صلاة العيد من العبادات العظيمة التي شرعها الإسلام، ويكثر التساؤل حول حكمها : هل هي فرض عين أم فرض كفاية؟ وهل يأثم من يتركها؟
▣ في هذا المنشور، سنوضح حكم صلاة العيد بالأدلة من القرآن والسنة وأقوال العلماء.
▣▣ حكم صلاة العيد : فرض عين أم سنة؟
◄ صلاة العيد فرض عين على كل مسلم قادر عليها إذا كان في صحة وأمان، ويأثم من يتركها بدون عذر، وذلك لأن النبي ﷺ لم يتركها أبدًا،
◄ وأمر الناس بالخروج إليها، والأمر أصله الوجوب، وإذا وجب الخروج وجبت الصلاة من باب أولى كما لا يخفى.
◄ وهى ركعتان ، يُكبر فيهما الإمام 12 تكبيرة (7 في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، و5 في الركعة الثانية قبل القراءة).
▣▣ أدلة وجوب صلاة العيد من القرآن والسنة :
1- من القرآن الكريم : قال الله تعالى : فصل لربك وانحر. [الكوثر: 2].
◄ أن هذا أمر من الله والأمر يقتضي الوجوب. ينظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/272).
2- من السنة النبوية : عن أم عطية رضي الله عنها، قالت : ( أمرنا- تعني النبي ﷺ- أن نخرج في العيدين : العواتق، وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين ). رواه البخاري.
◄ دل الحديث على : أن الأمر بخروج النساء يقتضي الأمر بالصلاة، وذلك لأن الخروج وسيلة إلى الصلاة،
ووجوب الوسيلة يستلزم وجوب المتوسل إليه، وإذا أمر بذلك النساء فالرجال من باب أولى.
3- إسقاط صلاة العيد لصلاة الجمعة إذا اتفقتا : من فرضيتها أنها مُسقطة للجمعة إذا اتفقتا فى يوم واحد،
◄ فلو كانت سنة لما أسقطت الجمعة، وما ليس بواجب لا يُسقط ما كان واجبا.
▣▣ أقوال العلماء في وجوب صلاة العيد :
** قال العلامة الشوكاني رحمه الله :
اعلم أن النبي ﷺ لازم هذه الصلاة في العيدين، ولم يتركها في عيد من الأعياد، وأمر الناس بالخروج إليها،
حتى أمر بخروج النساء العواتق وذوات الخدور والحيض، وأمر الحيض أن يعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين،
حتى أمر من لا جلباب لها أن تلبسها صاحبتها من جلبابها، وهذا كله يدل على أن هذه الصلاة واجبة وجوبا مؤكدا على الأعيان لا على الكفاية،
ويزيد ذلك تأكيدا : أنه ﷺ أمر الناس بالخروج لقضائها في اليوم الثاني مع اللبس كما تقدم، وهذا شأن الواجبات لا غيرها. ينظر: ((السيل الجرار)) (ص: 192).
** وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
فالأمر المذكور يدل على الوجوب وإذا وجب الخروج وجبت الصلاة من باب أولى كما لا يخفى ،
فالحق وجوبها لا سنيتها فحسب، ومن الأدلة على ذلك أنها مسقطة للجمعة إذا اتفقتا في يوم واحد، كما سبق في كتاب المؤلف قريبا،
وما ليس بواجب لا يسقط واجبا، كما قال صديق خان في «الروضة الندية» وراجع تمام هذا البحث فيه وفي «السيل الجرار» ١/ ٣١٥. ينظر: [تمام المنة ص (٣٤٤)].
** وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :
الأمر يقتضي الوجوب ، وإذا كان النبي ﷺ أمر النساء، فالرجال من باب أولى؛
لأن الأصل في النساء أنهن لسن من أهل الاجتماع؛ ولهذا لا تشرع لهن صلاة الجماعة في المساجد،
فإذا أمرهن أن يخرجن إلى مصلى العيد؛ ليصلين العيد ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، دل هذا على أنها على الرجال أوجب، وهو كذلك. ينظر: ((الشرح الممتع)) (5/114).
▣▣ أسئلة شائعة حول أحكام صلاة العيد :
🔹 هل هناك أذان أو إقامة لصلاة العيد؟
◄ لا يُؤَذَّن ولا يُقام لصلاة العيد، ولا يُقال الصلاة جامعة لصلاة العيد، لأن ذلك لم يرد عن النبي ﷺ.
◄ فإذا قام الإمام لصلاة العيد فإنه يبدأ بتكبيرة الإحرام.
◄ وإنما ينادى بالصلاة جامعة : في كسوف الشمس، وخسوف والقمر.
🔹 متى يكون وقت صلاة العيد؟
◄ يبدأ وقتها بعد ارتفاع الشمس وانتهاء وقت الكراهة، ويمتد إلى قبل أذان الظهر.
🔹 كيف تُصلى صلاة العيد؟
◄ صلاة العيد هي ركعتان ، يكبر فيهما ثنتي عشر تكبيرة، سبعاً في الأولى بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة وخمساً في الثانية قبل القراءة.
🔹 هل تغني صلاة العيد عن صلاة الجمعة إذا اجتمعا في يوم واحد؟
◄ إذا اجتمع يوم عيد مع يوم جمعة، أجزأت صلاة العيد عن صلاة الجمعة لمن شاء؛ ومن شاء صلاهما.
- لقوله ﷺ : ( قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأه عن الجمعة، وإنّا مُجمِّعون إن شاء الله - تعالى ). [صحيح الجامع 4365].
🔹 هل هناك صلاة قبل العيد أو بعدها؟
◄ لا توجد سنة قبل صلاة العيد، ولكن كان النبي ﷺ يصلي ركعتين في بيته بعد رجوعه من صلاة العيد. انظر: [ الإرواء 631] و [صحيح الجامع 4859].
🔹 هل هناك أذكار أو عبادات خاصة بليلة العيد؟
◄ لا تختص ليلة العيد بصلاة ولا بقيام ولا بأذكار مخصوصة، فالأحاديث في الحث على ذلك ضعيفة وموضوعة .
▣▣ الخلاصة :
* بناءً على الأدلة الشرعية من القرآن والسنة، فإن صلاة العيد فرض عين على كل مسلم قادر، ويأثم من تركها دون عذر.
* لذا، احرص على أدائها اقتداءً بسنة النبي ﷺ، وإحياءً لشعائر الإسلام.
والله اعلم
▣ شارك هذا المنشور مع أصدقائك حتى تعم الفائدة، ولا تنسَ الإستعداد لصلاة العيد!.
اقرأ أيضا :
تعليقات
إرسال تعليق