">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

لماذا الصلوات الليلية جهرية والنهارية سرية؟


لقد فرض الله عز وجل على عباده خمس صلوات يومية منها ثلاث جهرية ( الفجر والمغرب والعشاء ) واثنتان سرية ( الظهر والعصر )، 

والجهر فيما جهر به النبي صلى الله عليه وسلم والإسرار فيما أسرَّ به من الصلوات هو من سنن الصلاة عند أكثر أهل العلم ،

والأحوط للمصلي عدم مجاوزة سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه فى ذلك خروجا من الخلاف. 

ولا يشترط في العبادة إدراك وجه الحكمة منها وإن كانت لا تخلو من حكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها .

 والعلم بأحكام الله أمر ضروري على كل مسلم ومسلمة في كل ما لا يسعهما جهله ليسيرا في عبادتهما لربهما على هدى وبصيرة .

قال ابن القيم رحمه الله :

وأما التفريق بين صلاة الليل وصلاة النهار في الجهر والإسرار ففي غاية المناسبة والحكمة ،

فإن الليل مظنة هدوء الأصوات وسكون الحركات وفراغ القلوب واجتماع الهمم المشتتة بالنهار،

 فالنهار محل السبح الطويل بالقلب والبدن والليل محل مواطأة القلب للسان ومواطأة اللسان للأذن ،

ولهذا كانت السنة تطويل قراءة الفجر على سائر الصلوات وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها : بالستين إلى المائة وكان الصَّدَّيق يقرأ فيها بالبقرة وعمر بالنحل وهود وبني إسرائيل ويونس ونحوها من السور ،

لأن القلب أفرغ ما يكون من الشواغل حين انتباهه من النوم فإذا كان أول ما يقرع سمعه كلام الله الذي فيه الخير كله بحذافيره صادفه خاليا من الشواغل فتمكن فيه من غير مزاحم.

وأما النهار فلما كان بضد ذلك كانت قراءة صلاته سرية إلا إذا عارض في ذلك معارض أرجح منه،

 كالمجامع العظام في العيدين والجمعة والاستسقاء والكسوف فإن الجهر حينئذ أحسن وأبلغ في تحصيل المقصود وأنفع للجمع وفيه من قراءة كلام الله عليهم وتبليغه في المجامع العظام ما هو من أعظم مقاصد الرسالة . انتهى من ("إعلام الموقعين" (2/91)).

وجاء في الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني :

 والحكمة في طلب الجهر في صلاة الليل والإسرار في صلاة النهار أن صلاة الليل تقع في الأوقات المظلمة فينبه القارىء بجهره المارة، وللأمن من لغو الكافر عند سماع القرآن لاشتغاله غالبا في الليل بالنوم أو غيره بخلاف النهار، 

وإنما طلب الجهر في الجمعة والعيدين لحضور أهل البوادي والقرى، فأمر القارىء بالجهر ليسمعوه فيحصل لهم الاتعاظ بسماعه . انتهى.

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

الأقرب والله أعلم أن الحكمة في ذلك أن النهار محل العمل، ومحل الأخذ والعطاء والاجتماع، فالسر أجمع للقلب، إذا قرأ سرًا أجمع لقلبه وأخشع لقلبه حتى يتدبر.

والليل محل الخلوة في البيت ومع الأهل ومحل خلوة بالله ، فإذا جهر كان أنشط له، وأقرب إلى انتفاعه بالقراءة وأبعد عن النوم، 

فهو في الليل يقرأ جهرة ليتدبر كتاب الله ولينشط في قراءته ويجمع قلبه على ذلك؛ لأن ما حوله هادئ فليس عنده مشاغل، 

فيرفع صوته حتى يجمع قلبه على القراءة ويتدبرها عن صوت مرفوع رفعًا لا يشق عليه، ولا يؤذي من حوله، 

إذا كان حوله نوام أو مصلون أو قراء لا يرفع رفعًا يؤذيهم ويشق عليهم لكن رفع خفيف، 

أما إذا كان ما حوله أحد فيكون رفعه وسطًا، يطرد الشيطان ويعينه على النشاط والتدبر . انتهى من (فتاوى نور على الدرب ).

وجاء فى فتاوى اللجنة الدائمة :

س : لماذا نصلي الظهر والعصر سرًّا والمغرب والعشاء جهرًا؟

فأجابت :

نفعل ذلك اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فنسر فيما أسر فيه ونجهر فيما جهر فيه ؛ لقول الله عز وجل : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }. الآية، 

وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " صلوا كما رأيتموني أصلي ". رواه البخاري في صحيحه . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . انتهى من (الفتوى رقم ( 10665 )).


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات