">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

كيف ستعود الخلافة الإسلامية الراشدة؟


أولا : يدعوك دينك إلى اتباع الرسول وسبيل المؤمنين،

فكيف تدعو إلى حكم الشريعة على الناس وفي نفس الوقت تتجاهل تطبيقها على نفسك وعلى عائلتك؟

** ما أقرب قولك إلى النفاق وأنت تدعو إلى تحكيم شرع الله على الناس ولم تحكمه على نفسك وعلى رعيتك أهل بيتك، فأقم دولة الإسلام في قلبك تقم لك على أرضك .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }. [الصف : 2]، وقال تعالى : { كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }. [الصف :3].

وقال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }. [الرعد : 11]، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }. [محمد : 7].

ثانيا : ستعود الخلافة الإسلامية الراشدة إن شاء الله قبل ظهور المهدي، وستشهد الأمة الإسلامية نهضةً شاملةً تعيد لها مجدها وعزتها، ويكون ظهور المهدي عليه السلام مسألة وقت.

 لأن ملء الأرض عدلاً، كما جاء في وصف المهدي عليه السلام، هو عملية تدريجية تتطلب وقتًا وجهدًا.

فكما أن الظلم والجوْر لم ينشأ بين يوم وليلة، فكذلك العدل لن يستتب دفعة واحدة. ولذا، فمن المنطقي أن يكون هناك مصلحون يمهدون لظهور المهدي،

فالمهدي -عليه السلام- ليس بأكرم على الله من رسولنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو من أمته وأتباعه، فرسول الله صلى الله عليه وسلم -نفسُه- لم يحصل له ذلك،

بل بقي خمساً وعشرين سنة حتى تم له فتح جزيرة العرب، فمن باب أولى أن يَقَعَ ذلك للمهدي الذي يملأ الأرض، فلا بُدَّ أن يسبق المهدي خلفاءُ صالحون يكون هو خاتمهم.

ولكن لا يكون ذلك إلا  بعد أن ترجع الأمة الى دينها بإقامة الدين كما أراد الله عز وجل، فنطيع الله في أوامره، ونجتنب ما نهانا الله عنه، ونقدم الآخرة على الدنيا ،

وأن يكون منهجنا موافقًا لمنهاج النبوة ؛ الذي هو منهج السلف الصالح، القائم على الاتِّبَاعِ، وتَرك الإبتداع؛

لأنه هو المنهج الوحيد الصحيح القادر على إعادة الخلافة الإسلامية الراشدة، وهي مع ذلك تحتاج رجالًا أولي عزم وتقى، فلا بد من تربيتهم على الكتاب والسنة الصحيحة.

**ولا يصح الإعتقاد بأنه لن تقوم للإسلام قائمة ولا دولة إلا بظهور المهدي المنتظر، ولا يجوز للمسلمين ترك العمل لقيام دولة الإسلام اعتماداً على ظهور المهدي، فهذا أمر باطل.

قال الشيخ الألباني رحمه الله - في سياق رده على من زعم أن دولة الخلافة الإسلامية لن تعود قبل ظهور المهدي:

واعلم يا أخي المسلم أن كثيرًا من المسلمين اليوم قد انحرفوا عن الصواب في هذا الموضوع؛ فمنهم من استقر في نفسه أن دولة الإسلام لن تقوم إلا بخروج المهدي،

وهَذِهِ خُرَافَةٌ وضلالة ألقاها الشيطان في قلوب كثير من العامَّة، وبخاصة الصوفية منهم، وليس في شيء من أحاديث المهدي ما يُشعِر بذلك مطلقًا،

 بل هي كلها لا تَخرُجُ عن أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بَشَّرَ المسلمين بِرَجلٍ من أهل بَيتِهِ، ووصفه بصفات، أبرزها : أنه يحكم بالإسلام، وَينْشُرُ العدل بين الأنام،

فهو في الحقيقة من المجدّدِينَ الذين يبعثهم الله في رأس كل مائة سنة، كما صح عنه -صلى الله غليه وآله وسلم-

فكما أن ذلك لا يستلزم ترك السعي وراء طلب العلم، والعمل به لتجديد الدين، فكذلك خروج المهدي لا يستلزم التواكُلَ عليه، وتركَ الاستعدادِ والعملِ لإقامة حكم الله في الأرض، بل العكس هو الصَّواب؛

فإن المهدي لن يكون أعظم سعيًا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ظل ثلالة وَعشرين عامًا وهو يعمل لتوطيد دعائم الإسلام، وإقامة دولته،

فماذا عسى أن يفعل المهدي لو خرج اليوم، فوجد المسلمين شيعًا وأحزابًا، وعلماءهم -إلا القليل منهم- اتخذهم الناس رءوسًا،

لما استطاع أن يقيم دولة الإسلام إلا بعد أن يُوَحِّدَ كلمتهم، ويجمعهم في صف واحد، وتحت راية واحدة، وهذا -بلا شك- يحتاج إلى زمن مديدٍ اللهُ أعلم به،

فالشرع والعقل معًا يقضيان أن يقوم بهذا الواجب المخْلصُونَ من المسلمين، حتى إذا خَرَجَ المهدي، لم يكن بحاجة إلا أن يقودهم إلى النصر،

 وإن لم يخرج (أي: في زمانهم)، فقد قاموا بواجبهم، والله يقول : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ}. انتهى من ("سلسلة الأحاديث الصحيحة"، (٤/ ٢٤,٣٤)).

وقال أيضا رحمه الله :

مفتاح عودة مجد الإسلام : تطبيق العلم النافع والقيام بالعمل الصالح وهو أمر جليل لا يمكن للمسلمين أن يصلوا إليه إلا بإعمال منهج التصفية والتربية،

وهما واجبان مهمان عظيمان وأردت بالأول منهما أمورا:

الأول : تصفية العقيدة الإسلامية مما هو غريب عنها كالشرك وجحد الصفات الإلهية وتأويلها ورد الأحاديث الصحيحة لتعلقها بالعقيدة ونحوها.

الثاني : تصفية الفقه الإسلامي من الاجتهادات الخاطئة المخالفة للكتاب والسنة وتحرير العقول من آصار التقليد وظلمات التعصب.

الثالث : تصفية كتب التفسير والفقه والرقائق وغيرها من الأحاديث الضعيفة الموضوعة والإسرائيليات والمنكرات.

وأما الواجب الآخر : فأريد به تربية الجيل الناشئ على هذا الإسلام المصفى من كل ما ذكرنا تربية إسلامية صحيحة منذ نعومة أظفاره دون أي تأثر بالتربية الغربية الكافرة.

ومما لا ريب فيه أن تحقيق هذين الواجبين يتطلب جهودا جبارة متعاونة مخلصة بين المسلمين كافة :

جماعات وأفرادا من الذين يهمهم حقا إقامة المجتمع الإسلامي المنشود كلٌّ في مجاله واختصاصه. انتهى من (سؤال وجواب حول فقه الواقع-للإمام الألباني ص40 - (42)).

** إذن يتبين أن من كانت جل دعوته إقامة خلافة وإمارة أو ولاية أو الحاكمية -الحكم بما أنزل الله،

وهذا ديدنه من غير تركيز على التوحيد والعقيدة الصحيحة الخالية من الشرك والبدع،

بل ديدنه التهوين من شأن ذلك، فهو صاحب دعوة خارجية منحرفة .



والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات