الركوع والسجود من أعظم أركان الصلاة، وقد خصهما الله بذكر معين أمر به النبي ﷺ.
* التسبيح في هذين الموضعين تعظيم لله وخضوع له، ولذا ينبغي على المسلم الالتزام بما ورد عن النبي ﷺ في هذا الشأن.
** عدد التسبيحات المطلوبة:
العدد الواجب فى تسبيحات الركوع والسجود هو : مرة واحدة فى كل ركعة،
بأن يقول : سبحان ربي العظيم مرة واحدة في الركوع، وسبحان ربي الأعلى مرة واحدة في السجود .
** عدد التسبيحات المستحبة:
يُستحب للمُصلي أن لا يقل في تسبيحات الركوع والسجود عن : ثلاث تسبيحات، وكلما زاد المصلي من التسبيح فهو أفضل،
فقد أمر النبي - ﷺ - بتعظيم الرب في الركوع، وأطلق، فيصدق على الكثير والقليل.
** أقوال أهل العلم :
- قال النووي رحمه الله في "المجموع" :
قال القاضي حسين : قول الشافعي، يقول: سبحان ربي العظيم ثلاثاً وذلك أدنى الكمال،
ولم يرد أنه لا يجزئه أقل من الثلاث لأنه لو سبح مرة واحدة كان آتيا بسنة التسبيح،
وإنما أراد أن أول الكمال الثلاث، قال : ولو سبح خمساً أو سبعاً أو تسعاً أو إحدى عشرة كان أفضل وأكمل. انتهى.
- وقال الخرقي رحمه الله :
ويقول في ركوعه : سبحان ربي العظيم ثلاثًا. وهو أدنى الكمال، وإن قال مرة أجزأه. ينظر: (فتح الباري لابن رجب (٧/ ١٧٩).).
- وقال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار 2/248" :
والأصح : أن المنفرد: يزيد في التسبيح ما أراد، وكلما زاد كان أولى، والأحاديث الصحيحة في تطويله ﷺ ناطقة بهذا،
وكذلك الإمام: إذا كان المؤتمون لا يتأذون بالتطويل. انتهى.
- قال العلامة ابن باز رحمه الله :
لا بأس بالزيادة التسبيح في الركوع والسجود بل أفضل، أدنى الكمال ثلاث مرات،
ولكن إذا زاد على ذلك فسبح أربعاً أو خمساً أو سبعاً كان أفضل وأكثر طمأنينة،
فالثلاث أدنى الكمال، والواجب مرة؛ سبحان ربي العظيم في الركوع مرة، سبحان ربي الأعلى في السجود مرة، هذا الواجب مرة واحدة،
ولكن كونه يكرر ذلك ثلاثاً هذا هو الأفضل والأحسن وهو أدنى الكمال فإن زاد على ذلك فسبح أربعاً أو خمساً أو ستاً أو سبعاً كان أكمل وأكمل،
وقد ثبت عنه ﷺ ما يدل على أنه يعد له عشر في سجوده وركوعه عليه الصلاة والسلام.
فالحاصل: أن الزيادة على الثلاث لا حرج فيها بل مستحبة لما فيها من مزيد الذكر ومزيد الطمأنينة في الصلاة،...
ويستحب له مع ذلك أن يقول : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي، في الركوع والسجود كما فعله النبي عليه الصلاة والسلام،
كذلك يستحب له أن يدعو في السجود، كما جاء في السنة عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال :
أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم يعني : فحري أن يستجاب لكم. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).
- وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :
هل التسبيح في الركوع والسجود يكفي ثلاث مرات أم لا؟
الجواب :
أما الكفاية الواجبة، فيكفي مرة واحدة،
أن يقول : سبحان ربي العظيم مرة واحدة في الركوع، وسبحان ربي الأعلى مرة واحدة في السجود،
وأما الكمال فلا حد له، لو سبح الإنسان ألف مرة فهو على خير، إلا أن يكون إماماً،
فإن الإمام لا ينبغي له أن يزيد على ما كان النبي ﷺ يفعله،
وأما المأموم فهو تبعاً لإمامه لا يتخلف عنه. ينظر: (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [296]).
** الخلاصة :
الحد الأدنى : مرة واحدة واجبة.
المستحب : ثلاث مرات.
الأفضل : الإكثار منه ما أمكن مع الخشوع.
الالتزام بالتسبيح في الركوع والسجود سنة عظيمة تعكس تعظيم الله سبحانه وتعالى، فليحرص المسلم على أدائها كما ورد عن النبي ﷺ.
والله اعلم
وللفائدة..
تعليقات
إرسال تعليق