">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

من يعزم على ترك المعاصي في شهر رمضان دون غيره فليس هذا بتائب مطلقًا! ولكنه تارك للفعل في شهر رمضان ويثاب إذا كان ذلك الترك لله .

- قال ابن تيمية رحمه الله :

قال ابن المبارك رحمه الله : '' المُصِرّ - على الذنب -: هو الذي يشرب الخمر اليوم ثم لا يشربها إلى شهر. وفي رواية : إلى ثلاثين سنة - ومن نيّته أنه إذا قَدر على شُربها؛ شَربها''.

ثم علَّق ابن تيمية رحمه الله- قائلًا : 

وقد يكون مصرًا إذا عزم على الفعل في وقت دون وقت؛ كمن يعزم على ترك المعاصي في شهر رمضان دون غيره؛

فليس هذا بتائب مطلقًا! ولكنه تارك للفعل في شهر رمضان،

ويثاب إذا كان ذلك الترك لله، وتعظيم شعائر الله، واجتناب محارمه في ذلك الوقت!،

ولكنه.. ليس من التائبين الذين يُغفر لهم بالتوبة مغفرةً مطلقة، ولا هو مُصرّ مطلقًا. انتهى من (الفتاوى لابن تيمية (٧٤٣/١٠ )).

وقال ابن رجب رحمه الله :

 وإن قال بلسانه : أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه فهو داعٍ لله بالمغفرة كما يقول: اللّهمّ اغفر لي، وهو حسنٌ وقد يُرجى له الإجابة.

 وأمّا من قال : توبة الكذّابين فمراده أنّه ليس بتوبة كما يعتقده بعض النّاس، وهذا حق، فإنّ التّوبة لا تكون مع الإصرار.

 ومجرّد قول القائل : اللّهمّ اغفر لي طلب للمغفرة ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدّعاء إن شاء أجابه وغفر لصاحبه،

لاسيّما إذا خرج من قلب منكسر بالذّنب وصادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصّلوات. انتهى من (كتاب أسباب المغفرة ابن رجب الحنبلي).

** فأهل السنة يرون أن فعل المعاصي يترتب عليه العذاب والعقاب الأخروي الذي أخبر عنه الشارع لكثير من المحرمات والمعاصي،

وتوعد الله به على فعلها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنها تؤثر على الإيمان من حيث زيادته ونقصانه، لا من حيث بقاؤه وذهابه .

** وكذلك فإن صاحب المعصية المصر عليها يُخشى عليه – عند أهل السنة – سوء العاقبة، لأن المعاصي عندهم هي بريد الكفر،

والإكثار من مقارفة المعاصي قد يؤدي إلى الوقوع في الكفر والردة والعياذ بالله، فالاستغراق في المعاصي أو الإصرار عليها قد يجعلها تحيط بصاحبها وتنبت النفاق في قلبه؛

فيرون عليه ويسد منه كل منافذ الخير دونما شعور منه حتى يسقط منه إما عمل القلب فيعدو يؤول ويبرر لصاحبه كل ما يفعله حتى يوقعه في استحلال المعاصي،

وإما يسقط منه قول القلب فينكر بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لتبرير مقتضيات الهوى والشهوة. انتهى من ((الإيمان)) لنعيم ياسين (ص: 223) وما بعدها.

** فعليك أخى المسلم أن تأخذ بأسباب ترك تلك المعصية :

من صحبة الصالحين ولزوم حلق الذكر ومجالس العلم وإدمان الفكرة فيما ينفعك في دينك ودنياك وتقوية مراقبة الله تعالى في قلبك .

فمهما تكرر الذنب فكرر التوبة فإن الله لا يزال يتوب على العبد ما تاب العبد إليه، وكلما تبت فإنك ترجع من ذنبك كمن لم يذنب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب.



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات