">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

لا يجوز قول (دفن فى مثواه الأخير)

 
لا يجوز هذا القول فهو يشكل خطراً عظيماً على عقيدة قائله لأن القبر ليس هو المثوى الأخير بل بعده رحيل وانتقال من دار البرزخ إلى الدار الآخرة يا إما إلى الجنة أو النار فكلمة مثوى لم ترد فى القرآن إلا فى أهل النار حتى وإن كان يقصد بمثواه الأخير بالنسبة للدنيا لأن الشريعة كما جاءت بتصحيح النية جاءت أيضا بتصحيح اللفظ كإنكاره صلى الله عليه وسلم لمن قال له : (ما شاء الله وشئت) فقال له قل : ما شاء الله وحده.  فعلى المسلم أن يراعي في كلامه ما يتناسب مع عقيدته .

فالكثير من العلماء ينبهون الناس ويحذروهم من الوقوع في ألفاظ كفرية وإن لم يقصدوها كقول كثير من المسلمين : (لا حول الله ) ثم يسكت وهذه كغيرها من العبارات التي ترددها العامة من دون أدنى تفكر بمعناها فبالتدقيق في هذه العبارة يتبين لنا أن معنى ( لا حول لله )، فكأنك تقول والعياذ بالله : (لا حول ولا قوة لله) وهذا من الكفر اللفظي الذي يجب على المسلم الحذر منه .

والدليل :

1-قال تعالى : ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ .(76)غافر

2 - قال تعالى : فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ۖ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ . [24]فصلت

3 - قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ . (12)محمد

قـال الشيـخ الألبانـي رحمـه الله :

أما قولهم في الإذاعات وغيرها : “ انتقل فلان الى مثواه الأخير ” ويقصدون القبر فهذا كفر لفظي على الأقل .

وأنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير بل هو برزخ بين الدنيا والآخرة فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير كما قال تعالى : { فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ } [7:الشورى]، وقال في الأخير : ( فالنار مثوى لهم )،

 وما ألقى هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة غريبة ! ( فهل من مدكر ) ؟. انتهى من (السلسلة الصحيحة【6-182】)

 وهو كما ترى لا علاقة له بمقولة : "مثواه الجنة " ، وإنما هو ينكر على من يطلق على القبر أنه المثوى الأخير وذلك لأن ظاهر هذا القول : أنه لا شيء بعد القبر لا بعث ولا نشور ،ولا جنة ولا نار ، وهذا قول باطل ، بل من يعتقده يكفر لأنه يكون بذلك مكِّذباً للنصوص المتواترة الدالة على ذلك في الكتاب والسنة ولذلك قال الشيخ الألباني إنه كفر لفظي يعني أننا لو أخذنا بظاهر هذا اللفظ فهو كفر ولكن الإمام الألباني رحمه الله  لا يتسرع في تكفير كل من قال هذه الكلمة بدليل أنه سمى من يقولونها " المذيعين المسلمين" فالتكفير عنده له شروطه وضوابطه  كما هو معلوم لكل من له إلمام بمنهجه رحمه الله .

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

قول القائل : "دفن في مثواه الأخير" حرام ولا يجوز لأنك إذا قلت في مثواه الأخير فمقتضاه أن القبر آخر شيء له وهذا يتضمن إنكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين أن القبر ليس آخر شي، إلا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر، فالقبر آخر شيء عندهم، أما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر وقد سمع أعرابي رجلاً يقرأ قوله تعالى : {ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر}، فقال : "والله ما الزائر بمقيم" لأن الذي يزور يمشي فلابد من بعث وهذا صحيح .

 لهذا يجب تجنب هذه العبارة فلا يقال عن القبر : إنه المثوى الأخير، لأن المثوى الأخير إما الجنة، وإما النار في يوم القيامة. انتهى من (مجموع الفتاوى للعثيمين المجلد الثالث - باب المناهي اللفظية)

وسئل أيضا رحمه الله :

عبارة حمل إلى مثواه الأخير، هل في هذه العبارة شيء يا فضيلة الشيخ؟ 

الجواب :

 نعم هذه فيها الشيء الكثير لو كان الناس يفهمون معناها وأرادوها؛ لأن قول القائل : إنه حمل إلى مثواه الأخير يفيد أن القبر هو آخر مرحلة، وآخر منزلةٍ للإنسان، وليس الأمر كذلك؛ بل إن القبر يعتبر ممراً ومزاراً والمثوى الأخير هو إما الجنة، وإما النار، وهذه العبارة لو أخذنا بظاهرها لكانت تتضمن إنكار البعث وإنكار البعث كفر؛ لأن الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره؛ لكن غالب الناس يطلقها، وهو لا يدري ما معناها أو يريد ما يفهمه المسلمون كلهم من أن هذه القبور ممرٌ وزيارة، وليست مثوىً أخيراً، 

ولذلك نرى أنه لا يجوز للإنسان أنه يريدها، حتى وإن كان يريد بها ما يعلمه المؤمنون بالضرورة من الدين، وهو أنه لا بد من البعث، ولا بد من الخروج من هذه المقابر، وأنا قلت : إن المقابر مزار؛ لقول الله تبارك وتعالى : ﴿ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر﴾ يذكر أن أعرابياً سمع قارئاً يقرأ بهذه الآية يقول : ﴿حتى زرتم المقابر﴾ فقال الأعرابي : والله ما الزائر بمقيم والله إن هناك شيئاً وراء هذه المقابر. انتهى من (فتاوى نور على الدرب>الشريط رقم [267])


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات