">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

يُعد صيام عشر ذي الحجة من أفضل الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم القيام بها تقربًا إلى الله، خاصة في هذه الأيام المباركة التي أقسم الله بها في كتابه: " وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ". [الفجر:1-2].

 فهل صيام عشر ذي الحجة مشروع؟ وهل ورد فيه أحاديث صحيحة؟ إليك الجواب المفصل.

▣▣ ما هو فضل صيام عشر ذي الحجة؟

✔ وردت أحاديث نبوية صحيحة تؤكد مشروعية وفضل العمل الصالح، ومنه الصيام، في هذه الأيام العشر، منها:

1- قال النَّبِيِّ ﷺ : مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ اْلأيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا:

يَا رَسُولَ اللَّهِ! وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : وََلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إَِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ. (صحيح سنن الترمذي، (757)).

✅ فكلمة (العمل الصَّالح) : كلمةٌ عامَّة؛ تشمل : الصَّلاة، والصِّيام، والصدقةَ، والذِّكر، وغير ذلك.

 إذن يستحب الصوم فى هذه الأيام لإندراجه فى العمل الصالح، ولا يصام فيها إلا تسعة أيام فقط،

واليوم العاشر هو يوم العيد يحرم صومه، فصوم التسعة كلها من السنة، وليس فرضاً.

2- قال النَّبِيِّ ﷺ " ما مِن أيَّام أعظم عند الله، ولا أحبُّ إليه العملُ فيهنَّ مِن هذه الأيَّام العشْر؛ فأكثِروا فيهِنَّ مِن التَّكبير والتَّهليل والتَّحميد "( صحيح - تخريج المسند لشعيب الأرناؤوط - رقم: (5446)).

 دل الحديث على : أن المقصود بالعمل الصَّالح هنا - أصالةً - هو: الإكثار من ذكر الله.

✅ "فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ"، وهو قَولُ : لا إلهَ إلَّا اللهُ "والتَّكْبيرِ"، وهو قَولُ : اللهُ أكبَرُ "والتَّحْميدِ"، وهو قَولُ : الحَمدُ للهِ،

وهذا الذِّكْرُ هو الباقياتُ الصَّالِحاتُ، ويَحسُنُ عَمَلُ الطَّاعاتِ بأنْواعِها في هذه الأيَّامِ مع الذِّكْرِ والدُّعاءِ.

▣▣ هل ثبت أن النبي ﷺ صام تسع ذي الحجة؟

 نعم، ثبت عن بعض أزواجه رضي الله عنهن أن النبي ﷺ كان يصوم التسع الأُوَل من ذي الحجة.

 فعن هُنَيْدَةَ بن خالد رضي الله عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ، قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ. (صحيح سنن أبي داود).

▣▣ الرد على من يقول إن صيام عشر ذي الحجة بدعة:

 سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

على من يقول : صيام عشر ذي الحجة بدعة؟

الجواب :

هذا جاهل يُعلَّم، فالرسول ﷺ حض على العمل الصالح فيها، والصيام من العمل الصالح...

ولو كان النبي ﷺ ما صام هذه الأيام، فقد روي عنه ﷺ أنه صامها، وروي عنه أنه لم يصمها؛ 

لكن العمدة على القول، القول أعظم من الفعل، وإذا اجتمع القول والفعل كان آكد للسنة؛ 

فالقول يعتبر لوحده، والفعل لوحده، والتقرير وحده، فإذا قال النبي ﷺ قولًا أو عملًا أو أقر فعلًا كله سنة، لكن القول هو أعظمها وأقواها، ثم الفعل، ثم التقرير،... 

فإذا صامها أو تصدق فيها فهو على خير عظيم، وهكذا يشرع فيها التكبير والتحميد والتهليل؛ لقوله ﷺ:

ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميدوفق الله الجميع. ينظر: (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 15/ 418).

★ وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

.... من زعم أن العشر لا تصام فليأت بدليل على إخراج الصوم من هذا العموم : « ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ». 

وإذا ثبت أن النبي ﷺ لم يصمها فهذه قضية عين، ربما كان لا يصوم؛ لأنه يشتغل بما هو أنفع وأهم، لكن عندنا لفظ الرسول  : 

« ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ».

 على أنه قد روي عنه ﷺ أنه كان لا يدع صيامها، وقدَّم الإمام أحمد هذا -أعني : أنه لا يدع صيامها- على رواية النفي، وقال إن المثبت مقدم على النافي،

لكن على فرض أنه ليس هناك ما يدل على أنه يصوم فإنه داخلٌ في عموم « ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ». ينظر: (اللقاء الشهري لابن عثيمين/ 34).

▣▣ ملاحظات هامة:

▪️ المراد من ( صيام عشر ذي الحجة ) صيام تسعة أيام فقط، وإنما أطلق عليها أنها عشر على سبيل التغليب .

▪️ قول بعضهم : إن المراد بتسع ذي الحجة هو اليوم التاسع : هذا تأويل مردود وخطأ ظاهر للفرق بين التسع والتاسع.

▣▣ الخلاصة : هل صيام عشر ذي الحجة مشروع؟

✔ نعم، صيام عشر ذي الحجة (أي التسعة أيام الأولى) مشروع ومستحب، وهو من الأعمال الصالحة التي حث عليها النبي ﷺ.

✔ إنها فرصة عظيمة لنيل الأجر والمغفرة، فلنحرص على اغتنامها بالصيام، والذكر، والدعاء، والتكبير، والصدقة، والعمل الصالح عمومًا.

🔁 شارك هذا المقال مع من تحب لتعمّ الفائدة.



والله اعلم



هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات