يجوز رفع اليدين في الدعاء عقيب الأذان، لأن الأصل في الدعاء رفع اليدين فرفع اليدين في الدعاء سنة مستحبة،
لأن رفعهما من آداب الدعاء وأسباب إجابته لما فيه من إظهار اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه،
كما يشير إليه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً..." وفيه : "ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب..." الحديث.
وحديث : إن الله حييٌّ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صِفْراً خائبتين . صحيح ابن ماجه.
* وكذلك يُشرع رفع اليدين عند قول : " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة .. ". لعموم الأدلة الواردة فى إستحباب رفع اليدين عند الدعاء.
* ومعلوم أن رفع اليدين عند الدعاء مستحب إلا ما استثناه الشرع كالدعاء أثناء الخطبة فلا يشرع رفع اليدين أثناءه، وكذلك الدعاء أثناء الصلاة في غير القنوت فلا يشرع رفع اليدين فيه.
* فوقت الأذان من مواطن إجابة الدعاء الذي يستحب الدعاء فيه ؛ لما رواه عبد الرزاق في المصنف عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا كان عند الأذان فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء، وإذا كان عند الإقامة لم ترد دعوة. وعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء. رواه أحمد وحسنه الألباني .
- قال الرحيباني في مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى :
يدعو بعد الأذان لحديث أنس مرفوعاً الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة. رواه أحمد وغيره وحسنه الترمذي.
(و) يدعو (عند) فراغ (إقامة بما أحب) فعله أحمد ورفع يديه . انتهى.
- وجاء فى كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع للبهوتي الحنبلي :
(ويدعو هنا) أي عند فراغ الأذان لقوله - صلى الله عليه وسلم -
«لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» رواه أحمد والترمذي وحسنه (و) يدعو (عند الإقامة) فعله أحمد ورفع يديه . انتهى.
- سئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
ما حكم رفع اليدين في الدعاء عقيب الأذان؟
فأجاب :
" يجوز لأن الأصل في الدعاء رفع اليدين إلا ما علمنا أن السنة في تركه كالأدعية التي أثناء الصلاة والدعاء في خطبة الجمعة في غير الاستسقاء والاستصحاء ".
فقيل له : ألا يقال إن رفع اليدين في دعاء الأذان ونحوه مما توافرت أسباب نقله ولم ينقل فالسنة عدم رفع اليدين فيه؟
فأجاب : " كلا ، لأن رفع اليدين هو الأصل في الدعاء. انتهى من (("ثمرات التدوين" (ص 27)).
- وسئل أيضا رحمه الله :
السائل : يقول أحد الإخوة جزاه الله خيراً لما رآني أرفع يدي بين الأذان والإقامة ويكون ذلك دائماً تقريباً يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنه،
فيقول الأخ هذا : إن هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو فعله لنقل، فيقول : أنت استمرارك على هذا يدخل في قسم البدعة؟
الجواب :
على كل حال : هذا خطأ فيما نرى، أولاً الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يدعو إلا عند الإقامة، ما يدريه أنه يرفع يديه وما يرفع يديه .
والثاني : أن الأصل هو استحباب رفع اليدين في الدعاء إلا إذا ورد دليل على خلافه لحديث : ( إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً ). هذه واحدة .
الثانية : أن الرسول ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء،
فلو أن لمد اليدين تأثيراً في قبول الدعاء ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام، كما هي القاعدة : (إن عدم النقل ليس نقلاً للعدم). انتهى من (لقاء الباب المفتوح - (الشريط 184)).
- وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :
إن الدعاء بعد الأذان وقبل الإقامة قد دلت السنة المطهرة على مشروعيته، كما أن رفع اليدين أثناء الدعاء مشروع،
لكن على المسلم أن يدعو بينه وبين نفسه ولا يجهر بصوته. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (10852)).
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق