يحرم على الزوج جماع زوجته متعمداً في نهار رمضان ومن فعل ذلك فقد فسد صومه وصومها ،
ويجب عليه التوبة والكفارة وقضاء ذلك اليوم الذي أفسده بالجماع.
ولا يجوز للزوجة أن تُطاوع زوجها على الجماع لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
** إليك 6 معلومات هامة عن كفارة جماع الزوجة في نهار رمضان:
المعلومة الأولى:- كفارة الجماع تقع على الزوج فقط وليس على الزوجة على الصحيح ، وتكون على الترتيب وهى:
- عِتق رقبة - فإن لم يجد فصيام شهرَين متتابعَين - فإن لم يستطع : فإطعام ستين مسكينًا .
ولا يجوز الانتقال من كفَّارة إلى التي بعدَها إلا في حال العَجْز وعدم الاستطاعة،
فالواجب علي من فعل ذلك صيام شهرين متتابعين فإن عجز عن الصيام أطعم ستين مسكيناً لكل مسكين مد من طعام (750جرام) وإن جعلها نصف صاع (كيلو ونصف) فهو أحوط.
كما أنه لا يجب إطعام الستين مسكيناً في وقت واحد بل له أن يطعم مسكيناً ثم في وقت آخر يطعم غيره وهكذا حتى يتم إطعام الستين .
المعلومة الثانية:- الزوج والزوجة عليهما قضاء ذلك اليوم الذي أفسدوه بالجماع.
فالمجامع في نهار رمضان يقضي ذلك اليوم الذي أفسده بالجماع، وهذا باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة لأنه جاءت فى بعض طرق الحديث زيادة صحيحة وهى [واستغفرالله وصُم يوما مكانه].
قال الشيخ الألباني رحمه الله : هناك روايات يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني بأنه أمر عليه الصلاة والسلام الذي أفطر بالجماع أن يقضي يوماً،
هذه روايات كما يقول ابنٌ حجر نفسه، في مفرداتها ضعف لكن مجموعها يُعطي للحكم قوة ،
فهذا هو مأخذ القول بوجوب القضاء بالنسبة لمن أفطر بالجماع بالإضافة إلى الكفارة المغلظة المعروفة .انتهى من (سلسلة الهدى والنور، الشريط رقم: (19)).
المعلومة الثالثة:- إذا جومعت المرأة في نهار رمضان طائعة فقد فسد صومها وعليها قضاء ذلك اليوم فقط ولا كفارة عليها، لأنّه حقّ يتعلّق بالوطء من بين جنسه، فكان على الرجل كالمهر.
وهذا قول الشافعية في المعتمد من مذهبهم ورواية عن أحمد؛ لأن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أفرد الرجل بالخطاب في الأمر بالكفَّارة ،
ولم يذكر له حُكْمَ المرأة بل سَكَت عن إعلام المرأة بوجوب الكفَّارة عليها مع قيام الحاجة إلى ذلك ،
فدلَّ على عدم وجوب الكفَّارة على المرأة؛ لأنَّ « تَأْخِيرَ البَيَانِ عَنْ وَقْتِ الحَاجَةِ لَا يَجُوزُ». انظر: ( «إحكام الأحكام» لابن دقيق) و"المغني" (3/ 58) و"نيل الأوطار" (4/ 295) و(سلسلة الهدى والنور-للألباني، الشريط رقم:(19)).
المعلومة الرابعة:- من جامع ناسياً فصومه صحيح ولا يلزمه شيء.
لأن الفطر هنا أعم من أن يكون بأكل أو شرب فيشمل الجماع ، فعن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : ( من أفطر في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة ). حسن إسناده الألباني في ((إرواء الغليل)) (4/87)
قال ابنُ حزم رحمه الله : واتَّفقوا على أنَّ الجِماع في الفَرجِ للمرأة إذا كان ذلك نهارًا بعَمْدٍ وهو ذاكرٌ لِصيامِه فإنَّ صيامَه ينتقِضُ . انتهى من ((مراتب الإجماع)) (ص 39).
قال الشوكاني رحمه الله : واعلم أن من فعل شيئا من المفطرات- كالجماع ناسيا - فله حكم من أكل أو شرب ناسيا ولا فرق بين مفطر ومفطر .انتهى من ((السيل الجرار)) (1/285).
المعلومة الخامسة:- من تكرر منه الجماع في يوم واحد فتكفيه كفارة واحدة إذا لم يُكفر .
قال ابن عبد البر رحمه الله : وأجمعوا على أن من وطئ في يوم واحد مرتين أو أكثر أنه ليس عليه إلا كفارة واحدة . انتهى من ((التمهيد)) (7/181).
المعلومة السادسة:- لا تجب الكفّارة على من لم يستطعها.
قال ابن خزيمة -رحمه الله- في "صحيحه" (3/ 220) : " باب الدليل على أنّ المجامع في رمضان إِذا ملَك ما يُطعم ستين مسكيناً؛
ولم يملك معه قوت نفسه وعياله، لم تجب عليه الكفّارة ". ثم ذكر خبر أبي هريرة -رضي الله عنه- " ما بين لابتيها أحوج منّا ". انتهى.
وإليك دليل ما سبق:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إليه رجل فقال : هلكت يا رسول الله. قال : وما أهلكك؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان، فقال : هل تجد ما تعتق؟ قال : لا.
قال : هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال : لا. قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا؟ قال : لا. قال : فمكث النبي صلى الله عليه وسلم،
فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيها تمر- والعرق : المكتل قال : أين السائل؟ فقال : أنا. قال : خذ هذا فتصدق به.
فقال الرجل : على أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين- أهل بيت أفقر من أهل بيتي. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال : أطعمه أهلك . رواه البخاري (1936)
قال ابن تيمية رحمه الله :
ومعلوم أن النص والإجماع أثبتا الفطر بالأكل والشرب والجماع والحيض . انتهى من ((مجموع الفتاوى)) (25/244).
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
فالذي يطأ زوجته في رمضان، عليه التوبة إلى الله ، وعليه الكفارة، والكفارة هي :
عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع صام شهرين متتابعين، فإن عجز أطعم ستين مسكيناً ثلاثين صاعاً، كل صاع بين اثنين،
هذا هو الواجب على من أتى زوجته في رمضان، وإن عجز عن الصيام والإطعام سقط عنه ذلك لفقره وشدة حاجته، وما دام يستطيع
فإنه يُكفر بواحدة من هذه الثلاث : عتق رقبة، يعني : رقبة مؤمنة يعتقها إن قدر، فإن عجز صام شهرين متتابعين، فإن عجز عن ذلك أطعم ستين مسكيناً،
لكل مسكين نصف صاع من تمر من رز، من حنطة يعني : من قوت البلد، ثلاثين صاعاً بين ستين فقيراً، كل فقير له نصف الصاع، وهو يقارب : كيلو ونصف تقريباً نصف الصاع.
ولو كان فقيراً لا يستطيع بالكلية فإنه لا شيء عليه إن شاء الله، لما جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ : أنه أفتى من سأله عن ذلك بما ذكر، فلما قال الفقير :
إنه ليس في المدينة أهل بيت أحوج إلى الطعام مني، قال : أطعمه أهلك، وكان طعاماً أهدي للنبي ﷺ فسلمه له عليه الصلاة والسلام ليتصدق به،
فقال الرجل : يا رسول الله! ليس بين لابتي المدينة أهل بيت أحوج إلى الطعام منا، فضحك عليه الصلاة والسلام، وقال : أطعمه أهلك. اللهم صل عليه وسلم. نعم.
يعني : ولم يأمره بالقضاء، ولم يأمره بقضاء الطعام نعم، وعليهما صوم اليوم أيضاً، على الزوجة والزوج صوم اليوم الذي حصل فيه الجماع .انتهى من (فتاوى نور على الدرب).
والله اعلم
واقرأ أيضا..
تعليقات
إرسال تعليق