قول المؤذن أو المصلى الله وكبر صحيح مجزئ لأن إبدال الهمزة واواً في هذه الحالة جائز في اللغة العربية لكن بشرط أن يكون معتقداً لمعناها المقصود بها وهو أن الله تعالى أكبر على أن الأَوْلى أن يقول : ( اللهُ أَكْبَر ) بتحقيق الهمزة .
قال القرافي رحمه الله :
" وأما قول العامة : ( اللهُ وَكْبَر ) فله مدخل في الجواز لأن الهمزة إذا وليت الضمة جاز أن تقلب واوا " . انتهى من " الذخيرة " (2/168) .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :
إن إبدال الهمزة واواً جائز في اللغة فإذا قال الله وكبر فإن أذانه يصح، لكن بشرط أن يكون معتقداً لمعناها المقصود بها وهو أن الله تعالى أكبر، أما إذا كان يعتقد أن الواو للعطف وأن أكبر غير الله يعني الله وشيء أكبر مثلاً فإن هذا لا يجوز؛ لأنه لم يبدل الهمزة بواو، وإنما أتى بواو يقصد بها العطف، والعطف يقتضي المغايرة،
فعلى هذا يجب أن يصحح مفهوم هذا المؤذن أو هذا القائل، ثم يحاول أن ينطق باللغة الفصحى وهي أن يأتي بالهمزة دون الواو المبدلة منها .
وبهذه المناسبة أيضاً أود أن أشير إلى أن كثيراً من المؤذنين يقولون أشهد أن محمداً رسولَ الله، بفتح رسول، لكنهم يعتقدون أنها هي الخبر الذي حصلت به الفائدة، وأن معنى هذه الجملة أن محمداً رسول الله، فهم يريدون أن يكون محمداً خبراً، ولو كانت من نقد .
ومثل هذه أيضاً وردت في اللغة، فإن كان الخلاف المشهور في اللغة بين العرب وعليها قول الشاعر إن حراسنا كفئاً فقد نصب الجزأين، وعلى هذا فأذان هذا المؤذن الذي يقول أشهد أن محمداً رسول الله صحيح؛ لأنه يقصد أن رسول خبر ولكنه نصبها، وما دام هذا جائزاً في اللغة العربية الفصحى وإن كان غير مشهور فإنه لا يعد أذانه باطلاً، ولكنه ينبغي أن يعلم التعبير باللغة الفصحى، وهي أشهد أن محمداً رسول الله، بالضم . انتهى من (فتاوى نور على الدرب-الشريط رقم [75])
وقال أيضا رحمه الله :
" وأما ما يقوله بعض الناس : ( اللهُ وَكْبَر ) فيجعل الهمزة واوا فهذا له مساغ في اللغة العربية فلا تبطل به الصلاة ". انتهى من (" مجموع فتاوى ورسائل العثيمين " (13/343)) .
وجاء فى الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني 1-2 ج1 :
وَأَمَّا زِيَادَةُ وَاوٍ قَبْلَ هَمْزَةِ أَكْبَرُ أَوْ قَلْبُ الْهَمْزَةِ وَاوًا أَوْ إشْبَاعُ الْهَاءِ مِنْ اللَّهِ أَوْ وَقْفَةٌ يَسِيرَةٌ بَيْنَ اللَّهِ وَأَكْبَرُ أَوْ تَحْرِيكُ الرَّاءِ فَلَا يَبْطُلُ بِهِ الْإِحْرَامُ . انتهى
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق