بل هما من صفات الله عز وجل فهو الذي بيده الضر وبيده النفع لأن المقرر عند أهل العلم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية أي لا يثبت منها شيء إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة فلا يجوز أن يقال : "إن الله تعالى هو الضار"، بل يقال : " هو النافع الضار " . 

سئل العلامة الألباني رحمه الله :

 عن إسم الضار والنافع وإطلاقه على الله عز وجل ؟ 

فأجاب : 

وكثيرا ما نتحدث ويتحدث علماؤنا قديما وحديثا بمثل هذه العبارات لبيان أن الله عز وجل هو الذي يضر وهو الذي ينفع ولا غيره يضر أو ينفع إلا بإذنه تبارك وتعالى وذلك يؤخذ من نصوص كثيرة من الكتاب والسنة 

فالذي لا يجوز هو إطلاق الإسم على الله عز وجل ومناداته به أما أن يوصف به أثناء الحديث فهذا استعمل في زمان السلف حتى اليوم فنحن ما نقول يا ضار ولا نقول يا نافع وإن كان هو الضار والنافع ولا نقول يا موجود .

لأنه ليس من أسمائه الحسنى لأن أسمائه الحسنى توقيفية كما ذكرنا ذلك مرارا بمعنى أن التسمية نتوقف لنسمي لله عز وجل بها على النص في الكتاب وفي السنة.

أما إذا لم يأتِ في ذلك نص فلا ندعو الله عز وجل إلا بأسمائه الحسنى هذا شيء والتحدث عن الله عز وجل في أثناء الحديث كما سمعتم آنفا شيء آخر بمعنى صحيح أن الله عز وجل هو ينفع وهو يضر إن كان صحيحا 

فلا مانع في أثناء الحديث أن نقول أن الله هو النافع هو الضار لكن لا نسميه أسماء نناديه بها ونتقرب بها إليه تبارك وتعالى ". انتهى من ( تسجيلات متفرقة - شريط : 282 توقيت الفهرسة : 00:43:35 )

سئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

 مما يطلق على الله سبحانه وتعالى بأنه النافع الضار، فهل هما اسمان أم صفتان؟ وهل ثبت حديث فيهما ؟ . 

فأجاب : 

ليس من أسماء الله النافع الضار، بل هما من صفات الله عز وجل فهو الذي بيده النفع وبيده الضر، وليس الضار من الصفة التي تقال وحدها، بل يقال : النافع الضار معاً، فإن قيل : النافع فقط فلا بأس،

لكن النافع الضار فيه أن الله عز وجل بيده الأمر كله من نفعٍ وضر، وعلى كل حال فهما ليسا من أسماء الله، وإنما مما يوصف الله بهما فقط، والحديث الوارد في عدهما من أسماء الله ضعيف ". انتهى من (لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(6))

قال الشيخ فركوس حفظه الله :

فالله سبحانه وتعالى يضرُّ مَنْ يشاءُ مِنْ عباده بالفَقر والمرض والعِلل ونحوِ ذلك، ويُنْسَب إلى فعلِه؛ فالضرُّ مِنْ مفعولاته سبحانه وتعالى، وأفعالُه مِنْ مشيئته وإرادتِه، لكِنْ لا يحبُّ الضرَّ لذاته، وإنما يُحِبُّه لغيره الذي لا يترتَّب عليه إلَّا الخيرُ؛ 

لذلك بيَّن المولى عزَّ وجلَّ المسَّ الذي هو مِنْ فِعل الله تعالى، وإرادةَ الخير التي هي مِنْ محبَّة الله وفعلِه ومشيئته ـ أيضًا ـ في قوله عزَّ وجلَّ : ﴿ وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ١٠٧﴾. [يونس].

وعليه، فلا يُنْسَبُ الشرُّ والضرُّ إلى الله تعالى تأدُّبًا، مع أنه لا يخرج عن إرادته ومشيئته، ولا يَلْزَم مِنْ ذلك محبَّتُه، وهذا المعنى مِنَ التأدُّب مع الله تعالى ظَهَر في كلام الجِنِّ عندما جزموا أنَّ الله تعالى أراد أَنْ يُحْدِث حادثًا كبيرًا مِنْ خيرٍ أو شرٍّ فقال اللهُ تعالى على لسانهم : ﴿وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا ١٠﴾. [الجن]، وفي هذا بيانٌ لأدبِهم؛ إِذْ أضافوا الخيرَ إلى الله تعالى، والشرُّ حذفوا فاعِلَه تأدُّبًا . انتهى من (المنتقى من الفتاوى الشرعية 25).

ولما كان الإخبار عن الله تعالى بأنه الضار قد يوهم نقصاً بيّن أهل العلم أنه لا يذكر إلا مقرونا بالإخبار عنه بأنه النافع سبحانه وتعالى فيقال : الضار النافع كما يقال : القابض الباسط ،العفو المنتقم .

قال ابن القيم رحمه الله :

إن أسماءه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره ، وهو غالب الأسماء . كالقدير والسميع والبصير والعزيز والحكيم ، وهذا يسوغ أن يُدعى به مفردا ومقترنا بغيره ، فتقول : يا عزيز ، يا حليم ، يا غفور ، يا رحيم . وأن يفرد كل اسم ، وكذلك في الثناء عليه والخبر عنه بما يسوغ لك الإفراد والجمع .

ومنها ما لا يطلق عليه بمفرده ، بل مقرونا بمقابله كالمانع والضار والمنتقم ، فلا يجوز أن يفرد هذا عن مقابله ، فإنه مقرون بالمعطي والنافع والعفو . 

فهو المعطي المانع الضار النافع المنتقم العفو المعز المذل ، لأن الكمال في اقتران كل اسم من هذه بما يقابله، عطاء ومنعا ، ونفعا وضرا ،وعفوا وانتقاما . لأنه يراد به أنه المنفرد بالربوبية وتدبير الخلق والتصرف فيه؛

 وأما أن يثنى عليه بمجرد المنع والانتقام والإضرار فلا يسوغ . فلو قلت : يا مذل ، يا ضار ، يا مانع ، وأخبرت بذلك لم تكن مثنيا عليه ، ولا حامدا له حتى تذكر مقابلها ". انتهى من "بدائع الفوائد" (1/132).


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات