✅ السلف الصالح شددوا على التحذير من تلقي العلم عند أهل البدع، سواء في العقيدة أو علوم القرآن والحديث.
✅ فالتقيد بمنهج السلف هو الضمانة لحماية العقيدة والفكر من التأثر بالبدع.
في هذا المنشور نستعرض أقوال السلف والعلماء في هذا الباب، لتوضيح موقفهم من الدراسة عند المبتدعة.
أقوال السلف والعلماء :
1- قال الإمام مالكٌ رحمه الله :
لا يؤخذ العلم عن أربعةٍ : سفيهٍ يُعلن السفهَ وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعةٍ يدعو إلى هواه،
ومن يكذب في حديث الناس وإن كنتُ لا أتَّهمه في الحديث، وصالحٌ عابدٌ فاضلٌ إذا كان لا يحفظ ما يحدِّث به. ينظر: (جامع بيان العلم وفضله- لابن عبد البر) و [«سير أعلام النبلاء» للذهبي (7/ 162)].
2- قال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله ( ت 449هـ):
في صفات أهل السنة والجماعة أنهم :
يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم، ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم،
ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت،
وفيه أنزل الله عز وجل قوله : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره. [الأنعام: 68]. ينظر: ((عقيدة السلف وأصحاب الحديث)) (ص: 298).
3- وقال الإمام الألباني رحمه الله :
يشترط لمن يريد الدراسة عند مبتدع النحو أو الصرف أن يكون متمكنا في العقيدة لاشك،
لأن أهل البدع من أشاعرة ومعتزلة عندهم قواعد يعتمدون فيها في نشر اعتقاداتهم الباطلة على اللغة، ومن لا يكون متمكنا في العقيدة يقع في شراكهم. ينظر: [سلسلة الهدى والنور - الشريط التاسع والسبعون].
4- قال الشيخ العثيمين رحمه الله :
... فإذا وجدنا مبتدعاً عنده طلاقة في اللسان وسحر في البيان، فإنه لا يجوز أن يجلس إليه لأنه مبتدع لأننا نخشى من شره،
لأن النبي ﷺ قال : إن من البيان لسحرا. قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته ،
الثانية : أن فيه تشجيعاً لهذا المبتدع.
ثالثا : إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين، ولهذا يجب على طالب العلم أن يتجنب الجلوس إلى أهل البدع.
فإن قال قائل: إذا كنت أجلس إليه أتلقى عنده علما لا علاقة له بالبدعة كعلم النحو أو علم البلاغة، فماذا نقول ؟
نقول وعلم النحو وعلم البلاغة قد يكون فيه بلاء.
ثم قال : احذر أن تجلس إلى صاحب بدعة ولو في الفنون التي لا علاقة لها ببدعته لأنه لابد أن يدس السم في العسل. ينظر: (الشريط الثاني عشر من شرح حلية طالب العلم).
5- سئل العلامة أحمد النجمي رحمه الله :
عندنا معاهد إسلامية في الجزائر تخرج الأئمة والمدرسين، والمدرسون فيها إما إخوان أو صوفية، وفيها يعني بعض البدع فهل يجوز أولا الدراسة فيها؟
الجواب:
لا، لا أراه يجوز الدراسة على أيدي الصوفية والمبتدعة، لأن من يدرس عليهم سيحرصون على أنه يخرج مثلهم.
السائل : شيخ هم يقولون يعني لا مجال إلى الإمامة إلا من هذا الطريق،الخطابة يعني.
الشيخ:
هم في الحقيقة على خطأ، على خطأ ،الإمامة الناس بحاجة إليها ولكن عندما تنقلب أفكارهم ،
إنسان يعني عندو علم مثلا سلفي وعندو علم، ويريد أن يأخذ من هذا بس من أجل أن يتمكن من الإمامة، ويحرص على حماية نفسه من مثل هذا الأمر،
ربما يقال أنه يجوز له، إذا كان يفرق بين ما يضره وما ينفعه، وبين الشرك وغيره، وبين البدعة والسنة، نعم، إما بدون ذلك فلا. المصدر : (شريط بعنوان الأجوبة النجمية على الأسئلة الجزائرية).
الأسئلة الشائعة :
هل يمكن دراسة النحو أو اللغة عند مبتدع؟
يمكن فقط لمن كان متمكنًا في العقيدة وقادرًا على التمييز بين الحق والباطل.
هل يجوز الجلوس إلى مبتدع بطلاقة في الكلام؟
لا، لأن خطابه قد يسحر العقول ويؤثر على العقيدة، ويشجع المبتدع.
الخاتمة :
● موقف السلف والعلماء واضح : يجب على الطالب أن يتجنب الدراسة عند المبتدعة، وأن يحرص على طلب العلم عند العلماء الثقات، المعروفين بالاتباع للسنة، حماية لدينه وعقيدته.
والله اعلم
اقرأ أيضا :
.webp)
تعليقات
إرسال تعليق