القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

يُشرع صيام شهر الله المحرم كله أو الإكثار من صيامه لأنه قد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم .

قال النووي رحمه الله :

 «قوله ﷺ : «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم» تصريح بأنه أفضل الشهور للصوم، وقد سبق الجواب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من صوم شعبان دون المحرم، وذكرنا فيه جوابين : أحدهما: لعله إنما علم فضله في آخر حياته، والثاني : لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيرهما » . اه شرح النووي على صحيح مسلم، كتاب الصيام، باب فضل صوم المحرم، حديث رقم:) (1163)

وقال أيضا رحمه الله :

 «فإن قيل في الحديث : إن أفضل الصوم بعد رمضان صوم المحرم، فكيف أكثر الصيام في شعبان دون المحرم؟ 

فالجواب : لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر ومرض وغيرهما » اهـ (صحيح مسلم بشرح النووي، (7-8/296).).

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله وإضافته إلى الله عز وجل تدل على شرفه وفضله، فإن الله تعالى لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته، كما نسب محمدًا وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته، ونسب إليه بيته وناقته ولما كان هذا الشهر مختصًا بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصيام من بين الأعمال مضافًا إلى الله تعالى، فإنه له سبحانه من بين الأعمال؛ ناسب أن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله، بالعمل المضاف إليه المختص به وهو الصيام .. انتهى باختصار من ( لطائف المعارف (ص:90-91).).

وجاء في كشاف القناع :

 (و) يسن (صوم المحرم وهو أفضل الصيام بعد صيام شهر رمضان)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : «أفضل الصلاة بعد المكتوبة جوف الليل, وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم» رواه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة, قال في المبدع : وأضافه إليه تفخيمًا وتعظيمًا كناقة الله، ولم يكثر النبي صلى الله عليه وسلم الصوم فيه إما لعذر, أو لم يعلم فضله إلا أخيرًا، والمراد أفضل شهر تطوع فيه كاملًا بعد رمضان شهر الله الحرام؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفة, وعشر ذي الحجة, فالتطوع المطلق أفضله المحرم, كما أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل . انتهى.

 فشهر الله المحرّم شهرعظيم مبارك وهو أول شهور السنّة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله فيها : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعةٌ حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ). التوبة / 36

قال ابن عباس رضى الله عنه في قوله تعالى : ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم ) في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراما وعظّم حرماتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم .اه (تفسير ابن كثير)

وعنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الزَّمَانُ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ . رواه البخاري

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

عن حكم صيام محرم وشعبان وعشر ذي الحجة؟

الجواب :

  شهر محرم مشروع صيامه وشعبان كذلك، وأما عشر ذي الحجة الأواخر فليس هناك دليل عليه، لكن لو صامها دون اعتقاد أنها خاصة أو أن لها خصوصية معينة فلا بأس .

أما شهر الله المحرم فقد قال الرسول ﷺ : أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم.[رواه مسلم]. فإذا صامه كله فهو طيب، أو صام التاسع والعاشر والحادي عشر فذلك سنة.

وهكذا شعبان فقد كان يصومه كله ﷺ من حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما.

وأما عشر ذي الحجة فالمراد التسع لأن يوم العيد لا يصام، وصيامها لا بأس به وفيه أجر لعموم قوله ﷺ : ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر قالوا: يا رسول الله: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.[أخرجه بنحوه الإمام أحمد في (مسند المكثرين من الصحابة) مسند عبدالله بن عمرو بن العاص برقم 7039 ].

أما النبي ﷺ فروي أنه كان يصومها وروي أنه لم يكن يصومها ولم يثبت في ذلك شيء من جهة صومه لها أو تركه لذلك[ (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 415).].

وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

ما حكم صيام شهر محرم كاملاً من واحد إلى ثلاثين؟

الجواب :

 هو سنة ؛ فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم». نعم . انتهى . (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [339])

وإليك بعض أحكام هذا الشهر

1- قد كانت العرب تعظم شهر المحرم في الجاهلية وكان يسمى بشهر الله الأصم من شدة تحريمه والصوم في شهر المحرم من أفضل التطوع .

2- اختلف العلماء في تحريم ابتداء القتال في الشهر الحرام هل هو منسوخ أو محكم على قولين : 

أحدهما : وهو الأشهر أنه منسوخ لأنه تعالى قال ههنا {فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ}وأمر بقتال المشركين . 

والقول الآخر : أن ابتداء القتال في الشهر الحرام حرام وأنه لم ينسخ تحريم الشهرالحرام لقوله تعالى : {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ}. الآية. وقال : {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ} ). انتهى (تفسير القرآن العظيم)

3- أما قوله : "شهر الله" إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم.


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات