">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

يجب فى الوضوء مسح الرأس كله واستيعابه فالذي يُمسح عليه هو شعر رأسه ولا يلزمه إيصال الماء إلى فروة الرأس ومسح الرأس كله فرض لأنه لم يثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه اقتصر على مسح بعض الرأس كما أنه يُمسح الرأس مرة واحدة ولا يشرع فيه التكرار .

فمن ترك مسح رأسه في الوضوء لم يصح وضوؤه لأنه ركن من أركان الوضوء فإذا ذكر أنه لم يمسح رأسه بعد أن غسل رجليه وفرغ من الوضوء فعليه أن يمسح رأسه وأذنيه ثم يعيد غسل الرجلين وذلك قبل طول الفصل فإن طال الفصل أى تذكر بعد وقت  طويل فعليه أن يعيد الوضوء من أوله لأن الموالاة بين الأعضاء فرض من فروض الوضوء . 

والدليل :

1- قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا- وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين[المائدة: 6].

قوله : (وامسحوا برؤوسكم) ضُمِّن المسح معنى الإلصاق فأفاد أنكم تلصقون برؤوسكم وبوجوهكم شيئا بهذا المسح فأفاد عموم الآية مسح جميع الرأس .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

 لو مسح بناصِيَته فقط دون بقيَّة الرَّأس، فإنَّه لا يجزئه؛ لقوله تعالى : وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ *المائدة: 6*ولم يقل : (ببعض رؤوسِكم)، والباء في اللُّغة العربيَّة لا تأتي للتبعيضِ أبدًا . ((الشرح الممتع)) (1/187).

2- وقال تعالى : فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم. [النساء: 43].

 فلفظ المسح في آية التيمم مثل لفظ المسح في آية الوضوء فإذا كانت آية التيمم لا تدل على مسح البعض مع أنه بدل عن الوضوء كان في مسح الوضوء أولى وأحرى لفظا ومعنى .

أما كيفية مس الرأس
 
يمسح ظاهر الرأس أى الشعر مرة واحدة بأن يمر بيديه من مقدمة رأسه إلى قفاه ثم يردهما إلى الموضع الذي بدأ منه  وإن مسح من وسط الرأس وعمَّمَه أو من مُقدَّمه أو من مؤخَّره كفى لأن الله أمر بمسح الرأس وهذا يكفي والرسول ﷺ كان يمسح رأسه كما أمر الله جل وعلا فإذا فعل الكيفية التي ثبتت عنه ﷺ وهو البداءة بمقدم الرأس إلى قفاه ثم يرد يديه هذا أفضل وإلا فليس بلازم ولا يجب مسح ما نزل عن الرأس من الشعر ولا يجزئ مسحه عن الرأس .

 أي : يمر بهما من قفاه إلى مقدمة رأسه ونص على هذا جمهور الفقهاء.

قال النووي رحمه الله :
 
  هذا مستحب باتفاق العلماء فإنه طريق إلى استيعاب الرأس ووصول الماء إلى جميع شعره .اه ((شرح النووي على مسلم)) (3/123).

وقد وردت طريقتين فى ذلك :

1- أن يضع يديه بعد بلهما بالماء على مقدم الرأس ثم يمسح رأسه حتى قفاه ثم يعود بيديه إلى مقدم رأسه . وهذه الكيفية تناسب من كان شعره قصيراً

فقد ثبت فى صحيح البخارى: أن النبي مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه .

2- يمسح جميع رأسه ولكن باتجاه الشعر بحيث لا يغير تسريحة شعره .  وهذه الكيفية تصلح لمن له شعر طويل حتى لا ينتفش شعره وينتشر فيتضرر بذلك سواء كان رجلا أو امراة وهذه الصفة هي الأنسب للمرأة .

فقد ثبت فى صحيح أبي داود : من حديث الربيع بنت معوذ : أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ توضَّأَ عندَها فمسحَ الرَّأسَ كلَّهُ مِن قرنِ الشَّعرِ كلِّ ناحيةٍ لمنصبِّ الشَّعرِ لا يحرِّكُ الشَّعرَ عن هيئتِهِ .

 ومعنى الحديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى ركن مسح الرأس بحسب ترتيب أركان الوضوء مسح رأسه كله .

 أي : من جانب الرأس أو من أعلى الرأس من كل ناحية  (لمنصب الشعر)، أي : أسفل الشعر الذي ينصب إليه الماء.

والمراد :  أنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ المسح من أعلى الرأس إلى أن ينتهي بأسفله يفعل ذلك في كل ناحية من رأسه .
 
ثم قالت الربيع رضي الله عنها : (لا يحرك الشعر عن هيئته)، أي : يظل شعره كما هو عليه دون تغيير.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

فإن الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين أنه كان يمسح رأسه مرة واحدة ...وما يفعله الناس من أنه يمسح بعض رأسه بل بعض شعره ثلاث مرات خطأ مخالف للسنة المجمع عليها من وجهين  :
 
من جهة مسحه بعض رأسه فإنه خلاف السنة باتفاق الأئمة . 

 ومن جهة تكراره فإنه خلاف السنة على الصحيح.
 
 ومن يستحب التكرار كالشافعي وأحمد في قول لا يقولون امسح البعض وكرره بل يقولون : امسح الجميع وكرر المسح. اه (مجموع الفتاوى: (21/122))

وليست المرأة مأمورة بأن تمسح شعرها إلى مُنتهاه فإنه لو أريد هذا لقيل امسحوا بشعوركم وإنما جاء الأمر في كتاب الله : (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ) .

وجاءت السنة ببيان هذا المسح فمسح النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه ولم يُنقل – فيما أعلم – أنه صلى الله عليه وسلم مسح على شعره إلى مُنتهاه مع أنه عليه الصلاة والسلام كان له شعر ربما ضَرَب على منكبيه .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

المسح كافٍ ولو ما أرجع يديه، المسح كافٍ للرجل والمرأة، لكن إذا رد يديه كان أفضل لفعل النبي ﷺ كان يبدأ بمُقَدَّم رأسه ثم يذهب بهما إلى قفاه ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه، إذا فعل هذا فهو أفضل.

 وإن مسح من وسط الرأس وعمَّمَه أو من مُقدَّمه، أو من مؤخَّره كفى؛ لأن الله أمر بمسح الرأس، وهذا يكفي، والرسول ﷺ كان يمسح رأسه كما أمر الله جل وعلا، فإذا فعل الكيفية التي ثبتت عنه ﷺ وهو البداءة بمقدم الرأس إلى قفاه ثم يرد يديه؛ هذا أفضل، وإلا فليس بلازم، المهم المسح من وسطه أو من مُقَدَّمه أو من آخره، إذا عمَّه بالمسح كفى ذلك والحمد لله، الرجل والمرأة . انتهى من فتاوى نور على الدرب

 وسئل أيضا رحمه الله :

 إذا وضعت الحنا على الرأس هل يمنع وصول ماء الوضوء إلى فروة الرأس؟ وهل اكتفي بالمسح عليها أثناء الوضوء فقط؟

 فأجاب : 

"الصواب أنه يكفي إذا كان على الرأس لصوقات من حنا وغيرها، يمسح عليها، يكفي والحمد لله تعالى، كما أخبرت عائشة رضي الله تعالى عنها، أنهم كانوا يضعون اللصوقات على رءوسهم، ويمسحون عليها" .انتهى من (فتاوى نور على الدرب لابن باز:5/113).

 وسئل أيضا رحمه الله :

 هل يجب على المرأة أن تخلل شعرها أثناء الوضوء؟ 

فأجاب : 

" ليس عليها أن تخلل الشعر، بل تمر الماء على شعرها ويكفي". انتهى من (فتاوى نور على الدرب لابن باز:5/114). والرجل والمرأة في ذلك سواء.

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

 "المسح لا يشترط فيه أن يصل الماء إلى جلدة الرأس بل يكفي مسح ظاهر الشعر سواء كان مجموعا أم باقياً على حاله". انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .

إزاى تستخدم يديك الإثنتين معاً فى المسح .

قال المرداوي الحنبلي :

 كيفما مسحه أجزأ .... وصفة المسح : أن يضع أحد طرفي سبابتيه على طرف الأخرى ويضعهما على مقدم رأسه ويضع  الإبهامين على الصدغين ثم يمرهما إلى قفاه ثم يردهما إلى مقدمه. نص عليه وهو المشهور والمختار .اه (الإنصاف)


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات