القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

كيف ستعود الخلافة الإسلامية؟


اتبع الرسول وسبيل المؤمنين ولا تتبع سبيل المنحرفين أهل البدع أقم الخلافة وحكم الشرع على نفسك وأهل بيتك ما أقرب قولك إلى النفاق وأنت تدعو إلى تحكيم شرع الله على الناس ولم تحكمه على نفسك وعلى رعيتك أهل بيتك فأقم دولة الإسلام في قلبك تقم لك على أرضك .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }. [الصف : 2] وقال تعالى : { كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }. [الصف : 3] . وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }. [الرعد : 11] وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }. [محمد : 7].

 فالخلافة العامة 

لم تهدم في عام 1924م كما يدعيه بعضهم بل الخلافة العامة التي كان يحكمها خليفة واحد هدمت منذ أن هدمت الدولة الأموية، فإن العباسيين قد خرجوا على الدولة الأموية، و ارتكبوا المجازر من أجل ذلك، لكنهم لم يستطيعوا القضاء على جميع الدولة الأموية، فقد بقي منها بقية في الأندلس، (ولها حاكم و جيش).

فأصبح خليفتان للمسلمين خليفة عباسي وخليفة أموي وقد حاول الخليفة العباسي إخضاع هذه الدولة لسلطانه فلم يستطع، فاضطر إلى التسليم لذلك, ثم خرجت دولة الأدارسة في المغرب و دولة العبيديين في الجنوب و دولة الفاطميين، فأصبحت الدولة الإسلامية منقسمة إلى دويلات، وهذا الأمر وقع في الأمة بسبب بعدها عن دينها.

وفي هذه الحقبة الزمنية كان جمع من العلماء منهم : الإمام أبو حنيفة، والإمام الشافعي، ومالك، وأحمد، والثوري، والحسن، البصري، وغيرهم كثير، فلم يقل أحد منهم أنه يجب إعادة الخلافة ولا سعوا إلى ذلك، و لا أقاموا الأحزاب السياسية السرية لإقامة الخلافة.

بل سلّموا لهذا الأمر لأن الرسول-صلى الله عليه و سلم-أخبر عن ذلك، فقال : (ستكون خلافة نبوة ...ثم يرفعها الله... ثم يكون ملكًا عاضًا …ثم ملكًا جبريًا ثم يرفعها الله ما شاء الله أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).( حديث صحيح).

وهذه الخلافة الأخيرة تكون في آخر الزمان لأن الرسول-صلى الله عليه و سلم-سكت في آخر الحديث، فتكون-إن شاء الله-(و الله أعلم) على يد المهدي الذي سيكون هو الخليفة ولا خليفة معه . قال عليه الصلاة والسلام-: (لتملأن الأرض جورًا و ظلمًا، فإذا ملئت جورًا و ظلمًا , يبعث الله رجلًا مني اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملؤها عدلًا و قسطًا كما ملئت جورًا و ظلمًا …). صحيح الجامع (5073).

فالعلماء قديمًا وحديثًا عرفوا هذه الأحاديث فسلَّموا لها وأن ما وقع بالأمة هو من قضاء الله، إلا أن يشاء الله ويكرم هذه الأمة بالخلافة، عندما تعود إلى دينها كما جاء في الحديث : (…سلط الله عليكم ذلًا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ). صحيح أبي داود.

إذن

 العلماء أقروا بتعدد البيعات وتعدد الحكام اضطرارًا لا اختيارًا، خوفًا من الفتن والوقوع في المهالك، ولا يجوز الخروج عليهم، وتطبق عليهم أحكام الإمامة في وجوب الصبر على ظلمهم، وتحريم منازعتهم ملكهم، وإعطاء الطاعة لهم من غير معصية الله.

ومن العلماء الذين أجازوا تعدد البيعات : القرطبي، وابن تيمية، والشوكاني، والصنعاني، وصديق حسن خان، والشنقيطي،....... وغيرهم كثير.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

 والسنة أن يكون للمسلمين إمام واحد والباقون نوابه فإذا فرض أن الأمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها، وعجز من الباقين، أو غير ذلك، فكان لها عدة أئمة، لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود، ويستوفي الحقوق .اه (مجموع الفتاوى 34/175).

وقال صديق حسن خان :

 فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين، وتجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ونواهيه، وكذلك صاحب القطر الآخر .اه ( الروضة الندية 2/774).

فيتبين أن من كانت جل دعوته إقامة خلافة وإمارة أو ولاية أو الحاكمية -الحكم بما أنزل الله وهذا ديدنه من غير تركيز على التوحيد بل ديدنه التهوين من شأنه فهو صاحب دعوة خارجية منحرفة .

 وفي حديث عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : (من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية). رواه مسلم. وحديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال : (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية) . أعاذنا الله من ذلك ووفق الله شباب المسلمين إلى الفقه في الدين . اه (  بعضه من كتاب الخلافة وموقف المسلم منها للزعتري  )

قال الشيخ الألباني رحمه الله فى (فتنة التكفير ص 13) :

وختاما أقول : هناك كلمة لأحد الدعاة - كنت أتمنى من أتباعه أن يلتزموها وأن يحققوها - وهي : ( أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم )

لأن المسلم إذا صحح عقيدته بناء على الكتاب والسنة فلا شك أنه بذلك ستصلح عبادته وستصلح أخلاقه وسيصلح سلوكه. . . الخ )

لكن هذه الكلمة الطيبة - مع الأسف - لم يعمل بها هؤلاء الناس فظلوا يصيحون مطالبين بإقامة الدولة المسلمة. . . لكن دون جدوى ولقد صدق فيهم - والله - قول الشاعر :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس ). اانتهى.

وقال أيضا رحمه الله فى الشريط رقم (830) :

إذاً : على الطائفة المنصورة التي تريد أن تقيم دولة الإسلام بحق، أن تتمثل بكلمة أعتبرها من حِكَمِ العصر الحاضر، قالها أحد الدعاة -ولكن أتباعه لا يتابعونه- ألا وهي قوله : ( أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم؛ تقم لكم على أرضكم ).

فنحن نشاهد، لا أقول : الجماعات التي تقوم بهذه الثورات؛ بل أستطيع أن أقول : نشاهد كثيراً من رءوس هذه الجماعات لم يطبقوا هذه الحكمة التي تعني ما نقوله نحن بتلك اللفظتين : ( التصفية والتربية )، إذ لم يقوموا بعدُ بتصفية الإسلام مما دخل فيه، مما لا يجوز أن ينسب إلى الإسلام في العقيدة، أو في العبادة، أو في السلوك، لم يحققوا هذا، أي : تصفية نفوسهم؛ فضلاً عن أن يحققوا التربية في ذويهم، 

فمن أين لهم أن يحققوا التصفية والتربية في الجماعة التي هم يقودونها ويثورون معها على هؤلاء الحكام؟! ...).انتهى.

ويقول أيضا رحمه الله  (كما في موسوعة الألباني في العقيدة 2/27) :

( ومن عجائب بعض الدعاة أنهم يهتمون بما لا يستطيعون القيام به من الأمور، ويدعون ما هو واجب عليهم وميسور! وذلك بمجاهدة أنفسهم كما قال ذلك الداعية المسلم؛ الذي أوصى أتباعه بقوله : « أقيموا دولة الإسلام في نفوسكم تقم لكم في أرضكم ».

ومع ذلك فنحن نجد كثيراً من أتباعه يخالفون ذلك، جاعلين جل دعوتهم إلى إفراد الله عزوجل بالحكم، ويعبرون عن ذلك بالعبارة المعروفة : «الحاكمية لله».

ولا شك بأن الحكم لله وحده ولا شريك له في ذلك ولا في غيره، ولكنهم؛ منهم من يقلد مذهباً من المذاهب الأربعة، ثم يقول-عندما تأتيه السنة الصريحة الصحيحة-: هذا خلاف مذهبي! فأين الحكم بما أنزل الله في اتباع السنة؟!.

ومنهم من تجده يعبد الله على الطرق الصوفية! فأين الحكم بما أنزل الله بالتوحيد؟! فهم يطالبون غيرهم بما لا يطالبون به أنفسهم، إن من السهل جداً أن تطبق الحكم بما أنزل الله في عقيدتك، في عبادتك، في سلوكك، في دارك، في تربية أبنائك، في بيعك، في شرائك، بينما من الصعب جداً، أن تجبر أو تزيل ذلك الحاكم الذي يحكم في كثير من أحكامه بغير ما أنزل الله، فلماذا تترك الميسَّر إلى المعسَّر؟!.

هذا يدل على أحد شيئين : إما أن يكون هناك سوء تربية، وسوء توجيه.

وإما أن يكون هناك سوء عقيدة تدفعهم وتصرفهم إلى الاهتمام بما لا يستطيعون تحقيقه عن الاهتمام بما هو داخل في استطاعتهم، 

فأما اليوم فلا أرى إلا الاشتغال كل الاشتغال بالتصفية والتربية ودعوة الناس إلى صحيح العقيدة والعبادة، كل في حدود استطاعته، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم ). انتهى.


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات