لو قال :
يعلم الله أو يشهد الله :
فإن كان صادقا فلا بأس
وإن كان كاذبا فحرام
بل إن قصد
أن الله يعلم ذلك وهو كاذب فيه كفر
كما قال بعض أهل العلم.
جاء في
" حاشية قليوبي " (4/ 273) :
لو قال:
يعلم الله أو يشهد الله، فإن كان صادقا فلا بأس, وإن كان كاذبا فحرام، بل إن قصد أن الله يعلم ذلك, وهو كاذب فيه كفر، كما قاله النووي وتبعه شيخنا. اهـ.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
قول: «يعلم الله»
هذه مسألة خطيرة حتى رأيتُ في كتب الحنفية أنَّ مَنْ قال عن شيءٍ: يعلمُ اللهُ، والأمر بخلافه صار كافرًا خارجًا عن الملة.
فإذا قلتَ:
«يعلمُ الله أني ما فعلتُ هذا»، وأنت فاعله؛ فمقتضى ذلك: أن الله يجهل الأمر.. «يعلمُ الله أني ما زرتُ فلانًا»، وأنت زائره؛ صار الله لا يعلم بما يقع، ومعلوم أنَّ من نفى عن الله العلم فقد كفر.
ولهذا قال الشافعي رحمه الله في القدَرية قال: «جادِلُوهم بالعلم فإنْ أنكروه كفروا وإنْ أقرُّوا به خُصِمُوا»اهـ.
والحاصل:
أن قول القائل:
«يعلمُ الله»
إذا قالها والأمر على خلاف ما قال فإنَّ ذلك خطيرٌ جدًّا وهو حرامٌ بلا شكٍّ.
أما إذا كان مصيبًا والأمر على وَفْق ما قال فلا بأس بذلك لأنَّه صادق في قوله ولأنَّ الله بكلِّ شيءٍ عليم كما قالتِ الرُّسل في سورة يس: ﴿ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴾
[يـس: 16].
«ألفاظ ومفاهيم في ميزان الشريعة» (ص 49)
وسئل العلامة عبد الله أبا بطين رحمه الله
عن إقسام بعض الناس بقول: الله يعلم ما فعلت كذا؟
فأجاب:
إن كان القائل صادقا في قوله فلا بأس، وإن كان كاذبا في قوله: الله يعلم ما فعلت كذا، وهو قد فعله، أو: الله يعلم ما صار كذا، وهو قد صار؛ فهذا حرام. ولو عرف القائل معنى قوله لكان قوله كفرا، لأن مقتضى كلامه أن الله يعلم الأمر على غير ما هو عليه، فيكون وصفا لله بالجهل، تعالى عن ذلك علوا كبيرا. اه
كتاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية | مجلد (7)
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق