">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما العدد الواجب والمستحب في تسبيح الركوع والسجود؟


يُستحب للمصلي أن لا يقل في تسبيحات الركوع والسجود عن ثلاث تسبيحات وكلما زاد المصلي من التسبيح فهو أفضل فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بتعظيم الرب في الركوع، وأطلق، فيصدق على الكثير والقليل ، 

إلا أن الإمام ينبغي له أن يراعي حال المأمومين فلا يطول عليهم تطويلاً يشق عليهم ولا يعجل ولكن يكون بين ذلك والثلاث أدنى الكمال .

وأما العدد الواجب فهو مرة واحدة بأن يقول : سبحان ربي العظيم مرة واحدة في الركوع، وسبحان ربي الأعلى مرة واحدة في السجود .

قال النووي رحمه الله في المجموع : 

قال القاضي حسين : قول الشافعي يقول سبحان ربي العظيم ثلاثاً وذلك أدنى الكمال ولم يرد أنه لا يجزئه أقل من الثلاث لأنه لو سبح مرة واحدة كان آتيا بسنة التسبيح، 

وإنما أراد أن أول الكمال الثلاث، قال : ولو سبح خمساً أو سبعاً أو تسعاً أو إحدى عشرة كان أفضل وأكمل . انتهى

وقال أيضا رحمه الله :

ثُمَّ الزِّيَادَةُ عَلَى ثَلَاثِ تَسْبِيحَاتٍ إِنَّمَا تُسْتَحَبُّ لِلْمُنْفَرِدِ، 

وَأَمَّا الْإِمَامُ فَلَا يَزِيدُ عَلَى ثَلَاثٍ، وَقِيلَ : خَمْسٍ، إِلَّا أَنْ يَرْضَى الْمَأْمُومُونُ بِالتَّطْوِيلِ، فَيَسْتَوْفِيَ الْكَمَالَ . انتهى من "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (1/ 251، ط. المكتب الإسلامي) 

وقال الخرقي رحمه الله :

 « ويقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثًا وهو أدنى الكمال وإن قال مرة أجزأه ». (انظر: فتح الباري لابن رجب (٧/ ١٧٩).).

وقال العلامة الشوكاني في نيل الأوطار 2/248 :

" والأصح : أن المنفرد يزيد في التسبيح ما أراد، وكلما زاد كان أولى، والأحاديث الصحيحة في تطويله صلى الله عليه وسلم ناطقة بهذا، وكذلك الإمام إذا كان المؤتمون لا يتأذون بالتطويل ". انتهى.

قال العلامة ابن باز رحمه الله :

لا بأس بالزيادة التسبيح في الركوع والسجود بل أفضل، أدنى الكمال ثلاث مرات، ولكن إذا زاد على ذلك فسبح أربعاً أو خمساً أو سبعاً كان أفضل وأكثر طمأنينة،

 فالثلاث أدنى الكمال، والواجب مرة؛ سبحان ربي العظيم في الركوع مرة، سبحان ربي الأعلى في السجود مرة، هذا الواجب مرة واحدة، 

ولكن كونه يكرر ذلك ثلاثاً هذا هو الأفضل والأحسن وهو أدنى الكمال فإن زاد على ذلك فسبح أربعاً أو خمساً أو ستاً أو سبعاً كان أكمل وأكمل، وقد ثبت عنه ﷺ ما يدل على أنه يعد له عشر في سجوده وركوعه عليه الصلاة والسلام. 

فالحاصل : أن الزيادة على الثلاث لا حرج فيها بل مستحبة لما فيها من مزيد الذكر ومزيد الطمأنينة في الصلاة، 

والأفضل للإمام أن يراعي حال المأمومين فلا يطول عليهم تطويلاً يشق عليهم ولا ينقر ولا يعجل ولكن يكون بين ذلك، والثلاث أدنى الكمال، 

وإذا زاد عليها فهو أولى حتى يتلاحق الناس في أجزاء  الصلاة في ركوعها وسجودها، وحتى يتمكن الثقيل والعاجز من السجود والركوع بسهولة فالاقتصار على الثلاث فيه تعجيل،

 والأفضل أن يزيد على الثلاث فيسبح خمساً أو سبعاً حتى يتمكن الناس من الطمأنينة ومتابعة الإمام بسهولة، 

ويستحب له مع ذلك أن يقول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، في الركوع والسجود كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام،

 كذلك يستحب له أن يدعو في السجود، كما جاء في السنة عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم يعني : فحري أن يستجاب لكم انتهى

وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

هل التسبيح في الركوع والسجود يكفي ثلاث مرات أم لا؟

الجواب :

 أما الكفاية الواجبة، فيكفي مرة واحدة، أن يقول : سبحان ربي العظيم مرة واحدة في الركوع، وسبحان ربي الأعلى مرة واحدة في السجود،

وأما الكمال فلا حد له، لو سبح الإنسان ألف مرة فهو على خير، 

إلا أن يكون إماماً، فإن الإمام لا ينبغي له أن يزيد على ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يفعله، وأما المأموم فهو تبعاً لإمامه لا يتخلف عنه. انتهى من (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [296]).

وإليك الأذكار الواردة في الركوع والسجود

1- سبوح، قدوس، رب الملائكة والروح.

عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده : سبوح قدوس، رب الملائكة والروح . (أخرجه مسلم (487).

2- سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي.

عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي؛ يتأول القرآن . (أخرجه البخاري (794)

الأذكار الواردة في الركوع فقط

1- سبحان ربي العظيم .

عن حذيفة، قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة... ثم ركع، فجعل يقول : سبحان ربي العظيم . (أخرجه مسلم (772).

2- اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي .

عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة، قال : (( وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا ))، وما أنا من المشركين... وإذا ركع، قال : اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي . (أخرجه مسلم (771).

الأذكار الواردة في السجود فقط

1- سبحان ربي الأعلى .

فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : بت عند خالتي ميمونة، قال : فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، فذكر الحديث، قال : ثم ركع، قال : فرأيته قال في ركوعه: سبحان ربي العظيم، ثم رفع رأسه فحمد الله ما شاء الله أن يحمده، قال : ثم سجد، قال : فكان يقول في سجوده : سبحان ربي الأعلى، قال : ثم رفع رأسه، قال : فكان يقول فيما بين السجدتين : رب اغفر لي، وارحمني، واجبرني، وارفعني، وارزقني، واهدني . ((أصل صفة الصلاة)) (3/809).

2- اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين .

 فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه : إذا سجد قال : اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين، ثم يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت . (رواه مسلم (771).


والله اعلم


وللفائدة..

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات