تستحب الصلاة ما بين صلاتي المغرب والعشاء من غير تقيد بعدد معين لأن جميع الأوقات التي ليس فيها وقت نهي كلها يشرع فيها الصلاة نفلاً مطلقاً فإن الصلاة خير موضوع .
والدليل :
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب فلما قضى الصلاة قام يصلي فلم يزل يصلي حتى صلى العشاء، ثم خرج . (صحيح الترمذي)
جاء فى كشف القناع للبهوتى :
يستحب عند الحنابلة التنفل بين المغرب والعشاء وهو من قيام الليل؛ لأن الليل من المغرب إلى طلوع الفجر الثاني لقول أنس بن مالك في قوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع **السجدة: 16** الآية، قال : "كانوا يتنفلون بين المغرب والعشاء يصلون" . انتهى من ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/437)
قال الشوكاني رحمه الله :
والآيات والأحاديث المذكورة في الباب تدل على مشروعية الاستكثار من الصلاة ما بين المغرب والعشاء والأحاديث وإن كان أكثرها ضعيفا فهي منتهضة بمجموعها لا سيما في فضائل الأعمال .
قال العراقي :
وممن كان يصلي ما بين المغرب والعشاء من الصحابة :
عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمرو، وسلمان الفارسي، وابن عمر، وأنس بن مالك، في ناس من الأنصار، ومن التابعين :
الأسود بن يزيد، وأبو عثمان النهدي، وابن أبي مليكة، وسعيد بن جبير، ومحمد بن المنكدر، وأبو حاتم، وعبد الله بن سخبرة، وعلي بن الحسين، وأبو عبد الرحمن الحبلي، وشريح القاضي، وعبد الله بن مغفل وغيرهم. ومن الأئمة : سفيان الثوري .انتهى من ((نيل الأوطار)) (3/68).
وسئل الإمام الألبانى رحمه الله :
هل ثبت في السنة الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء؟
الجواب :
اعلم أن كل ما جاء من الأحاديث في الحض على ركعات معينة بين المغرب والعشاء لا يصح وبعضه أشد ضعفاً من بعض.
وإنما صحت الصلاة في هذا الوقت من فعله صلـى الله عليه وسلم دون تعيين عدد وأما قوله صلـى الله عليه وسلم فكل ما روي عنه واه لا يجوز العمل به . انتهى من (السلسلة الضعيفة الحديث رقم467).
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :
وأما التنفل المطلق فيما بين المغرب والعشاء فإنه لا حرج عليه في هذا؛ لأن جميع الأوقات التي ليس فيها وقت نهي كلها يشرع فيها الصلاة نفلاً مطلقاً، فإن الصلاة خير موضوع، والإكثار منها إنما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وقد مدح الله تعالى الذين هم على صلاتهم دائمون، فأنت إذا تنفلت بين المغرب والعشاء نفلاً مطلقاً ولو كثر عدده فلا حرج عليك في هذا . انتهى من ( فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [45])
وسئل أيضا رحمه الله :
يصلي بعض الناس ست ركعات بعد المغرب، ويقولون إنها صلاة الأوابين فهل لها أصل ؟ وما حكم التنفل المطلق بين المغرب والعشاء ؟
الجواب :
المغرب لها سنة راتبة، وهي ركعتان كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بعدها ركعتين .
وأما ست ركعات التي تسمى صلاة الأوابين فلا أعلم لها أصلاً .
وأما التنفل المطلق بين المغرب والعشاء، فإنه مشروع؛ لأن جميع الأوقات التي ليست بوقت نهي كلها يشرع فيها الصلاة نفلاً مطلقاً، فإن الصلاة خير موضوع، والإكثار منها مما يقرب إلى الله تعالى، وقد مدح الله الذين هم على صلاتهم دائمون . انتهى من (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(14/274))
وأما من صلى المغرب في المسجد ثم مكث فيه ينتظر صلاة العشاء فهو في صلاة وعلى عمل صالح يباهي الله عز وجل به الملائكة .
فعن عبدِ الله بن عَمروٍ قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا قد حفزه النفس وقد حسر عن ركبتيه فقال أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى . (صحيح ابن ماجه رقم: (660 ))
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق