القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

قد دل استقراء القرآن العظيم على أن توحيد الله ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

الأول : توحيده في ربوبيته.

الثاني : توحيده جل وعلا في عبوديته.

النوع الثالث : توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته.

فمن يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!. 

وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي : توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته.

ولمشروعية تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام.

قال الإمام أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ما نصه : 

(... وذلك أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء :

أحدها : أن يعتقد العبد ربانيته ليكون بذلك مباينا لمذاهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا.

والثاني : أن يعتقد وحدانيته ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره.

والثالث : أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه..اه (((الإبانة)) (2/172-173).).

 وكلامه هذا صريح في أن أصل الإيمان بالله وتوحيده مبني على هذه الأمور الثلاثة فسمى الأول اعتقاد الربانية والثاني اعتقاد الوحدانية والثالث اعتقاد اتصافه بالصفات العلى اللازمة لكمال الله سبحانه وتعالى.

وذكر ذلك أيضا :

 الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده رحمه الله حيث فصل وبوب في كتابه القيم : (كتاب التوحيد)

وقد سبق هذين الإمامين إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة رحمه الله في تصنيف كتاب مستقل في توحيد المعرفة والإثبات وسماه كتاب : (التوحيد وإثبات صفات الرب عز وجل).

وسبق الجميع الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في تصنيف كتاب التوحيد في الرد على الجهمية ضمن كتابه الجامع الصحيح المعروف بصحيح الإمام البخاري.

 سئل العلامة الألبانى رحمه الله :

هل يصح أن نقول بأن هناك توحيداً رابعاً هو : توحيد الحاكمية أو توحيد الحكم؟

الجواب : 

الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحاً ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم، إنما هو سلاح سياسي.

 وأنا من أجل هذا إن شئت أن أثبت لكم ما قلت آنفاً مع أن هذا سؤال تكرر مني الجواب مراراً وتكراراً عنه وإن شئت مضيناً في ما نحن فيه.

أنا قلت في مثل هذه المناسبة تأييداً لما قلت آنفاً إن استعمال كلمة الحاكمية هو من تمام الدعوة السياسية التي يختص بها بعض الأحزاب القائمة اليوم ... إلى أن قال : فهم اتخذوا هذه الكلمة وسيلة للدعاية السياسية عندهم .. فالدعوة التي ندعو الناس إليها فيها الحاكمية وفيها غير الحاكمية : توحيد الألوهية وتوحيد العبادة يدخل فيها ما تدندنون حول الحاكمية.

 حديث حذيفة بن اليمان أن النبي عليه الصلاة والسلام لما تلا على الصحابة الكرام هذه الآية : ( اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [التوبة:31]

قال عدي بن حاتم : واللَّه يا رسول اللَّه ما اتخذناهم أرباباًً من دون اللَّه، قال : «ألستم كنتم إذا حرموا لكم حلالاً حرمتموه، وإذا حللوا لكم حراماً حللتموه» قال : أما هذا فقد كان. قال : «فذلك اتخاذكم إياهم أرباباً من دون اللَّه ». 

(نحن الذين نشرنا هذا الحديث ووصل هذا إلى الآخرين ثم طووا جزءًا من توحيد الألوهية أو العبادة بهذا العنوان المبتدع لغرض سياسي .. فهم وقفوا عنده دعاية ولم يعملوا بمقتضاه ...اه  (جريدة المسلمون عدد (639) بتصرف يسير جداً).

 وقال أيضا رحمه الله :

(....وأقول هذه المصطلحات كالحاكمية يكفي لهؤلاء الشباب أن ينتبهوا لتلك الفرُوق بين العلماء في السِن ، في العلم ، في الصلاح و العمل ؛ و بالطبع يدخل في هذا أن لا يكون العالم يقصدُ الظهور يقصدُ الشهرة إلى آخره ؛ هذا ينافي أن يكونوا من العلماء الصالحين ؛ 

فإذا لاحظنا هذه الأقسام المذكورة وتذكرنا أن مثل هذا المصطلح ومثلُه كثير مثل فقه الواقع – مثلاً- الذي كُنَا كتبنا رسالةً صغيرة -كما تعلمون- حول فقه الواقع ؛ كلُ هذه المصطلحات هي في اعتقادي بدَعٌ سياسية ليست بدع سياسية شرعية ، وإنما هي بدعٌ عصرية لتجميعِ الناسِ وتكتيلهم .

هذا التجميعُ والتكتيلُ الذي هو من طبيعة بعضِ الجماعات المعروفة ، ولا نُفشي سراً إذا قلنا هم الأخوان المسلمون ، مثلاً هؤلاء من منهجهم قول "اجمع ثم ثقف" ، فعلاً اجمع ثم دع كُلٌ على ضلاله ،كُلٌ على مذهبه ؛ لأنكم تعلمون أنهم لا يتحاشون إطلاقاً أن يجمعوا بين الخلفي والسلفي ، بين الصوفي والمحارب للتصوف، بين السُني وبين الشيعي ؛ هذا على أساس "اجمع ثم ثقف" لا شيء من الثقافة ؛ 

ودليل على هذا أنه كاد يمضي على دعوتهم التي يسمونها أيضا تسميهً سياسية بـ "الدعوة الحركية" ؛ أما نحن دعوتنا فهي جامدة ؛ وأنا أتشرفُ بأنني رجعي رقم واحد ؛ واقتداء بعبد الله بن مسعود "عليكم بالأمر العتيق" ، فنحن نرجع إلى الأمر العتيق .

الشاهد ، هذه المصطلحات هي بدعٌ سياسية، ليس المقصودُ بها كواقع ؛ أما النوايا فنحن ندعُهم إلى الله -عز وجل- ؛ أما كواقع لم نرَ قرابةً هذا القرن –تقريبا-ً كما قُلنا من هذه الجماعة عِلماً ؛ 

بل لم نرَ فيهم عالمٌ فرد ؛ وكان من المفروض أنهم لو كانوا صادقين في قولهم "اجمع ثم ثقف" أن يُوجِدُوا لنا - إذا صح التعبير هذا والمجاز واسع- أن يُوجدُوا لنا علماء في الحديث ،في الأصول ، في الفقه ؛ هذا الزمن كله كان أكمل مساعد ؛

لكنهم يُدندنُون ويتحركُون على النظام العسكري مكانك راوح يعني في حركة لكنما في تقدم مكانك راوح .

إذن أقول لشبابنا هؤلاء بل لعامة المسلمين : يكفيكم البيان السابق إن هؤلاء- أولا- أحداثٌ وليسوا علماء قُدامى عُرفوا بالعلم عُرفوا بالصلاح ، ثم أحدثوا مصطلحات جديدة يمكننا أن نطلق عليها عموم قوله - عليه السلام- : (( وكل محدثه بدعه وكل بدعة ضلاله وكل ضلاله في النار)) ، لمَ ؟! 

لأنها بدعة تخالف السنة ، بدليل أنهم كانوا من قبل معنا يدعون إلى الكتاب والسنة ، ويدعون للتوحيد بأقسامه الثلاثة ، ويدعون إلى تمييز الصحيح من الضعيف من الحديث ؛وإذا بهم ،وإذا بأحسنهم علماً - إن كان فيهم حسن علماً- إذا بأحسنهم عِلماً وأحسنهم صلاحاً وتقوى ، إذا به يدع كل هذا الجهد وكل هذا الاهتمام ، وأنا أعترف بأن كان لهم فضل كبير جدا.........

لكني أريد أن أقول شيئا إنصافا للحق : كلمة "الحاكمية لله" من حيث المقصود هي تدخل في قسمٍ من الأقسام الثلاثة المصطلحة بين العلماء لكن مما يدل على أنهم استعملوا هذا الاسم المبتدع لغرض سياسي مادي وليس بِدِيني ، أنهم لا يهتمون بجماهير الأمة التي أكثرها كما قال رب المسلمين قي القرآن الكريم : (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) ، (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) ( كررها الشيخ ))

نحن نجد المسلمين اليوم مع الأسف- لا أعني غير المسلمين من اليهود والنصارى والوثنيين - وإنما نجد المسلمين الذين يشهدون معنا ويقولون معنا "لا إله إلا الله محمد رسول الله" يصْدُقُ - مع الأسف الشديد- على الكثير منهم تلك الآية السابقة (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)) ))

ماذا فعل هؤلاء الذين أحدثوا بدعة الحاكمية ؟ !!

تركوا هؤلاء الجماهير في ضلالهم يعمهون واهتموا بحاكم واحد ،خمسة ،عشرة ،عشرين يكون مِيَّه (مائة يكون ميه ؛ تركتم الملايين المملينة في ضلالهم يعمهون ما عدتم تهتمون بهم ، 

وهم الذين يذكرون الحديث الضعيف روايةً والصحيح معنى : " من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم " هم يذكرون هذا الحديث أين الاهتمام بأمر المسلمين ؟ يهتمون بأفراد قليلين ، نحن نقول أنهم من المسلمين أما حسابهم عند رب العالمين .

فهذه الكلمة إذن خطيرةٌ جداً، لأنها صَرفَتْ ليس هؤلاء الدُعاة فقط الذين كانوا من قبلُ على الصراط المستقيم كما ذكرنا آنفا ، بل وجَرفوا معهم جماهيرً من الشباب المسلم الذين كانوا سالكين الطريق المستقيم أو كانوا على الأقل على وشك السُلوك في هذا الطريق المستقيم ... انتهى من ( شريط " لقاء مع شباب صباح السالم من الكويت"- تم بتاريخ: 14 سفر 1418.الموافق 19/6/ 1997

سئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

 عن من أضاف إلى التوحيد قسما رابعا وأسماه توحيد ( توحيد الحاكمية).؟

: فقال رحمه الله :

نقول إنه ضال وجاهل

 لأن توحيد الحاكمية هو توحيد الله عز وجل فإذا قلت التوحيد ثلاثة أنواع كما قال العلماء: توحيد الربوبية فإن توحيد الحاكمية داخل في الربوبية لأن الربوبية هو توحيد الحكم والخلق والتدبير لله عز وجل وهذا قول محدث منكر ....

فهذا قول محدث مبتدع منكر ينكر على صاحبه ويقال له إن أردت الحكم فهو لله وحده وهو داخل في الربوبية لأن الرب هو الخالق المالك المدبر للأمور كلها فهذه بدعة وضلالة! .اه (الباب المفتوح رقم ( 150)

وقال أيضا رحمه الله :

اذكر الآية التي اشتملت على أنواع التوحيد الثلاثة وفي أي سورة هي وما رقمها ؟.

فأجاب :

 قال هي قول الله تعالى : رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا. هذه الربوبية.

فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ. هذه الالوهية

هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا. هذه الأسماء والصفات. لأن معنى هل تعلم له سميا هل تعلم من يساميه ويضاهيه الجواب :

لا فهذه الأيه جمعت أنواع التوحيد الثلاثة واعلم أن العلماء السابقين قالوا أن التوحيد ينقسم الى ثلاثة أقسام فقط .

وحدث من حدث وقال إنه أربعة أقسام وجعلوا الرابع توحيد الحاكمية وهذا يشم منه رائحة نتنة --إلى اخر كلامه رحمه الله . انتهى من (فتاوى الحرم المكي-1418-(30)).

وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :

لا يُقال إن هناك توحيد الحاكمية وإنه يضاف إلى أنواع التوحيد الثلاثة، بل الحاكمية لها حالتان : 

فإمَّا أن يُراد بها طريق التشريع والحُكم الكوني، فهذا يرجع إلى توحيد الربوبية ، 

وإمَّا أن يُراد بها الأحكام الشرعية، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية المشتملة على الأحكام ، فهذا يدخل في توحيد الألوهية ؛ لأن العبادة ما عُرفت إلا عن طريق الكتاب والسنة ، والأحكام الشرعية ما عُرفت إلا عن طريق الكتاب والسنة ،

 فلا يُقال : إنه قسمٌ يُضاف إلى الأقسام الثلاثة. 

إذاً : فالاستقراءُ وهو تتبع نصوص الكتاب والسنة يُبين أن أنواع التوحيد ثلاثة ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات. انتهى من (شرحه لسنن أبي داود).

قال الشيخ الفوزان حفظه الله :

في وقتنا هذا وجد من يفسّر لا إله إلا الله بأن معناها هو إفراد الله بالحاكمية وهذا غلط لأن الحاكمية جزء من معنى لا إله إلا الله وليست هي الأصل لمعنى هذه الكلمة العظيمة بل معناها لا معبود بحق إلا الله، بجميع أنواع العبادات، ويدخل فيها الحاكمية  

ولو اقتصر الناس على الحاكمية فقاموا بها دون بقية أنواع العبادة لم يكونوا مسلمين. ولهذا تجد أصحاب هذه الفكرة لا ينهون عن الشرك ولا يهتمون به ويسمونه ((الشرك الساذج)).

وإنما الشرك عندهم الشرك في الحاكمية فقط وهو ما يسمونه ((الشرك السياسي))، فلذلك يركزون عليه دون غيره، ويفسرون الشرك بأنه طاعة الحكام الظلمة . انتهى من (شرح كشف الشبهات ( ص: 46) ).

وسئل أيضا حفظه الله :

ما حكم من يقول : " إن معنى لا إله إلا الله هي : لا حاكمية إلا الله " ؟

فاجاب :

 ما شاء الله !

هذا أخذ جزء , جزء قليل من معنى " لا إله إلا الله " , و ترك الأصل الذي هو التوحيد و العبادة ؛ " لا إله إلا الله " معناها : لا معبود بحق إلا الله.

فهي تنفي الشرك و تثبت التوحيد ؛ و الحاكمية جزء من معنى " لا إله إلا الله " ,ولكن الأصل هو التوحيد ؛ الأصل في " لا إله إلا الله " هو التوحيد (( و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا)) (( و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )) (( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )). 

لكن هذه فتنة هؤلاء الذين يقولون هذه المقالة , إما أنهم جهال , يفسرون كلام الله و كلام رسوله , وهو ليس عندهم علم , إنما هم أصحاب ثقافة عامة , و يسمونهم " مفكرين " , لكن ليس لهم فقه في دين الله ؛ و عدم الفقه في دين الله آفة ؛ و لا يجوز لأحد يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله و هو ليس عنده فقه و علم؛ ما يكفي أنه مثقف و أنه يقرأ في الجرائد و الصحف و يعرف أحوال العالم و ما عليه الناس ؛ 

هذا ما هو بعالم , هذا مثقف ؛ فلا يجوز أن يدخل في تفسير كلام الله و كلام رسوله إلا العلماء , أهل العلم , وأهل الفقه ؛ أو أن هذا الرجل مغرض , يكون عالم لكنه مغرض , يريد أن يصرف الناس عن التوحيد , و يشغلهم بقضايا دون التوحيد ؛ فهو إما جاهل و إما مغرض هذا الذي يفسر هذا التفسير.

على كل حال , هو تفسير ناقص جدا , ولا ينفع حتى لو حُكِّم, لو قامت المحاكم على تحكيم الشريعة في المخاصمات بين الناس الأعراض و الحدود ؛ و تُرِك أمر الشرك والأضرحة قائما ؛ فهذا لا ينفع ولا يفيد شيئا ولا يعتبروا مسلمين بذلك , حتى يزيلوا الشرك , ويهدموا الأوثان ؛

 النبي – صلى الله عليه و سلم – بدأ بهدم الأوثان قبل أن يأمر الناس بالصلاة والصيام والزكاة والحج ؛ تعلمون أنه أقام في مكة ثلاثة عشر سنة , يأمر بالتوحيد و ينهى عن الشرك , حتى إذا تمهدت العقيدة و قامت العقيدة و وُجد من المسلمين من يؤازر الرسول - صلى الله عليه و سلم – على أمر الجهاد , نزلت عليه شرائع الإسلام : الصلاة و الصيام و الحج ,و بقية شرائع الإسلام ؛ البناء لا يقوم إلا على الأساس ؛ لا بد من الأساس أولا , ثم البناء ؛ 

ولذلك شهادة " ألا إله إلا الله و ان محمدا رسول الله " هي أول أركان الإسلام ؛ و النبي – صلى الله عليه و سلم – يقول : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه : شهادة ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله )) . نعم ؛ 

حتى بعضهم كتب كتاب يقول فيه : " إن الله خلق الخلق ليحققوا الحاكمية في الأرض " هذا مخالف لقوله – تعالى - : (( و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )) يعني ما راح للآية هذه , بل خلقهم من أجل يحققوا الحاكمية ؛ يا سبحان الله ! الله – تعالى – يقول : (( وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون )) وأنت تقول " ليحققوا الحاكمية " ؟! نعم ؛ من أين جاء بهذا التفسير ؟!. .انتهى كلامه حفظه الله

وسئلت اللجنة الدائمة :

س : بدأ بعضُ الناس من الدعاة يهتم بذكر توحيد الحاكمية ، بالإضافة إلى أنواعِ التوحيد الثلاثة المعروفة . فهل هذا القسمُ الرابعُ يدخلُ في أحد الأنواع الثلاثة أم لا يدخل ، فنجعلُه قِسماً مُستقلا حتى يجب أن نهتم به ؟ ويقال : إن الشيخ محمد بن عبد الوهاب إهتم بتوحيد الألوهية في زمنه ، حيث رأى الناس يُقصِرُون من هذه الناحية ، والإمامُ أحمد في زمنه في توحيد الأسماء والصفات ، حيثُ رأى الناس يُقصِرُون في التوحيد من هذه الناحية ، وأما الآن فبدأ الناس يُقصِرُون نحو توحيدِ الحاكمية ، فلذلك يجب أن نهتمَ به ، فما مدى صِحةَ هذا القول ؟

فأجابت :

 أنواع التوحيد ثلاثة : توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وليس هناك قسمٌ رابعٌ ،والحكمُ بما أنزل الله يدخلُ في توحيد الألوهية ؛ لأنه من أنوع العبادة لله سبحانه ، وكل أنواع العبادة داخلةٌ في توحيد الألوهية ،

وجعلُ الحاكمية نوعاً مستقلا من أنواع التوحيد عملٌ مُحدَثٌ ، لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم ، لكن منهم من أجمل وجعلَ التوحيد نوعين : توحيدٌ في المعرفة والإثبات ؛ وهو توحيد الربوبية , وتوحيد الأسماء والصفات . وتوحيدٌ في الطلب والقصد ؛ وهو توحيدُ الألوهية ، ومنهم من فصّل فجعل التوحيد ثلاثة أنواع كما سبق . والله أعلم .

ويجبُ الاهتمام بتوحيد الألوهية جميعه ، ويُبدأ بالنهي عن الشِرك ؛ لأنه أعظم الذنوب ويحُبطُ جميع الأعمال ، وصاحِبهُ مخلدٌ في النار ، والأنبياء جميعهُم يبدؤون بالأمر بعبادةِ الله والنهي عن الشرك ، وقد أمرنا الله باتباعِ طريقهم والسيرِ على منهجهم في الدعوة وغيرها من أمُور الدين .

 والاهتمام بالتوحيد بأنواعه الثلاثة واجبٌ في كل زمان ؛ لأن الشرك وتعطيلُ الأسماء والصفات لا يزالان موجودين ، بلْ يكثرُ وقوعهُما ويشتدُ خطرُهما في آخر الزمان ، ويخفى أمرهما على كثيرٍ من المسلمين ، والدعاة إليهما كثيرون ونشيطون .

وليس وقوعُ الشرك مقصُوراً على زمنِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولا تعطيلُ الأسماء والصفاتِ مقصوراً على زمن الإمام أحمد - رحمهما الله - ، كما ورد في السؤال ، بل زاد خطرُهما وكثُر وُقوعهما في مجتمعات المسلمين اليوم ، فهم بحاجةٍ ماسة إلى من ينهى عن الوقوع فيهما ويُبينُ خطرهما . 

مع العلم بأن الاستقامة على امتثالِ أوامر الله وتركِ نواهيه وتحكيم شريعته - كلُ ذلك داخلٌ في تحقيق التوحيد والسلامة من الشركوبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم ((18870)

 وسئلت أيضا :

 هل العقيدة أولا أم الحاكمية ؟

فأجابت :

 أول ما يجب على المسلم معرفة العقيدة الصحيحة والتمسك بها ، قال الله تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، (سورة محمد الآية 19 ).

ولذلك كان الرسل عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدؤون في دعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال الله تعالى :  وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ.(سورة النحل الآية 36 ) .

والحاكمية جزء من العقيدة ، وليست هي العقيدة وحدهاوبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء-الفتوى رقم ( 17763 ).

وقال الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله :

ـ عندما يتأمل المسلم كتاب اللَّه -سبحانه وتعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، يجد أن التوحيد أقسام ثلاثة :

أولاًً : التوحيد الذي أقرّ به المشركون جميعاًً، ولم يُنازع فيه أحدٌ ، وهو توحيد الربوبية ، وهو الاعتقاد بأن اللَّه ربُ كل شيء وخالقهُ ؛ هذا فُطرت النفوسُ عليه حتى فرعون الذي قال : أنا ربكم الأعلى ؛ قال اللَّه عنه : ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ﴾. (النمل , 14).

ثانياًً : ما جاء في كتاب اللَّه من بيان أسماء اللَّه وصفاته في قوله –تعالى-: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾. [الأعراف: 180]. وكذلك صفات اللَّه- تعالى- في كتابه العزيز ؛ فاللَّه وصف نفسه بصفاتٍ وسمى نفسه بأسماء ، وهذا من ضروريات الإيمان : أن تؤمن بأسماء اللَّه وصفاته .

ثالثاًً : التوحيد الذي دعت إليه الرُسل وهو دعوة الرسل أمرهم إلى إخلاص الدين لله وإفراد اللَّه بجميع أنواع العبادات ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾. [الأنبياء:25]. وإذا تأملت القرآن وجدت القرآن وجدت التوحيد هكذا قال اللَّه –تعالى_:﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾. [الزمر:38]. وقوله : ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ﴾. [سبأ:24]. قال اللَّه : ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمْ مَنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾. [يونس:31﴾. أي: فتعبدونه وحده وتخلصون له الدين.

أما الحاكمية فإن أُريد بها تحكيمُ شريعة اللَّه فإنما هي من لازمِ توحيد العبد لله وإخلاص العبادة لله أن يحكم شرع اللَّه ؛ فمن اعتقد أن اللَّه واحدٌ أحدٌ فردٌ صمدٌ وأنه المعبود بحق دونما سواه ، وجبَ عليه أن يُحكِّمَ شرعه وأن يقبل دينه وألا يرد شيئاًً من ذلك؛ فمن لازم الإيمان باللّه تحكيمُ شريعته وقبول أوامره بالامتثال وقبول نواهيه بالترك والبُعد عنها ، وأن يحكم شرع اللَّه في كُلِ قليل وكثير , 

وإذاً , فالحاكِمِية تضمُنُها توحيدُ الألوهية ولا يجُوزُ أن نجعلها قِسْماً خاصاً يخُصُها لأنها مُنْدرجةٌ تحت توحيدُ العبادة. انتهى من (جريدة المسلمون عدد 
639).

إذن وضعُ توحيد الحاكمية قسيما لأقسام التوحيد المعروفة الثلاثة هو من الأمور التي أدخلها بعض من انحرف في مسائل التكفير في هذا العصر كجماعة الإخوان المسلمين وغيرهم وهو ليس في شيئ إذ أقسام التوحيد الثلاثة كافية وأما إفراد الله عز وجل بالحكم وإفراد نبيه صلى الله عليه و سلم بالحكم فذلك معروف من كتاب الله ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو داخل في عبادة الله تعالى وحده لا شريك له.

وجدير بالذكر نذكر أقسام التوحيد الثلاثة

1- توحيد الربوبية :

 الذي أقر به المشركون، وهو أن يؤمن العبد بأن الله هو الخلاق الرزاق، هو الذي خلق الجميع، هو الخلاق العليم خلق الأرض، وخلق السماء، وخلق الجن، وخلق بني آدم وخلق كل شيء كما قال سبحانه : اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ.[الرعد:16]، قد أقر بهذا المشركون قال تعالى : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ.[الزخرف:87]. ولكن لم يدخلوه في الإسلام؛ لأنهم لم يأتوا بالتوحيد الثاني

2- وهو توحيد العبادة :

 وهو تخصيص الله بالعبادة الذي هو معنى : لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، وهذا معنى قوله سبحانه في سورة الحج : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ.[الحج:62]، ومعنى قوله : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ.[البينة:5] 

وهذا هو الذي جحده المشركون وأنكروه، وجادلوا دونه، وصارت بينهم وبين الرسل العداوة والشحناء، وهدى الله من هدى له ممن سبقت له السعادة، وهو الإيمان بأنه لا معبود حق إلا الله، وهذا هو معنى : لا إله إلا الله، أي : لا معبود حق إلا الله. قال جل وعلا : وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ. [البقرة163].

3- توحيد الأسماء والصفات :

 وهو الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله عن أسمائه وصفاته لا بد من الإيمان بذلك، وأنه سبحانه له الأسماء الحسنى، وله الصفات العلى، لا شبيه له، ولا كفء له، ولا ند له كما قال : وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا. [الأعراف:180]انتهى باختصار


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات