لا يُكره للمسلم إفراد يوم عاشوراء بالصيام وينال الفضل المترتب على صومه،
لقول النبي ﷺ فى الحديث الصحيح في صوم عاشوراء : « أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ». فلم يرد نهي عن صيامه منفرداً .
وهو مذهب بعض الحنفية ومذهب المالكية والشافعية والحنابلة، واختاره ابن تيمية .
* والمقصود بتكفير الذنوب الواردة فى الحديث : هو خاص بتكفير الذنوب الصغائر فقط، وأما الكبائر فلابد لها من توبة صادقة .
* فيستحب لكل مسلم ومسلمة صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم للحصول على هذا الأجر العظيم.
* ولكن الأفضل أن يصوم قبله يومًا مخالفة لليهود في ذلك، لحديث : « لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ». (رواه مسلم). وهذا الحديث لم يقله ﷺ إلا قبل موته بأقل من سنة .
فإن لم يصم قبله فلا يصومنّ بعده، وذلك لأن النبي ﷺ رغّب في المخالفة بصيام التاسع وقد كان بوُسعه ﷺ أن يصوم يوما بعده .
* وأما الأحاديث التي وردت وفيها صيام يوم قبله وبعده أو صيام يوم قبله أو بعده فهى ضعيفة فلا يصح رفعها للنبي ﷺ،
والعبادات توقيفية لا يجوز فعلها إلا بدليل ومن أراد مخالفة اليهود فليصوم التاسع والعاشر .
- قال ابن تيمية رحمه الله : صيام يوم عاشوراء كفارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم . انتهى من (الفتاوى الكبرى ج(5)).
- وقال المرداوي في "الإنصاف" (3/346) : " لا يكره إفراد العاشر بالصيام على الصحيح من المذهب ، ووافق الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] أنه لا يكره ". انتهى باختصار .
- قال العينيُّ رحمه الله : ( اتَّفق العلماءُ على أنَّ صوم يوم عاشوراء سُنَّة، وليس بواجب ). انتهى من ((عمدة القاري)) (11/118).
* استحباب صوم يوم آخر مع عاشوراء مخالفة لأهل الكتاب
فيُستحب أن يتقدّمه بصوم يوم قبله وهو التاسع من المحرّم ، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :
«حين صامَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يومَ عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا : يا رسول الله، إنه يومٌ تُعظِّمه اليهودُ والنصارى، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:
«فَإِذَا كَانَ العَامُ المُقْبِلُ -إِنْ شَاءَ اللهُ- صُمْنَا اليَوْمَ التَّاسِعَ»، قال فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم». (رواه مسلم). وهذا الحديث جرى عند قدوم النبى صلى الله عليه وسلم .
- وفي روايةٍ : « لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ». (رواه مسلم). وهذا الحديث لم يقله صلى عليه وسلم إلا قبل موته بأقل من سنة .
* فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة ووجد اليهود يصومون عاشوراء قال : " نحن أحق بموسى منهم " وصامه وأمر الناس بصيامه، وكان يحب في أول الأمر موافقة أهل الكتاب،
فلما انتشر الإسلام وظهر أحب مخالفتهم وأمر بها، ومن ثم فإنه في آخر عمره الشريف قال : " لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع " وكان هذا في آخر سنة من سني عمره الشريف -صلى الله عليه وسلم.
- قال ابن تيمية رحمه الله :
نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله .. في عاشوراء : { لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع }.انتهى من (الفتاوى الكبرى ج(6)).
- قال الشيخ الألباني رحمه الله :
مراتب صيام عاشوراء مرتبتين :
الأولى : أن يصوم عاشوراء وقبله التاسع .
الثانية : أن يصوم عاشوراء لوحده.
وحديث صوموا يوماً قبله ويوماً بعده. " ضعيف ". انتهى من ( الهدى والنور ٣٣٧ ).
اقرأ أيضا : - صيام شهر الله المحرم كاملاً
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق