">

القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما هي أقوال العلماء في توحيد الحاكمية وحقيقته؟


القول في توحيد الحاكمية عند العلماء :


● وُجد في هذا العصر من يجعل ما يُسمى بتوحيد الحاكمية قسماً رابعاً من أقسام التوحيد، غير أن كلام أهل العلم الراسخين يوضح أن هذا القول بدعة مُحدثة ينكر على صاحبه.

◄ فالحاكمية ليست قسماً مستقلاً، وإنما هي مندرجة تحت أقسام التوحيد الثلاثة المعروفة : توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

أقوال العلماء في توحيد الحاكمية :


★ قال الشيخ ابن باز رحمه الله:


أخصّ خصائص الألوهية ترك الشرك، والحاكمية من فروع الأحكام، يجب على الحاكم أن يحكم بالشرع،

 أما إذا حكم بغير الشرع فيه تفصيل : إذا حكم به عن عمدٍ واستحلالٍ كفر، وإن حكم لهوى ورشوةٍ صار معصيةً ومنكرًا وكفرًا أصغر، فهذه من مفردات الشرائع التابعة لتوحيد العبادة. ينظر: (فتاوى الدروس-شرح كتاب كشف الشبهات (2)).

 قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :


في وقتنا هذا وجد من يفسّر لا إله إلا الله بأن معناها هو إفراد الله بالحاكمية، وهذا غلط لأن الحاكمية جزء من معنى لا إله إلا الله،

وليست هي الأصل لمعنى هذه الكلمة العظيمة بل معناها لا معبود بحق إلا الله، بجميع أنواع العبادات، ويدخل فيها الحاكمية،

ولو اقتصر الناس على الحاكمية فقاموا بها دون بقية أنواع العبادة لم يكونوا مسلمين.

ولهذا تجد أصحاب هذه الفكرة لا ينهون عن الشرك ولا يهتمون به ويسمونه ((الشرك الساذج)).

وإنما الشرك عندهم الشرك في الحاكمية فقط وهو ما يسمونه ((الشرك السياسي))، فلذلك يركزون عليه دون غيره، ويفسرون الشرك بأنه طاعة الحكام الظلمة. ينظر: (شرح كشف الشبهات ( ص: 46)).

★ قال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :


لا يُقال إن هناك توحيد الحاكمية وإنه يضاف إلى أنواع التوحيد الثلاثة، بل الحاكمية لها حالتان : 

● فإمَّا أن يُراد بها طريق التشريع والحُكم الكوني، فهذا يرجع إلى توحيد الربوبية.

● وإمَّا أن يُراد بها الأحكام الشرعية، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية المشتملة على الأحكام ، فهذا يدخل في توحيد الألوهية؛

لأن العبادة ما عُرفت إلا عن طريق الكتاب والسنة ، والأحكام الشرعية ما عُرفت إلا عن طريق الكتاب والسنة ، فلا يُقال : إنه قسمٌ يُضاف إلى الأقسام الثلاثة

إذاً : فالاستقراءُ وهو تتبع نصوص الكتاب والسنة يُبين أن أنواع التوحيد ثلاثة ، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات. ينظر: (شرحه لسنن أبي داود).

هل الحاكمية قسم رابع للتوحيد؟


سئلت اللجنة الدائمة عن ذلك، فأجابت :

 أنواع التوحيد ثلاثة : توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات ، وليس هناك قسمٌ رابعٌ

والحكمُ بما أنزل الله يدخلُ في توحيد الألوهية ؛ لأنه من أنوع العبادة لله سبحانه ، وكل أنواع العبادة داخلةٌ في توحيد الألوهية ،

وجعلُ الحاكمية نوعاً مستقلا من أنواع التوحيد عملٌ مُحدَثٌ ، لم يقل به أحد من الأئمة فيما نعلم ..

ويجبُ الاهتمام بتوحيد الألوهية جميعه ، ويُبدأ بالنهي عن الشِرك ؛ لأنه أعظم الذنوب ويحُبطُ جميع الأعمال ، وصاحِبهُ مخلدٌ في النار، 

والأنبياء جميعهُم يبدؤون بالأمر بعبادةِ الله والنهي عن الشرك ، وقد أمرنا الله باتباعِ طريقهم والسيرِ على منهجهم في الدعوة وغيرها من أمُور الدين .

 والاهتمام بالتوحيد بأنواعه الثلاثة واجبٌ في كل زمان ؛ لأن الشرك وتعطيلُ الأسماء والصفات لا يزالان موجودين،

بلْ يكثرُ وقوعهُما ويشتدُ خطرُهما في آخر الزمان ، ويخفى أمرهما على كثيرٍ من المسلمين ، والدعاة إليهما كثيرون ونشيطون...

مع العلم بأن الاستقامة على امتثالِ أوامر الله وتركِ نواهيه وتحكيم شريعته - كلُ ذلك داخلٌ في تحقيق التوحيد والسلامة من الشركينظر: (فتوى اللجنة الدائمة رقم (18870)).

هل العقيدة أولا أم الحاكمية ؟


سئلت اللجنة الدائمة عن ذلك، فأجابت :

 أول ما يجب على المسلم معرفة العقيدة الصحيحة والتمسك بها ، قال الله تعالى : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، (سورة محمد الآية 19 ).

ولذلك كان الرسل عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدؤون في دعوة الناس إلى العقيدة الصحيحة ، وهي عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال الله تعالى :

وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ.(سورة النحل الآية 36 ).

والحاكمية جزء من العقيدة ، وليست هي العقيدة وحدهاينظر: (فتوى اللجنة الدائمة رقم (17763)).

الأسئلة الشائعة حول توحيد الحاكمية:


ما المقصود بتوحيد الحاكمية؟


 المقصود به إفراد الله سبحانه بالحكم والتشريع، لكن العلماء بيّنوا أنه ليس قسماً مستقلاً من أقسام التوحيد، بل يدخل في توحيد الألوهية والربوبية.

هل الحاكمية قسم رابع من أقسام التوحيد؟


✔ لا، لم يقل بذلك أحد من السلف، فأقسام التوحيد ثلاثة فقط : (توحيد الربوبية توحيد الألوهية توحيد الأسماء والصفات).

ما حكم من يجعل الحاكمية توحيداً مستقلاً؟


 العلماء وصفوا هذا القول بأنه بدعة محدثة لم يعرفها السلف، والواجب الالتزام بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة.

الخلاصة :


● توحيد الحاكمية بدعة محدثة لم يقل بها أحد من السلف.

● الحكم بما أنزل الله داخل في توحيد الألوهية، لأنه من العبادات.

● أقسام التوحيد التي اتفق عليها أهل السنة والجماعة ثلاثة فقط : (توحيد الربوبية توحيد الألوهية توحيد الأسماء والصفات).

 الواجب البدء بتصحيح العقيدة والنهي عن الشرك، لا اختراع أقسام جديدة.


والله اعلم

اقرأ أيضا :


هل اعجبك الموضوع :
author-img
اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات