">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم المضمضة والاستنشاق في الوضوء والغسل


 تجب المضمضة والإستنشاق في الوضوء والغسل فلا يصح وضوء أو غسل من تركهما أو ترك واحدا منهما على الأصح 

والدليل :

1- قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم[المائدة: 6]. وعُمومُ قَولِ الله تعالى : وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا . [المائدة: 6] 

وجه الدلالة : أن المضمضة والاستنشاق داخلان في غسل الوجه الذى أمر الله بغسله والوجه مما يجب غسله في الطهارة الكبرى ولذا وجب على من اغتسل الغسل الواجب أن يتمضمض ويستنشق .

2- وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه- وسلم : ( إذا توضأت فمضمض ). (صحيح أبي داود) 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا توضأ أحدكم، فليجعل في أنفه، ثم لينثر ). (رواه البخاري) 

 فكل من وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقصيا ذكر أنه تمضمض واستنشق ومداومته عليهما تدل على وجوبهما لأن فعله وقع بيانا وتفصيلا للوضوء المأمور به في كتاب الله .

قال المرداوي في "الإنصاف" (1/153) :

" قَوْلُهُ ( وَهُمَا وَاجِبَانِ فِي الطَّهَارَتَيْنِ ) يَعْنِي الْمَضْمَضَةَ وَالِاسْتِنْشَاقَ . وَهَذَا الْمَذْهَبُ مُطْلَقًا . وَعَلَيْهِ الْأَصْحَابُ .انتهى باختصار

وقال ابن تيميَّة رحمه الله :

 الصَّحيحُ الأوَّل - "أي : 

إنَّ المضمضةَ والاستنشاقَ واجبتان في الطَّهارتين الصُّغرى والكبرى"-؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى أمَر بغَسل الوجه مطلقًا، وفسَّره النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بفِعله وتعليمه، فتَمضمض واستنشق في كلِّ وضوء توضَّأه، ولم يُنقل عنه أنَّه أخلَّ به أبدًا مع اقتصاره على أقلِّ ما يجزئ حين توضَّأ مرَّةً مرَّة، وقال : ((هذا صِفة الوضوءِ الذي لا يَقبل اللهُ الصَّلاةَ إلَّا به))، وهذا أقصى حدٍّ في اقتصار الوجوب من جِهة أنَّ فِعلَه إذا خرج امتثالًا لأمرٍ، كان حُكمه حُكمَ ذلك الأمر في اقتضاء الوجوبِ

ومن جهة أنَّه لو كان مستحبًّا لأخلَّ به ولو مرَّةً؛ ليبيِّن جوازَ التَّرك كما ترَك الثانية والثالثة، ومن جهة أنَّه لَمَّا توضَّأ قال : ((هذا صِفة الوضوءِ الذي لا يَقبل اللهُ الصَّلاةَ إلَّا به)) . انتهى ((شرح عمدة الفقه لابن تيمية- من كتاب الطهارة والحج)) (1/178).

وقال الشوكاني رحمه الله :

 القول بالوجوب هو الحقّ؛ لأنَّ الله سبحانه قد أمرَ في كتابه العزيز بغسل الوجه، ومحلّ المضمضة والاستنشاق من جملة الوجه، وقد ثبت مداومة النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على ذلك في كلِّ وضوء، ورواه جميع من روى وضوءَه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبيَّن صِفته، فأفاد ذلك أنَّ غسل الوجه المأمور به في القرآن هو المضمضة والاستنشاق . انتهى باختصار ( السيل الجرار للشوكانى)

وسئل الإمام الألبانى رحمه الله :

 شيخنا قضية المضمضة والاستنشاق فيمن يفيض؟

الجواب :

هذه قضية طبعا تعالج بمعالجة أخرى وهي معروفة عندنا من يرى أن المضمضة والاستنشاق في الوضوء فرض وهذا الذي نتبناه فنقول لا بد والحالة هذه لمن يصب ولا يتوضأ أن يتمضمض ويستنشق لقيام الدليل على وجوب ذلك ومن يرى أنه سنة فقد سبق الجواب على ذلك .اه (سلسلة الهدى والنور شريط رقم 299.).

قال العلامة ابن باز رحمه الله : 

المضمضة والاستنشاق واجبتان في الغُسلِ من الجَنابة، والغُسل من الحيض، وفي الوضوءِ الشرعيِّ، لا بدَّ من المضمضة في الوضوء، والغُسل من الجَنابة، والغُسل من الحيض والنِّفاس، لا بدَّ من ذلك؛ لأنَّهما في حُكم الوجه . اه ((فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر)) (5/288، 289).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

 " فمن أهل العلم من قال : لا يصح الغسل إلا بالمضمضة والإستنشاق كالوضوء . وقيل : يصح بدونهما . والصواب : القول الأول ؛ لقوله تعالى : ( فاطَّهَّروا ) المائدة/6، وهذا يشمل البدن كله وداخل الأنف والفم من البدن الذي يجب تطهيره ولهذا أمرالنبي صلى الله عليه وسلم بهما في الوضوء لدخولهما تحت قوله تعالى ( فاغسلواوجوهكم ) المائدة/6 ، فإذا كانا داخلين في غسل الوجه وهو مما يجب تطهيره في الوضوء كانا داخلين فيه في الغسل لأن الطهارة فيه أوكد ". انتهى من "الشرح الممتع "

وقال أيضا رحمه الله :

 " الغسل المجزئ :

أن ينوي، ثم يسمي، ثم يعم بدنه بالغسل مرة واحدة مع المضمضة والاستنشاق. ولو أن رجلاً عليه جنابة، فنوى الغسل، ثم انغمس في بركة ـ مثلاً ـ ثم خرج فهذا الغسل مجزئ بشرط أن يتمضمض ويستنشق " .اه (الشرح الممتع 1/306).

وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" من غسل وجهه وترك المضمضة والاستنشاق أو أحدهما لم يصح وضوؤه لأن الفم والأنف من الوجه والله تعالى يقول : ( فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ) فأمر بغسل الوجه كله فمن ترك شيئا منه لم يكن ممتثلاً أمر الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم تمضمض واستنشق ". انتهى (كتاب الملخص الفقهي)

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

" ثبتت المضمضة والاستنشاق في الوضوء من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله وهما داخلان في غسل الوجه فلا يصح وضوء من تركهما أو ترك واحدا منهما والأفضل عدم الفصل بينهما لأنه هو الثابت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ". انتهى . ("فتاوى اللجنة الدائمة" (4 /78)) .

لذا خروجا من الخلاف وعملا بالأحوط هو عدم ترك المضمضة والإستنشاق فى الوضوء والغسل .

كيفية المضمضة والإستنشاق؟

السنة في المضمضة والاستنشاق هو أن يجمعهما في غرفة واحدة فيأخذ غرفة يتمضمض منها ثم يستنشق فيأخذ نِصف الغَرفة لِفَمه ونِصفَها لأنفه ولا يمكن في الغَرفة إلَّا هذا فيكرر ذلك ثلاثا .

فقد جاء عن عبد الله بن زيد رضي اللهُ عنه في وصْف وُضوء النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وفيه : ( فمضمضَ، واستنشَقَ، واستنثر ثلاثًا بثَلاثِ غَرَفات من ماءٍ ). رواه البخارى

قال ابن رشد رحمه الله :

والاختيار : أن يأخذ غَرفةً فيمضمض بها ويستنثِر، ثم يأخذ غَرفةً أخرى فيمضمض بها ويستنثر أيضًا، ثم غَرفةً ثالثةً فيمضمض بها ويستنثر، على ظاهر الحديث: ((فمضمض واستنثِرْ ثلاثًا))، وإنْ شاء مضمض ثلاثًا بغَرفةٍ واحدة أو بثلاث غَرَفاتٍ، ثم استنثر ثلاثًا بغَرفة واحدة، أو بثلاث غَرفات، ثم استنثر ثلاثًا بغَرفة واحدة، أو بثلاث غرفات، الأمْر في ذلك واسع، واتبِّاع ظاهر الحديث أَوْلى، والله أعلم . ((البيان والتحصيل)) (1/110).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

 المشروع غَرفة واحدة لهما جميعًا، يُكرِّر ثلاثًا كما فعله النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنْ أُفرد الفم بغَرفة، والأنف بغَرفة فلا حرج، لكن الأفضل أن يأخُذ غَرفةً يتمضمض منها ويستنشِق منها، ولا يلزَم إدخالُ أُصبعه في فمه، إذا أدخل الماء في الفم ثم تمضمض، كفى . ((فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر)) (5/51) .


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات