من يقول أن هناك قسماً رابعاً للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية يعد مبتدعاً، فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!.
وهو من الأمور التي أدخلها أهل البدع الذين انحرفوا في مسائل التكفير في هذا العصر، كجماعة الإخوان المسلمين وغيرهم.
** وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء، وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما حكم.
فهو ليس خارجاً عن أنواع التوحيد الثلاثة، وهي : توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته.
- سئل العلامة الألباني رحمه الله :
هل يصح أن نقول بأن هناك توحيداً رابعاً هو : توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم؟
الجواب :
الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية، والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر،
يتخذون سلاحاً ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم، إنما هو سلاح سياسي.
وأنا من أجل هذا إن شئت أن أثبت لكم ما قلت آنفاً مع أن هذا سؤال تكرر مني الجواب مراراً وتكراراً عنه وإن شئت مضيناً في ما نحن فيه.
أنا قلت في مثل هذه المناسبة تأييداً لما قلت آنفاً إن استعمال كلمة الحاكمية هو من تمام الدعوة السياسية التي يختص بها بعض الأحزاب القائمة اليوم ...
إلى أن قال : فهم اتخذوا هذه الكلمة وسيلة للدعاية السياسية عندهم .. فالدعوة التي ندعو الناس إليها فيها الحاكمية وفيها غير الحاكمية : توحيد الألوهية وتوحيد العبادة يدخل فيها ما تدندنون حول الحاكمية...ينظر: (جريدة المسلمون عدد (639) بتصرف يسير جداً).
- وقال أيضا رحمه الله :
...كلُ هذه المصطلحات هي في اعتقادي بدَعٌ سياسية ليست بدع سياسية شرعية ، وإنما هي بدعٌ عصرية لتجميعِ الناسِ وتكتيلهم .
هذا التجميعُ والتكتيلُ الذي هو من طبيعة بعضِ الجماعات المعروفة ، ولا نُفشي سراً إذا قلنا هم الأخوان المسلمون ، مثلاً هؤلاء من منهجهم قول "اجمع ثم ثقف" ، فعلاً اجمع ثم دع كُلٌ على ضلاله ،كُلٌ على مذهبه ؛
... الشاهد ، هذه المصطلحات هي بدعٌ سياسية، ليس المقصودُ بها كواقع ؛ أما النوايا فنحن ندعُهم إلى الله -عز وجل- ؛ أما كواقع لم نرَ قرابةً هذا القرن –تقريبا-ً كما قُلنا من هذه الجماعة عِلماً ؛ بل لم نرَ فيهم عالمٌ فرد؛
وكان من المفروض أنهم لو كانوا صادقين في قولهم " اجمع ثم ثقف " أن يُوجِدُوا لنا - إذا صح التعبير هذا والمجاز واسع- أن يُوجدُوا لنا علماء في الحديث ،في الأصول ، في الفقه ؛ هذا الزمن كله كان أكمل مساعد ؛
لكنهم يُدندنُون ويتحركُون على النظام العسكري مكانك راوح يعني في حركة لكنما في تقدم مكانك راوح.
إذن أقول لشبابنا هؤلاء بل لعامة المسلمين : يكفيكم البيان السابق إن هؤلاء- أولا- أحداثٌ وليسوا علماء قُدامى عُرفوا بالعلم عُرفوا بالصلاح ،
ثم أحدثوا مصطلحات جديدة يمكننا أن نطلق عليها عموم قوله - عليه السلام- : (( وكل محدثه بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار))، لمَ ؟! لأنها بدعة تخالف السنة ،
....لكني أريد أن أقول شيئا إنصافا للحق : كلمة " الحاكمية لله " من حيث المقصود هي تدخل في قسمٍ من الأقسام الثلاثة المصطلحة بين العلماء،
لكن مما يدل على أنهم استعملوا هذا الاسم المبتدع لغرض سياسي مادي وليس بِدِيني ، أنهم لا يهتمون بجماهير الأمة التي أكثرها،
كما قال رب المسلمين قي القرآن الكريم : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) ، (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) ( كررها الشيخ ))،...
ماذا فعل هؤلاء الذين أحدثوا بدعة الحاكمية ؟ !!
تركوا هؤلاء الجماهير في ضلالهم يعمهون واهتموا بحاكم واحد ،خمسة ،عشرة ،عشرين يكون مِيَّه مائة يكون ميه ؛ تركتم الملايين المملينة في ضلالهم يعمهون ما عدتم تهتمون بهم ،
وهم الذين يذكرون الحديث الضعيف روايةً والصحيح معنى : " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم "، هم يذكرون هذا الحديث أين الاهتمام بأمر المسلمين ؟ يهتمون بأفراد قليلين ، نحن نقول أنهم من المسلمين أما حسابهم عند رب العالمين .
فهذه الكلمة إذن خطيرةٌ جداً، لأنها صَرفَتْ ليس هؤلاء الدُعاة فقط الذين كانوا من قبلُ على الصراط المستقيم كما ذكرنا آنفا ،
بل وجَرفوا معهم جماهيرً من الشباب المسلم الذين كانوا سالكين الطريق المستقيم أو كانوا على الأقل على وشك السُلوك في هذا الطريق المستقيم ... انتهى من ( شريط " لقاء مع شباب صباح السالم من الكويت"- تم بتاريخ:14 سفر 1418.الموافق 19/6/ 1997).
- سئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
عن من أضاف إلى التوحيد قسما رابعا وأسماه توحيد ( توحيد الحاكمية)؟
: فقال رحمه الله :
نقول إنه ضال وجاهل ، لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله عز وجل فإذا قلت التوحيد ثلاثة أنواع كما قال العلماء:
توحيد الربوبية فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية لأن الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله عز وجل، وهذا قول محدث منكر ....
فهذا قول محدث مبتدع منكر ينكر على صاحبه، ويقال له إن أردت الحكم فهو لله وحده وهو داخل في الربوبية لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها، فهذه بدعة وضلالة!. انتهى من (الباب المفتوح رقم ( 150).
- وسئل الشيخ الفوزان حفظه الله :
ما حكم من يقول : " إن معنى لا إله إلا الله هي : لا حاكمية إلا الله " ؟
فاجاب :
ما شاء الله ! هذا أخذ جزء , جزء قليل من معنى " لا إله إلا الله " , و ترك الأصل الذي هو التوحيد والعبادة ؛ " لا إله إلا الله " معناها : لا معبود بحق إلا الله.
فهي تنفي الشرك وتثبت التوحيد ؛ والحاكمية جزء من معنى " لا إله إلا الله " ,ولكن الأصل هو التوحيد ؛ الأصل في " لا إله إلا الله " هو التوحيد (( وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا)) (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )).
... فلا يجوز أن يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله إلا العلماء , أهل العلم , وأهل الفقه ؛ أو أن هذا الرجل مغرض , يكون عالم لكنه مغرض ,
يريد أن يصرف الناس عن التوحيد , و يشغلهم بقضايا دون التوحيد، فهو إما جاهل و إما مغرض هذا الذي يفسر هذا التفسير.
على كل حال , هو تفسير ناقص جدا , ولا ينفع حتى لو حُكِّم, لو قامت المحاكم على تحكيم الشريعة في المخاصمات بين الناس الأعراض و الحدود ؛ وتُرِك أمر الشرك والأضرحة قائما ؛
فهذا لا ينفع ولا يفيد شيئا ولا يعتبروا مسلمين بذلك , حتى يزيلوا الشرك , ويهدموا الأوثان ؛
النبي – صلى الله عليه و سلم – بدأ بهدم الأوثان قبل أن يأمر الناس بالصلاة والصيام والزكاة والحج ؛ تعلمون أنه أقام في مكة ثلاثة عشر سنة , يأمر بالتوحيد وينهى عن الشرك ,
حتى إذا تمهدت العقيدة وقامت العقيدة ووُجد من المسلمين من يؤازر الرسول - صلى الله عليه و سلم – على أمر الجهاد , نزلت عليه شرائع الإسلام : الصلاة والصيام والحج ,وبقية شرائع الإسلام ؛ البناء لا يقوم إلا على الأساس ؛ لا بد من الأساس أولا , ثم البناء ؛
ولذلك شهادة " ألا إله إلا الله و ان محمدا رسول الله " هي أول أركان الإسلام ؛ والنبي – صلى الله عليه و سلم – يقول : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه : شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )) . نعم ؛ ..انتهى كلامه من موقعه.
- وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله :
...أما الحاكمية فإن أُريد بها تحكيمُ شريعة اللَّه فإنما هي من لازمِ توحيد العبد لله وإخلاص العبادة لله أن يحكم شرع اللَّه ؛
فمن اعتقد أن اللَّه واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ وأنه المعبود بحق دونما سواه ، وجبَ عليه أن يُحكِّمَ شرعه وأن يقبل دينه وألا يرد شيئاًً من ذلك؛
فمن لازم الإيمان باللّه تحكيمُ شريعته وقبول أوامره بالامتثال وقبول نواهيه بالترك والبُعد عنها ، وأن يحكم شرع اللَّه في كُلِ قليل وكثير ,
وإذاً , فالحاكِمِية تضمُنُها توحيدُ الألوهية ولا يجُوزُ أن نجعلها قِسْماً خاصاً يخُصُها لأنها مُنْدرجةٌ تحت توحيدُ العبادة. انتهى من (جريدة المسلمون عدد
639).
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق