مصر منذ فجر الإسلام، كانت سداً منيعاً يحمي الأمة الإسلامية من الأخطار المحدقة بها.
وقد سطرت مصر وجيشها تاريخاً حافلاً بالأمجاد والتضحيات، مما جعلها رمزاً للفخر والعزة لدى كل مسلم.
** وقد حظيت مصر باهتمام بالغ من كبار العلماء، ومن بين هؤلاء العلماء شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- الذي تحدث عن مكانة مصر ودورها في العالم الإسلامي بأن عزها عزٌ للإسلام.
- قال ابن تيمية رحمه الله :
وهو يتحدث عن حال الأمة فى زمانه : وذلك أن سكان اليمن في هذا الوقت ضعاف عاجزون عن الجهاد أو مضيعون له..
وأما سكان الحجاز فأكثرهم أو كثير منهم خارجون عن الشريعة، وفيهم من البدع والضلال والفجور ما لا يعلمه إلا الله، وأهل الإيمان والدين فيهم مستضعفون عاجزون...
وأما المغرب الأقصى فمع استيلاء الإفرنج على أكثر بلادهم لا يقومون بجهاد النصارى هناك؛ ...
فهذا وغيره مما يبين أن هذه العصابة التي بالشام و( مصر ) في هذا الوقت هم كتيبة الإسلام وعزهم عز الإسلام، وذلهم ذل الإسلام؛
فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عزٌّ ولا كلمة عالية، ولا طائفة ظاهرة عالية يخافها أهل الأرض تقاتل عنه. انتهى من (الفتاوى لابن تيمية - كتاب الجهاد).
** حتى وإن كان شيخ الاسلام رحمه الله يتحدث عن قَدْر مصر فى زمانه إلا أنه أيضا قَدْر مصر عبر التاريخ أن تكون عزاً للإسلام والمسلمين.
* فمن يقرأ التاريخ الاسلامى يجد مِصرنا الحبيبة دائما بجيشها المسلم العظيم هى الحامية للإسلام والمسلمين بفضل الله ولا زالت، لا ينكر ذلك إلا جاحد أو حاقد أو حاسد، وحتى لا ننسي :
1- معركة حطين عام 1187 م.
الجيش المصري درع دولة الخلافة الإسلامية المتين،
وهي إحدى أعظم المعارك التاريخية التي خاضها جيش المسلمين وتحت لوائه جيش مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبين.
2- معركة عين جالوت 1260م.
الجيش المصري يعيد لدولة الخلافة الإسلامية هيبتها الضائعة،
معركة من أشرس المعارك التي شهدها التاريخ درات بين جيش المسلمين والذي كان التعداد الأكبر فيه للجيش المصري وبقيادة ملك مصر سيف الدين قطز وبين المغول
أو التتار على أرض عين جالوت بفلسطين، وذلك بعد أن رفض ملك مصر التسليم للتتار والخضوع لرغباتهم وقتل رسلهم وعلق رؤوسهم على باب زويلة.
ودارت معركة ضارية بين الجيشين استدرج خلالها جيش المسلمين جيش التتار إلى سهل عين جالوت،
بعد أن قام بعض الجنود بقيادة بيبرس بالتظاهر بالانهزام ببراعة ليدخل كتبغا وجيشه بالكامل دون أن يترك أي من قواته الاحتياطية خارج السهل لتأمين خروجه حال الانهزام،
لتلتف من ورائه الكتائب والقوات الإسلامية وتحاصره ويحتدم القتال بين الطرفين ويُقتل كتبغا قائد التتار وينتصر المسلمون في النهاية بعد أن كادوا أن يهلكوا من قوة التتار وعددهم المهول.
3- معركة عكا 1831م.
أعظم الحصون تفتح أبوابها أمام الجيش المصري،
معركة دارت بين الجيش المصري والحامية العسكرية لمدينة عكا والتي كان قوامها حوالي 6000 مقاتل بقيادة ضباط أوروبيين،
ورغم حصار المصريين لها إلا أن أسوارها المنيعة جعلتها تقاوم مقاومة عظيمة فقام الجيش المصري بإمطارها بعدد كبير من القذائف بلغ عددها حوالي 50 ألف قنبلة وحوالي 203.000 قذيفة،
ليقتحم بعدها المصريون الأسوار وتدور معركة ضارية بين الطرفين انتصر فيها المصريون وأسروا فيها والي عكا،
وتكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر فادحة حيث فقد الجيش المصري 4500 قتيل وخسرت حامية عكا 5600 قتيل.
وكان هذا النصر أحد أعظم الانتصارات التي حققها الجيش المصري، لأن عكا استعصى فتحها على أعظم القادة العسكريين في التاريخ وهو نابليون بونابرت في وقت سابق.
4- معركة قونية 1832م.
الجيش المصري على أعتاب الآستانة،
بعد أن حقق الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد على حاكم مصر العديد من الانتصارات على الجيش العثماني في أكثر من معركة،
منها معركة حمص في يوليو 1832 ومعركة بيلان في 30 يوليو 1832 واستولى على سوريا وبدأ يزحف على الأناضول.
قام رشيد باشا بإعداد جيش عثماني كبير لقتال إبراهيم باشا الذي بات يهدد الدولة الإسلامية والتقى الجمعان في قونية ودارت معركة عنيفة،
انتهت بهزيمة الجيش التركى بعد قتال دام 7 ساعات، وكانت خسارة المصري حوالي 262 قتيلًا و530 جريحًا،
أما الجيش التركى فقد أسر قائده رشيد باشا مع 5000 من قواته بينهم عدد كبير من الضباط والقواد وقتل حوالي 3000. انتهى.
وغيرها الكثير من الإنتصارات إنتهاء بنصر أكتوبر 73 العاشر من رمضان ضد العدو الصهيونى اليهودى. انتهى.
** خاتمة
إن مصر وجيشها ليست مجرد قوة عسكرية ، بل هى رمز للفخر والعزة والكرامة ، فهى الحصن الحامي للإسلام والمسلمين.
ينظر:
- الكامل في التاريخ لابن الأثير
- المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك- تحقيق محمد مصطفى زيادة- طبعة مصورة عن طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر- القاهرة- بدون تاريخ.
- فتوحات الجيش المصرى في عهد محمد على باشا الكبير - فاروق مصر نسخة محفوظة 16 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق