القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

هل يموت عصاة المسلمين في النار


نعم بفضل الله سبحانه فمن قضى الله إخراجهم من النار من أهل التوحيد الذين ليسوا بأهل النار أهل الخلود فيها يموتون فيها إماتة واحدة تميتهم النار إماتة ثم يخرجون منها فيدخلون الجنة . 
 
لا إنهم يكونون أحياء يذوقون العذاب ويألمون من حر النار حتى يخرجوا منها .

والدليل :

 جاء في صحيح مسلم : أن عصاة الموحدين بعد أن يعذبوا المدة التي أرادها الله تعالى يميتهم إماتة حقيقية يذهب معها الإحساس فيحبسوا في النار من غير إحساس المدة التي قدرها الله تعالى ثم يخرجون من النار .

فعن أبي سَعيد قال صلى الله عليه وسلم : أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم إماتة  حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل. رواه الإمام مسلم.

قال الإمام النووي رحمه الله :
 
 وأما قوله صلى الله عليه وسلم ولكن ناس أصابتهم النار إلى آخره.  فمعناه أن المذنبين من المؤمنين يميتهم الله تعالى إماتة بعد أن يعذبوا المدة التي أرادها  الله تعالى وهذه الإماتة إماتة حقيقية، يذهب معها الإحساس  ويكون عذابهم على قدر ذنوبهم ثم يميتهم ثم يكونون محبوسين في النار من غير إحساس المدة التي قدرها الله تعالى ثم يخرجون من النار موتى قد صاروا فحما فيحملون ضبائر كما تحمل الأمتعة ويلقون على أنهار الجنة فيصب عليهم ماء الحياة فيحيون وينبتون نبات الحبة في حميل السيل في سرعة نباتها وضعفها فتخرج لضعفها صفراء ملتوية ثم تشتد قوتهم بعد ذلك ويصيرون إلى منازلهم وتكمل أحوالهم فهذا هو الظاهر من لفظ الحديث.اه (شرح مسلم - النووي - ج (٣))

وقد بوب الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد على حديث أبي سعيد رضي الله عنه : باب :  ذكر البيان أن من قضاء الله عز وجل إخراجهم من أهل النار من أهل التوحيد بالشفاعة يصيرون فيها فحما يميتهم الله فيها إماتة واحدة  ثم يؤذن بعد ذلك في الشفاعة وصفة إحياء الله إياهم بعد إخراجهم من النار وقبل دخولهم الجنة بلفظ عامة مرادها الخاص .

 وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
 
واعلم أن تفاوت أهل النار في العذاب هو بحسب تفاوت أعمالهم التي أدخلوا بها النار،   ثم ساق الأدلة الدالة على ذلك،  وساق قول ابن عباس: ليس عقاب من تغلظ كفره وأفسد في الأرض ودعا إلى الكفر كمن ليس كذلك.
 
 ثم قال ابن رجب : 
 
وكذلك تفاوت عذاب عصاة الموحدين في النار بحسب أعمالهم، فليس عقوبة أهل الكبائر كعقوبة أهل الصغائر وقد يخفف عن بعضهم بحسنات أخرى له أو بما شاء الله من الأسباب، ولهذا يموت بعضهم في النار " .اه. 

( "التخويف من النار" (ص 182))


والله اعلم


وللفائدة..

حكم تارك الصلاة تكاسلا؟

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات