القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

حكم من شكّ في ترك ركن من أركان الصلاة ؟


الشك فى ترك الركن أو الوجب هو كتركه لأن الأصل عدم فعله فأما من شك شكاً حقيقياً فى ترك الواجب (كتكبيرات الإنتقال) فعليه سجود سهو فإن كان عن نقص فيسجد للسهو قبل السلام .

وأما من شكّ في ترك الركن فهو لا يخلو من ثلاث حالات :

1 - إما أن يكون هذا الشك وهماً لا حقيقة له فهذا لا يؤثر عليه يستمر في صلاته ولا يلتفت إلى هذا الشك .

2 - أن يكون هذا الشك كثيراً معه كما يوجد في كثير من الموسوسين نسأل الله لنا ولهم العافية فلا يلتفت إليه أيضاً، بل يستمر في صلاته حتى لو خرج من صلاته وهو يرى أنه مقصر فيها فليفعل ولا يلتفت إلى هذا الشك .

3 - أن يكون شكه بعد الفراغ من الصلاة فلا يلتفت إليه ولا يهتم به أيضاً، ما لم يتيقن أنه ترك .

أما إذا كان الشك في أثناء الصلاة وكان شكاً حقيقياً ليس وهماً ولا وسواساً فلو أنه سجد وفي أثناء سجوده شك هل ركع أو لم يركع فنقول له :

 قم فاركع لأن الأصل عدم الركوع إلا إذا غلب على ظنه أنه ركع فإن الصحيح إذا غلب على ظنه أنه راكع أنه يعتد بهذا الظن الغالب ولكن يسجد للسهو بعد السلام .

وسجود السهو باب مهم

 ينبغي للإنسان أن يعرفه، ولاسيما الأئمة لأن الجهل به أمر لا ينبغي من مثلهم بل الواجب على المؤمن أن يعرف حدود ما أنزل الله على رسوله. اه
 
[مجموع الفتاوى للعثيمين - كتاب سجود السهو].


   وسئل العلامة ابن باز رحمه الله :

من سلّم من الصلاة ثم تذكر أنه نسي ركنًا من أركان الصلاة أو شك، هل يأتي بركعة أم يعيد الصلاة؟

فأجاب :

إذا تيقن أنه ترك ركنًا يأتي بركعة ويسجد للسهو بعدما يسلّم يسجد للسهو، أما إذا كان شك فلا يلزمه شيء، الشك بعد الصلاة لا يعتبر ولا يؤثر، إذا سلّم وهو عن اعتقاد أنها تمت صلاته ثم جاءت شكوك بعد ذلك لا حرج عليه، بل هذه وساوس لا يلتفت إليها، أما إذا تيقن أنه ترك ركوعًا أو سجودًا فإنه يأتي بركعة، يأتي بركعة يكمل بها صلاته ثم يسجد للسهو بعد السلام، وإن سجد قبل السلام فلا بأس. اه



 إذن
 
من شك في ترك ركن من أركان الصلاة شكاً حقيقياً وهو في أثنائها فكأنه لم يأت به لأن الأصل بقاؤه في ذمته فمن لم يأت بالركن مع علمه بتركه وسلم بطلت صلاته.

مثال :

إذا شككت في قراءة الفاتحة وأنت راكع في نفس تلك الركعة التي شككت في قراءة الفاتحة في قيامها فإنك ترجع قائما ثم تأتي بها ثم تقرأ سورة بعدها إذا كانت الركعة من ذوات السور ثم تركع ثم تسجد للسهو ومن الأفضل أن يكون هذا السجود بعد السلام.

قال ابن قدامة في المغني : 

وَإِنْ شَكَّ فِي تَرْكِ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ وَهُوَ فِيهَا -هَلْ أَخَلَّ بِهِ أَوْ لَا؟  فَحُكْمُهُ حُكْمُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِ إمَامًا كَانَ أَوْ مُنْفَرِدًا لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُهُ. اهــ.


وأما المبتلى بالوسوسة

إذا كثرت هذه الشكوك ووصل الأمر إلى درجة الوسوسة فينبغي للموسوس أن يعرض عن هذه الوساوس وألا يمكنها من قلبه وقد نص الفقهاء على أنه لا يلتفت إلى الوسواس وأن هذا هو الواجب عليه حتى يعافيه الله تعالى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

 وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال لم تغسل وجهك : بلى قد غسلت وجهي. وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه : بلى قد نويت وكبرت. فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس، فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوساوس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول، وانتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة. انتهى.

[ درء التعارض العقل والنقل، (3/ 318) ].


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات