صلاة المرأة في بيتها خير وأفضل من صلاتها في أي مسجد ولو كان المسجد الحرم أو المسجد النبوي،
سواء كانت فريضة أم نافلة تراويح أم غيرها،
لأن المرأة كلما أدت صلاتها في مكان خاص بها فى بيتها وأستر لها زاد فضلها وثوابها ويحصل لها مثل أجر المسجد أو أكثر،
ولأن هذا آمن لها من الفتنة أو الإفتتان بها إذا خرجت .
** ولأن المخاطب في فضل المساجد هم أهل المساجد وهم الرجال، أما المرأة فبيتها خير لها من المسجد حتى من المسجد الحرام ومن المسجد النبوي.
** وهذا لا يعني أنها لا يجوز لها أن تصلي في المساجد،
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجال أن يمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد،
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله . متفق عليه
ودليل ذلك :
1 - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها ). (صحيح سنن أبي داود).
* دل الحديث على : بيان أفضلية الصلاة للمرأة في المكان المستور وعناية الإسلام بالمرأة خوفا عليها من الفتنة أو الافتتان بها.
2 - عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال :
( قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك
وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي )
قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله جل وعلا. (تخريج صحيح ابن حبان- لشعيب الأرناؤوط).
* دل الحديث على : أن المرأة كلما أدت صلاتها في مكان خاص بها وأستر لها فى بيتها زاد فضلها وثوابها لأن هذا آمن لها من الفتنة.
- وقد بوب على هذا الحديث ابن خزيمة رحمه الله، فقال :
...أن قول النبي صلى الله عليه وسلم" صلاةٌ في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد "، إنما أراد به صلاة الرجال دون صلاة النساء؛. اهـ.
- قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي خرجه البخاري : ( صلاة الرجل في الجماعة تضعف )، وهو يدل على أن صلاة المرأة لا تضعف فِي الجماعة فإن صلاتها فِي بيتها خير لها وأفضل. ينظر: (" فتح الباري " (4/34)).
- سئل الشيخ الألباني رحمه الله :
في الحديث أن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، فإذا كانت المرأة في مكة فهل صلاتها في الفندق خير من صلاتها في الحرم؟
جوابي بالإيجاب ألا وهو :
أن صلاة المرأة حيث كانت في أي بلد حلت، حتى ولو كانت في مكة أو في المدينة أو في بيت المقدس، فصلاتها في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد،
كذلك هو الشأن بالنسبة للرجل فيما يتعلق بالنوافل من الصلوات، فالأفضل له أن يصلي هذه النوافل في بيته وليس في المسجد، حتى لو كان المسجد الحرام؛
ذلك لدليلين اثنين :
الأول: عموم قوله عليه الصلاة والسلام في قصة قيام رمضان حينما قام بهم عليه الصلاة والسلام الليلة الأولى والثانية والثالثة على التفصيل المعروف،
ثم اجتمعوا في الليلة الرابعة فما خرج الرسول عليه السلام حتى حصب بعض الغافلين بابه بالحصباء، فخرج إليهم مغضبًا وقال لهم :
« إنه لم يخف علي مكانكم هذا، وعمدًا فعلت ذلك، فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة».
فقول عليه الصلاة والسلام : « فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة » يشمل كل نافلة ..
هذا هو الدليل الأول، وهو كما ذكرنا في مطلع الجواب أنه من باب الاستدلال بالنص العام : « فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ».
الدليل الثاني: وهو خاص في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه رجل من الصحابة فسأله ما يشبه هذا السؤال : هل أصلي النافلة في المسجد أم في البيت؟
قال له عليه السلام : « أترى بيتي هذا ما أقربه من مسجدي؟ قال : نعم، قال : فأفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ».
... فالرجل إذا صلى النافلة في المسجد الحرام فهي بمائة ألف صلاة، المرأة إذا صلت في المسجد هذا فصلاتها بمائة ألف صلاة،
لكن الرجل إذا صلى نافلة في بيته، والمرأة إذا صلت فريضتها في بيتها فصلاة كل منهما بمائة ألف صلاة وزيادة،
هذا معنى تفضيل صلاة المرأة في بيتها وصلاة الرجل للنافلة في بيته.هذا جواب السؤال المذكور. انتهى باختصار من (أسئلة وفتاوى الإمارات - ٩/ ٠٠: ١٦: ٠٠).
- قال العلامة ابن باز رحمه الله :
... فإذا كان فضلها في البيت أفضل من المسجد معناه أنه يحصل لها مثل أجر المسجد أو أكثر؛ لأن الرسول ﷺ قال : أفضل صلاة المرأة في بيتها،
فدل على أن الأجر الذي يحصل للرجل في المسجد يحصل لها، أو ما هو أكثر منه لطاعتها لله ورسوله وخضوعها لأمر الله ورسوله،
هي على خير عظيم؛ ولأن بيتها أصون لها وأبعد عن الفتنة، فإذا أطاعت الرسول ﷺ وصلت في البيت يرجى لها مثل أجر المصلي في المسجد أو أكثر. انتهى من (فتاوى نور على الدرب).
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق