">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما حكم الجمع بين أكثر من ذكر في الركوع أو السجود؟


✅ الصلاة صلة بين العبد وربه، ومن أركانها الركوع والسجود اللذان يُظهر فيهما المسلم غاية الخضوع والتعظيم لله تعالى.

✅ وقد جاءت النصوص الشرعية بأذكار متعددة في هذين الركنين، مما يثير سؤالًا : هل يُستحب الجمع بين أكثر من ذكر في الركوع أو السجود؟

حكم الجمع بين الأذكار في الركوع والسجود؟


▣ يُستحب الجمع بين الأذكار المأثورة عن النبي ﷺ في الركوع أو السجود، وذلك للأتي:

1- لأن الموضع قابل لذلك، ولم يُنقل عن النبي ﷺ أنه اقتصر على ذكر واحد فيهما، فدلّ على جواز الجمع.

2- لأن الجمع بين الأذكار يُحيي السنة النبوية ويمنع هجر بعض الأذكار.

3- يخص في الركوع قول "سبحان ربي العظيم"، وفي السجود قول "سبحان ربي الأعلى"، فهذان الذكران واجبان في موضعيهما، ثم يأتي المصلي بما تيسّر من الأذكار بعدها.

4- ولا يصح القول إن الجمع بين الأذكار يُنافي الأفضلية، لأنها جميعًا من كلام النبي ﷺ الذي أُمرنا بالاقتداء به، واختلاف الروايات إنما هو لاختلاف حفظ الرواة، فكلٌّ نقل ما بلغه.

أقوال العلماء في الجمع بين الأذكار:


 قال الإمام النووي رحمه الله فى "الأذكار"، ص53 بعد ذكر أذكار الركوع:


" (فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ)واعلم أن هذا الحديث الأخير هو مقصودُ الفصل، وهو تعظيم الربّ سبحانه وتعالى في الركوع بأيّ لفظ كان.

ولكن الأفضل أن يجمعَ بين هذه الأذكار كلها، إن تمكن من ذلك، بحيث لا يشقّ على غيره. ويقدم التسبيح منها.

فإن أراد الاقتصارَ فيستحبُّ التسبيح، وأدنى الكمال منه ثلاث تسبيحات، ولو اقتصر على مرّة كان فاعلاً لأصل التسبيح...". انتهى.

 وقال ابن علان في "الفتوحات الربانية" (2/ 250):


" وظاهر أن مثل الركوع فيما ذُكر، كلُّ ما ورد فيه أذكار متعددة، بروايات متنوعة، من الاعتدال، والسجود، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتشهد.

وقول بعض الشافعية والحنابلة : إن التلفيق يستلزم إحداث صفة لم ترد مجموعة في حديث واحد، فالأولى الإتيان بكل ما ثبت، هذا مرة وهذا مرة، وهكذا؛

يردّه جمع الأئمة لأذكار السجود والتشهد، وقولهم : إن الإتيان بها كذلك هو الأفضل، إلَّا لإمام يكره له التطويل.

ولا نسلم أن استلزام الجمع لذلك ينافي أفضليته، كيف وهو كله من كلامه صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بالتأسي به.

واختلاف الروايات فيه محمول على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ غيره". انتهى.

★ قال الشيخ ابن باز رحمه الله :


أما الأذكار في الركوع والسجود فإنه يأتي منها بما تيسر، يشرع له أن يأتي بما تيسر، لكن يخص (سبحان ربي العظيم) في الركوع و(سبحان ربي الأعلى) في السجود،

فيقول في الركوع : (سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم) فإذا كررها ثلاثًا فهو أفضل والواجب مرة.. ينظر: (فتاوى نور على الدرب).

★ قال الشيخ العثيمين رحمه الله -عن "أدعية الاستفتاح":


 ولا يجمع بينهما؛ لأن النبي ﷺ لما سئل ما تقول : لم يذكر إلا نوعًا واحدًا فقط،

بخلاف أدعية الركوع مثلًا، فإنه يجوز أن يجمع بينها؛ لأنه ما ورد في الركوع أنه كان يقتصر على واحد منها، أما هذا ورد أنه يقتصر على واحد منها. ينظر: (بلوغ المرام-شرح كتاب الصلاة-(24)).

★ وقال الشيخ صالح العصيمي حفظه الله :


" الوارد في خطاب الشرع : إذا كان المحل يقبله جميعا؛ قيل.

وإذا كان المحل لا يقبله، اقتُصر على واحد منه.

فمثلا : أنواع الاستفتاح الواردة عن النبي ﷺ كثيرة؛ لكن المصلي منها : واحدا؛ لأن المحل لا يقبل، لأن أبا هريرة رضي الله عنه:

لما قال لرسول الله  : يا رسول الله، إنك إذا كبرت، سكت هنيهة، فماذا تقول؟ فقال .. ، وعلمه واحدا، فعلم أن هذه السكتة تصلح لاستفتاح واحد، فهذا الدليل قام على أن المحل لا يحتمل إلا واحدا.

وأما إذا كان المحل قابلا للزيادة، مثل التسبيحات الواردة في الركوع، أو الأدعية الواردة في السجود، فالنبي ﷺ قال : فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود، فأكثروا فيه من الدعاء، فإنه قمن أن يستجاب لكم.

فجميع ما ورد من الأذكار والأدعية في السجود، تقال، لأن المحل قابل لذلكومثله كذلك : أذكار الصباح والمساء، فإن المحل قابل لذلك، فيأتي بها جميعا". انتهى.
https://www.youtube.com/watch?v=wBxv-JD1go0

❓ الأسئلة الشائعة :


هل يجوز الجمع بين جميع الأذكار في سجدة واحدة؟


● نعم، يجوز إذا لم يشق على المصلّي أو من خلفه، لأن السجود كالركوع موضع يقبل ذلك فهو محل للدعاء والتسبيح.

هل يجب الالتزام بذكر واحد في الركوع أو السجود؟


● لا، بل الأفضل التنويع أو الجمع بين الأذكار المأثورة، لأن كلها واردة في السنة.

ما حكم الجمع بين الأذكار في دعاء الاستفتاح؟


● يُمنع الجمع بين الأذكار في دعاء الاستفتاح؛ لأن النبي ﷺ لما سُئل عن ما يقوله بعد التكبير علَّم نوعًا واحدًا فقط من الاستفتاح، مما يدل على أن هذا الموضع لا يتسع إلا لذكرٍ واحد.

● ولذلك يُستحب للمسلم أن يختار نوعًا واحدًا من أدعية الاستفتاح في صلاته، ويُنوّع بينها من صلاة إلى أخرى؛ اقتداءً بالنبي ﷺ، دون أن يجمعها في صلاة واحدة.

🔹 خلاصة الحكم :


 يجوز للمصلي أن يجمع بين أكثر من ذكر في الركوع والسجود لأن الموضع يتسع لذلك، وهذا هو الأكمل، فإن اقتصر على بعضها فليتنوع بينها، ليعمل بكل ما ورد عن النبي ﷺ.


والله اعلم

اقرأ أيضا :


أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات