ورد تحميد العاطس ورده على من شمته بألفاظ مختلفة صحيحة يختار المسلم منها ما يشاء ولا يزيد عليها ألفاظا من عنده ولكن ينوع بينها لأن العبادات الواردة على وجوه متنوعة الأفضل أن تفعل على هذه الوجوه تارة وتارة ليكون الإنسان فاعلاً للسنة بجميع وجوهها.
إليكم الألفاظ الواردة الصحيحة :
1- إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله رب العالمين وليقل له : يرحمك الله وليقل هو : يغفر الله لنا ولكم . (صحيح الجامع)
2- إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله على كل حال وليقل له من حوله : يرحمك الله وليقل هو لمن حوله : يهديكم الله ويصلح بالكم . (صحيح الجامع)
3- إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله فإذا قال فليقل له أخوه أو صاحبه : يرحمك الله فإذا قال له يرحمك الله فليقل : يهديكم الله ويصلح بالكم . (صحيح الجامع)
4- إذا عطس أحدكم فليقل : الحمد لله رب العالمين وليقل من يرد : يرحمك الله وليقل هو : يغفر الله لي ولكم . (صحيح الأدب المفرد)
5- وعن أبي جمرة قال : سمعت ابن عباس يقول إذا شُمِّت : عافانا الله وإياكم من النار ، يرحمكم الله . (صحيح الأدب المفرد)
إذن ألفاظ الحمد هى :
الحمد لله .
الحمد لله على كل حال .
الحمد لله رب العالمين .
وألفاظ التشميت هى :
يهديكم الله ويصلح بالكم .
يغفر الله لنا ولكم .
عافانا الله وإياكم من النار، يرحمكم الله .
يغفر لى ولكم .
فائدة : وهي ترك تشميت العاطس بعد الثلاث.
لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا يشمت بعد ثلاث . (صحيح الجامع)
ومن أداب العطاس
أن يضع العاطس ثوبه أو يده على فمه وأن يخفض صوته لقوله صلى الله عليه وسلم :
1- إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه وليخفض صوته . (صحيح الجامع)
2- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته شك يحيى . (صحيح أبي داود)
هذا وقد جاء أيضا أن العاطس إذا لم يحمد الله لا يُشَمَته .
ففي صحيح الأدب المفرد للشيخ الألباني -رحمه الله : عن أنس قال : عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر فقال : شمت هذا ولم تشمّتني؟ قال : " إن هذا حمد الله، ولم تحمدَهُ.
وفي العطاس أيضًا ذكر الفقهاء أن الصغير يعلم آداب العطاس.
ما دام قابلًا للتعليم أن يؤمر بحمد الله تعالى ويقال له عندها ما يقال للكبير : يرحمك الله.
جاء في شرح المنتهى:
وَيُعَلَّمُ صَغِيرٌ الْحَمْدَ إذَا عَطَسَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَوَ بِوَرِكِ فِيكَ، وَمَنْ عَطَسَ فَلَمْ يَحْمَدْ، فَلَا بَأْسَ بِتَذْكِيرِهِ. اهــ.
وقد ذكر بعض الفقهاء أن غير المميز إذا عطس فإن وليه، أو من يحضره، يحمد الله نيابة عنه.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية :
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ الْحَسَنِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ الصَّبِيِّ الصَّغِيرِ يَعْطِسُ. قَالَ : يُقَالُ لَهُ : بُورِكَ فِيكَ .اه
تنبيه : قد ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما إنكار الزيادة على السنة في العطاس وبأسلوب حكيم لا يفسح المجال للمخالف أن يتوهم أنه أنكر أصل مشروعية ما أنكر كما يتوهم بعض الناس اليوم من مثل هذا الإنكار فضلاً عن أن يسارع بالإنكار عليه!.
فقال نافع رحمه الله : عطس رجل إلى جنب ابن عمر فقال: الحمد لله ، والسلام على رسول الله ،. فقال ابن عمر : وأنا أقول :
الحمد لله والسلام على رسول الله وليس هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم! علمنا أن نقولك الحمد لله على كل حال . (أخرجه الترمذي وغيره بإسناد صحيح كما هو مبين في " إرواء الغليل" (3/245).
قال العثيمين رحمه الله :
بعضهم يقول في التشميت : " يهدينا ويهديكم الله "
وهذا لا ينبغي ، لأنه خلاف ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ولأن هذا الرجل ما قال : " يرحمنا الله ويرحمك " حتى تقول له: " يهدينا الله ويهديك " ، فافعل ما أمر به الرسول عليه الصلاة والسلام .اه [ شرح المنتقى 3- 495].
وأما الحكمة من الحمد بعد العطاس
قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
العاطس قد حصلت له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة المحتقنة في دماغه التي لو بقيت فيه أحدثت له أدواء عسرة شرع له حمد الله على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها على هذه الزلزلة التي هي للبدن كزلزلة الأرض لها ..
وقيل : هو تشميت له بالشيطان لإغاظته بحمد الله على نعمة العطاس، وما حصل له به من محاب الله؛ فإن الله يحبه، فإذا ذكر العبد الله وحمده، ساء ذلك الشيطان من وجوه، منها :
نفس العطاس الذي يحبه الله، وحمد الله عليه، ودعاء المسلمين له بالرحمة، ودعاؤه لهم بالهداية وإصلاح البال،
وذلك كله غائظ للشيطان، محزن له، فتشميت المؤمن بغيظ عدوه وحزنه وكآبته، فسمي الدعاء له بالرحمة تشميتا له، لما في ضمنه من شماتته بعدوه، وهذا معنى لطيف إذا تنبه له العاطس والمشمت انتفعا به، وعظمت عندهما منفعة نعمة العطاس في البدن والقلب، وتبين السر في محبة الله له، فلله الحمد الذي هو أهله، كما ينبغي لكريم وجهه، وعز جلاله. اه ((زاد المعاد)) (2/397).
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق