القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

" فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ "

 فالهداية من الله

 والأسباب من العباد

فالهداية درجات كثيرة  

والعبد كلما ترقى في العبودية

اقترب من قمم أعلى.

وقد جعل سبحانه للهداية 

طرقاً توصل إليها:

1- منها:

 الدعاء والاعتصام بالله.

قال تعالى:

 ﴿ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ

 فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾
 [آل عمران: 101 ].


 قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

 " وإنما فرض عليه من الدعاء الراتب الذي يتكرر بتكرر الصلوات، بل الركعات فرضها ونفلها هو الدعاء الذي تتضمنه أم القرآن، وهو قوله تعالى‏:‏ ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾. [الفاتحة: 6، 7]‏؛ لأن كل عبد فهو مضطر دائماً إلى مقصود هذا الدعاء، وهو هداية الصراط المستقيم ". اهـ

الفتاوى 22/ (399).


2- ومنها: خشية الله 

وإقامة الصلوات في بيوت الله

قال تعالى:

﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾.[التوبة: 18]

قال ابن مسعود رضي الله عنه:

 " من سرَّه أن يلقَى اللهَ غدًا مسلمًا فلْيحافظْ على هؤلاءِ الصلواتِ حيثُ يُنادَى بهنَّ، فإنَّ اللهَ شرع لنبيِّكم صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سَننَ الهُدى وإنهن من سَننِ الهُدى.". ( رواه مسلم ).


3- ومنها: 

تحقيق التوحيد بالله سبحانه.

قال تعالى:

 ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾. [الأنعام: 82].

 
4- ومنها:

 الإستجابة لله ورسوله. 

قال تعالى:

 ﴿ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾. [الأعراف: 158]


قال الشيخ العثيمين رحمه الله:

إن الله تبارك وتعالى

 إنما يهدي من كان أهلاً للهداية

 ويضل من كان أهلاً للضلالة

 قال تعالى:

( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ

 وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً).
 المائدة/13.

وقال تعالى:

 { فلما زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}.
 سورة الصف.

فبين الله تبارك وتعالى أن أسباب إضلاله لمن ضل إنما هو بسبب من العبد نفسه والعبد لا يدرى ما قَدَّر الله تعالى له لأنه لا يعلم بالقدر إلا بعد وقوع المقدور. فما باله يسلك طريق الضلال ثم يحتج بأن الله تعالى قد أراد له ذلك !. أفلا يجدر به أن يسلك طريق الهداية ثم يقول: إن الله تعالى قد هداني للصراط المستقيم .أيجدر به أن يكون جبريا عند الضلالة وقدريا عند الطاعة ! كلا.

فالإنسان في الحقيقة له قدرة وله اختيار وليس باب الهداية بأخفى من باب الرزق   والإنسان كما هو معلوم لدى الجميع قد قُدِّر له ما قُدِّر من الرزق ومع ذلك هو يسعى في أسباب الرزق في بلده وخارج بلده يميناً وشمالاً لا يجلس في بيته.

فهذا الرزق أيضا مكتوب كما أن العمل من صالح أو سيئ مكتوب فما بالك تذهب يمينا وشمالاً وتجوب الأرض والفيافي طلباً لرزق الدنيا ، ولا تعمل عملا صالحا لطلب رزق الآخرة والفوز بدار النعيم !!.

إن البابين واحد 

ليس بينهما فرق

 فكما أنك تسعى لرزقك وتسعى لحياتك وامتداد أجلك ، فإذا مرضت بمرض ذهبت إلى أقطار الدنيا تريد الطبيب الماهر الذي يداوي مرضك ، ومع ذلك فإن لك ما قُدِّر من الأجل لا يزيد ولا ينقص ، ولست تعتمد على هذا وتقول : أبقى في بيتي مريضاً طريحاً وإن قُدِّر الله لي أن يمتد الأجل امتد . بل نجدك تسعى بكل ما تستطيع من قوة وبحث لتبحث عن الطبيب الذي ترى أنه أقرب الناس أن يُقَدِّر الله الشفاء على يديه. 

فلماذا لا يكون عملك 

في طريق الآخرة

 وفى العمل الصالح 

كطريقك فيما تعمل للدنيا ؟..اه
 
" رسالة في القضاء والقدر " (ص14-21) . 


قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

 إذا ألهم العبد أن يسأل الله الهداية ويستعينه على طاعته أعانه وهداه، وكان ذلك سبب سعادته في الدنيا والآخرة، وإذا خذل العبد فلم يعبد الله ولم يستغن به ولم يتوكل عليه وُكِلَ إلى حوله وقوته فيوليه الشيطان، وصد عن السبيل، وشقي في الدنيا والآخرة.

(مجموع الفتاوى - المجلد الثامن).



والله اعلم


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى.

تعليقات