القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

كيف يكون احتفالك بعيد الفطر والأضحى؟


لا مانع من الإحتفال بإظهار الفرح والسرور واللهو المباح والترويح عن النفس فى عيد الفطر والأضحى فهذا من شعائر الدين،

فليجعل المسلم لنفسه حظًّا من الانطلاق والفرح والسرور في هذه الأيام، 

كأخذ الأسرة في زيارة أماكن جميلة ليس فيها اختلاط أو الذهاب إلى مكان فيه ألعاب مباحة أو كضرب الأطفال على الدف فقط.

 ولكن ليس معناه أن نعمل إحتفالات كما يفعل الأوروبيون في الساحات والمجالس العامة، يأتون بالموسيقى ونحو ذلك، ويرقصون لا شيء من ذلك بالإسلام. 

ومما يدل على ذلك :

1- عن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه،

فدخل أبو بكر، فانتهرني وقال : مزمارة الشيطان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : دعهما،

 فلما غفل غمزتهما، فخرجتا. قالت : وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب،

فإما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإما قال : تشتهين تنظرين؟ فقالت : نعم. فأقامني وراءه، خدي على خده،

ويقول : دونكم بني أرفدة، حتى إذا مللت، قال : حسبك؟ قلت : نعم، قال : فاذهبي. (رواه البخاري ومسلم)  .

 دل الحديث على : أن الانبساط والانشراح والتوسعة على الأهل والعيال في أيام الأعياد، بما يحصل به الترويح عن النفس، وأنه يغتفر في العيد ما لا يغتفر في غيره.

كما أنه : ليس فى الحديث إباحة للغناء وإنكار أبو بكر رضي الله عنه في الحديث أقره الرسول صلى الله عليه وسلم عليه وإنما أستثنى منه يوم العيد.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وفي هذا الحديث من الفوائد :

مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس ، وترويح البدن من كلف العبادة ، وأن الإعراض عن ذلك أولى .

وفيه : أن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين. انتهى من " فتح الباري " ( 2 / 514 ) .

2- عن أنس قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال ما هذان اليومان،

قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر. (صحيح أبي داود-رقم: (1134)).

قوله : " إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما : يوم الأضحى، ويوم الفطر"، أي : إن احتفالكم من اليوم بالفطر والأضحى، واتركوا ما دون ذلك؛

فهما خير لكم من شعائر الجاهلية، وهذا كأنه نهي عن الاحتفال بالأعياد الجاهلية، وتوجيه للمسلمين إلى شعائر الإسلام.

سئل الشيخ الألباني رحمه الله :

 كيف يمكن نحتفل بالعيد مثلاً؟ أُذَكِّرك إن شاء الله في حديث الأحباش وحديث عائشة عندما دخل عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين يديها جاريتان، وكانتا تغنيان. 

فأجاب : 

نعم، الاحتفال بالعيد أولاً : تعبيرًا ليس إسلامياً، ليس هناك احتفال، أيضاً هذا أمر دخيل في الإسلام،

إنما هناك عيد كما قال عليه السلام لأبي بكر في القصة التي أشرت إليها : (دعهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا).

فالمسلمون قبل كل شيء يهتمون بأداء صلاة العيد في المصلى إذا تَمَكَّنوا من ذلك، وإذا لم يتمكنوا في المسجد على حسب ما تَيَسَّر لهم.

أما الأشياء المباحة فهي مباحة في كل زمان وفي كل مكان، وإنما ربنا عز وجل بحكمته البالغة أباح الضرب على الدف فقط، لا شيء سواه في العرس وفي يوم العيد.

أما هذا ليس معناه أن نعمل احتفالات كما يفعل الأوروبيون أو كما شاهدناه في الساحات والمجالس العامة،

يأتون بالموسيقى وبالبوق ونحو ذلك، ويرقصون ويطربون و .. و .. إلى أخره، لا شيء من ذلك بالإسلام.

هذه الإباحة التي أباحها الرسول عليه السلام هي إباحة فردية ، كما رأيت أو قرأت في حديث الجاريتين الرسول،

ما احتفل أبو بكر ما احتفل، وعمر ما احتفل، إذا أردنا أن نستعمل هذه الكلمة كلمة الاحتفال،

وإنما إذا أرادت طفلة جارية صغيرة أن تضرب على الدف، والدف فقط لا شيء سواه، لا يجوز على الكبار أن يُنْكروا ذلك، هذا الذي وقع، وهذا الذي يُقَرّ، ولا يجوز أن يُنْكر،

أما أن نبني على ذلك علالي وقصورًا، واحتفالات وموسيقى ونحو ذلك، فهذا تَوَسُّع غير مشروع باتفاق العلماء. انتهى من (الهدى والنور/٣٢٢/ ١١: ٢٥: ٠٠).

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

...أن الناس يتبادلون الهدايا يعني يصنعون الطعام ويدعو بعضهم بعضاً، ويجتمعون ويفرحون، وهذه عادة لا بأس بها؛ لأنها أيام عيد،

حتى إن أبا بكر رضي الله عنه لما دخل على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جاريتان تغنيان في أيام العيد انتهرهما،

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " دعهما " ولم يقل : إنهما جاريتان قال : " دعهما فإنها أيام عيد ".

وفي هذا دليل على أن الشرع ولله الحمد من تيسيره وتسهيله على العباد أن فتح لهم شيئاً من الفرح والسرور في أيام العيد.

وهذا من باب معاملة النفوس بما تقتضيه الأحوال، ومعلوم أن أيام العيد تقتضي الفرح والسرور،

فليجعل للنفس حظًّا من الانطلاق والفرح والسرور في هذه الأيام، لكن بشرط أن لا يفضي إلى شيء محرم،

فلو جاء إنسان وقال : أنا أرغب الموسيقى وأغاني فلانة وفلان في أيام العيد.

نقول له : هذا حرام ؛ لأن الفرح إذا وصل إلى حد ممنوع شرعاً يجب أن يوقف ؛ لأنه يكون انطلاقاً مشيناً..انتهى من (مجموع فتاوى العثيمين المجلد السادس عشر - باب صلاة العيدين).


والله اعلم


اقرأ أيضا..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات