">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

 يُستحب ايقاظ النائم إذا كان غير مُتعد بنومه أى لسه فى الوقت ويجب إيقاظه إذا ضاق الوقت لأنه كالغافل . وأما إذا أيقظته فغلبه النوم حتى فاته الوقت فهذا لا يضره ذلك وعليه أن يصلي إذا استيقظ لقول النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : «أمَا إِنَّهُ ليس في النَّومِ تَفريطٌ» . وهذا فيمن غلبه النوم.

فإذا وُجد ضرر في إيقاظ النائم لم يوقظ، كما قال في مغني المحتاج من كتب الشافعية : هَذَا إنْ لَمْ يَخَفْ ضَرَرًا، وَإِلَّا فَلَا يُسْتَحَبُّ ذَلِكَ بَلْ يَحْرُمُ ... اهـ.

وعلى القول بالوجوب أو الإستحباب فإنه لا يختص بالوالدين فقط بل بكل من علم حاله لا سيما ممن يسكن معه في البيت فإذا رأى الأخ أخاه نائمًا عن الصلاة فإنه يوقظه ـ إما استحبابًا أو وجوبًا على ما تقدم ولا يقال إنه غير مخاطب بذلك شرعًا لأنه ليس ولده. 

فإيقاظ نائم لإدراك القُرَب أو نومة نهي عنها يستحب .

قال النووي رحمه الله :

  يُستحب إيقاظ النائم للصلاة لا سيما إن ضاق وقتها لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى).  ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت:  كان رسول الله صلى الله عليه سلم يصلي صلاته من الليل وأنا معترضة بين يديه فإذا بقي الوتر أيقظني فأوترت ". وفى رواية: " فإذا أوتر قال قومي فأوتري يا عائشة ". رواه مسلم .اه. (شرح المهذب)

وقال المرداوي الحنبلي  :
 
 أما النائم : 

فتجب الصلاة عليه إجماعا ويجب إعلامه :
 
1- إذا ضاق الوقت  على الصحيح ، جزم به أبو الخطاب في التمهيد .

2- وقيل : لا يجب إعلامه .

3- وقيل : يجب ولو لم يضق الوقت ، بل بمجرد دخوله .

وهذه احتمالات مطلقات في الرعاية والفروع . انتهى

(الإنصاف)

وفي حاشية إعانة الطالبين :

 يُسن إيقاظ النائم للصلاة إن علم أنه غير متعد بنومه أو جهل حاله فإن علم تعديه بنومه كأن علم أنه نام في الوقت مع علمه أنه لا يستيقظ في الوقت وجب. انتهى

وجاء في شرح الخرشي 

على مختصر خليل:

 وهل يجب إيقاظ النائم؟ 

لا نص صريح في المذهب إلا أن القرطبي قد قال : لا يبعد أن يقال إنه واجب في الواجب ومندوب في المندوب لأن النائم وإن لم يكن مكلفا، لكن مانعه سريع الزوال، فهو كالغافل وتنبيه الغافل واجب. انتهى

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله :

" لو رأيت شخصاً نائماً وقت الصلاة هل تقول : إن النائم مرفوع عنه القلم فلا أوقظه أو توقظه ؟

طبعاً توقظه والعلماء قالوا : يجب إعلام النائم بدخول وقت الصلاة قبل أن يخرج وقت الصلاة " .اه (جلسات رمضانية للعثيمين (١١/٢))

إيقاظ الأبناء للصلاة وعدم جَواز تَرْكهم نائمين

ولكنْ يفرَّق بين الابن البالغ عشرَ سنوات فما فوق فهذا يُوقَظ وُجوبًا ومَن لم يبلغْها فالأفضل والأحسن إيقاظُه ولكن لا يجب .

قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مُرُوا أولادَكم بالصلاة إذا بلَغُوا سبعًا، واضرِبُوهم عليها إذا بلَغُوا عَشْرًا، وفرِّقوا بينهم في المضاجع)). صحيح أبي داود

قال العيني في عمدة القارئ :

 يؤمر الصبي ابن سبع سنين بالصلاة تخلقا وتأدبا يعني أنها غير واجبة عليه لا يأثم بتركها لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة، عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، كما في المسند وغيره عن عمر وعلي رضي الله عنهما . اه

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

أنا أقوم لصلاة الفجر والحمد لله، ولكنني لا أوقظ أهلي إلا بعد أن أعود من المسجد، فما حكم فعلي هذا؟ 

فأجاب : 

فعلك هذا جائز إذا كنت توقظهم في وقت يتمكنون فيه من الطهارة والصلاة قبل طلوع الشمس، ولكن الأفضل لك أن توقظهم من حين الأذان؛ حتى يؤدوا الصلاة مبكرين؛ لأن الصلاة في أول وقتها أفضل، أما إذا كنت يلحقك مشقة من إيقاظهم قبل الصلاة بحيث تخشى أن تفوتك صلاة الجماعة، فاذهب وصل مع الجماعة ثم ارجع إليهم فأيقظهم، والأفضل لك أن توقظهم قبل الأذان؛ حتى تحتاط لنفسك، وحتى تؤدي الصلاة في وقتها .اه [(مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 10/ 391)].

وجاء في فتاوى اللجنة :

 "لا يجوزُ للوالد أنْ يخرج للصلاة ويترُكَ أولاده في البيت لا يُصلُّون مع الجماعة؛ بل يجب عليه أنْ يوقظَهم ويأمرهم بالصلاة، أو يأمرَ مَن يوقظُهم من والدتهم أو غيرها، إذا كان يخرُج مبكرًا؛ لقول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مُروا أولادَكم بالصلاة لسبعٍ، واضرِبوهم عليها لعشْر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، والإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته، والرجل راعٍ على أهل بيته ومسؤولٌ عن رعيَّته))". اهـ.

ولكن ليس علي الأب أو الأم إثم بعدم حضورهم للصلاة ما دام أقامهم وأيقظهم ثم رجعوا فناموا لأنه أتي بالواجب الذي أوجب الله عليه وهو إيقاظ النائم لِقَوْلِهِ تَعَالَى : {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ}. [لقمان: 17] .


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات