✅ صلاة المريض من الأحكام المهمة التي يجهلها بعض المسلمين، فيفرطون فيها وقت المرض، رغم أن الصلاة لا تسقط عن المسلم ما دام عقله معه.
✅ في هذا الدليل المبسط، نوضح كيفية أداء الصلاة للمريض العاجز عن القيام أو السجود وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، مستندين إلى فتاوى كبار العلماء.
▣▣ حكم الصلاة للمريض؟
◄ لا يجوز للمريض ترك الصلاة بأي حال مادام عقله ثابتًا، ويجب أن يؤديها في وقتها حسب استطاعته، لقوله تعالى : "فاتقوا الله ما استطعتم". [التغابن: 16]،
ولا يشرع تأخيرها بحجة المرض، بل يصلي كيفما استطاع، قائماً أو جالساً أو على جنبه أو مستلقياً.
✔ وأما ما يفعله بعض المرضى من تأخير الصلاة حتى يشفى من مرضه فهو أمر لا يجوز، ولا أصل له في الشرع المطهر.
▣▣ كيف يصلي المريض؟ | خطوات صلاة المريض بالتفصيل
1- الصلاة قائماً (إن استطاع).
يجب على المريض أن يصلي قائماً ولو منحنياً، أو معتمداً على جدار، أو عصا يحتاج إلى الاعتماد عليه قدر استطاعته.
2- الصلاة جالساً.
إن عجز عن القيام، يصلي جالسًا، والأفضل أن يكون متربعًا في حال القيام.
3- الصلاة على الجنب.
فإن عجز عن الصلاة جالسا صلى على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن.
◄ فإن لم يتمكنْ من التَّوجهِ إلى القِبلةِ صلى حيثُ كانَ اتجاهُه وصلاتُه صحيحةٌ ولا إعادةَ عليه.
4- الصلاة مستلقياً.
إن لم يستطع الصلاة على جنبه، يصلي مستلقياً ورجلاه نحو القبلة، فإن لم يستطع التوجه للقبلة، صلى حسب الاتجاه الذي يواجهه، وصلاتُه صحيحةٌ ولا إعادةَ عليه.
5- من كان بعينيه مرض؟
إن كان بعينه مرض فقال طبيب ثقة : إن صليت مستلقيا أمكن مداواتك وإلا فلا، فله أن يصلي مستلقيا.
6- الإيماء بالركوع والسجود.
✔ من قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام، بل يصلي قائما فيومئ بالركوع، ثم يجلس ويومئ بالسجود.
✔ يجب على المريض أن يركع ويسجد في صلاته، فإن لم يستطع أومأ بهما برأسه، ويجعل السجود أخفض من الركوع،
فإن استطاع الركوع دون السجود ركع حال الركوع، وأومأ بالسجود، وإن استطاع السجود دون الركوع سجد حال السجود، وأومأ بالركوع.
✔ من عجز عن السجود وحده ركع وأومأ بالسجود، ولا يتخذ شيئا يسجد عليه.
▣▣ كيف يصلي من لا يستطيع الانحناء بظهره؟
🧠 من لم يمكنه أن يحني ظهره، حنى رقبته فقط، وإن كان ظهره متقوسًا وكأنه راكع، فليزد انحناءه قليلاً عند الركوع، وفي السجود، يُقرب وجهه إلى الأرض بقدر ما يستطيع.
▣▣ كيف يصلي المريض العاجز عن الإيماء بالرأس؟
◄ إذا لم يستطع المريض الإيماء برأسه في الركوع أو السجود، فإنه يكتفي بالإشارة بعينيه :
▪️ يغمض عينيه قليلاً عند الركوع.
▪️ يغمض تغميضًا أكثر عند السجود.
❌ أما الإشارة بالإصبع أثناء الصلاة – كما يفعل بعض المرضى – فلا أصل لها في الكتاب أو السنة، ولا في أقوال أهل العلم.
▣▣ من لا يستطيع الإيماء بالرأس أو العين في الصلاة؟
◄ إذا كان المريض غير قادر على الإيماء برأسه ولا حتى الإشارة بعينيه أثناء الركوع والسجود، فإنه تسقط عنه الأفعال فقط، لأنها خارجة عن طاقته،
ولكن الأقوال لا تسقط عنه، لأنه قادر عليها، وقد قال الله تعالى: ( فاتقوا الله ما استطعتم )، فيجب عليه :
✔ أن يكبر ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن.
✔ ينوي بقلبه القيام والركوع والرفع منه والسجود والرفع منه والجلسة بين السجدتين والجلوس للتشهد، ويأتي بالأذكار الواردة في الركوع والسجود والتشهد.
🚫 أما ما يفعله بعض المرضى من الإشارة بالأصبع أثناء الصلاة فـلا أصل له في الكتاب أو السنة، ولا في أقوال أهل العلم الموثوقين.
▣▣ حكم صلاة من لا يستطيع الحركة ولا الكلام (المشلول كلياً)؟
◄ إذا عجز المريض عن جميع أفعال وأقوال الصلاة- كأن يكون مشلولًا شللًا تامًا ولا يستطيع النطق أو الحركة، فإن الصلاة لا تسقط عنه ما دام عقله معه، وفي هذه الحالة:
▪️ تسقط عنه الأفعال والأقوال فقط لعجزه التام عنها.
▪️ تبقى النيّة هي الأساس، فينوي أداء الصلاة بقلبه:
ينوي بقلبه القيام، والركوع، والسجود، والقراءة، والتشهد، وكل أركان الصلاة.
◄ وهذا هو القول الراجح، لأن الصلاة أقوال وأفعال بنية، فإذا تعذر القول والفعل بقيت النية، لقوله تعالى: "فاتقوا الله ما استطعتم". [التغابن: 16].
▣▣ أحكام خاصة لصلاة المريض :
1- إذا شُفي أثناء الصلاة.
إذا قدر المريض أثناء الصلاة على فعل ما كان عاجزاً عنه من قيام أو قعود أو ركوع أو سجود أو إيماء، وجب عليه الانتقال إليه فورًا، وبنى على ما مضى من صلاته.
2- الإغماء.
▪️ من أغمي عليه ثلاثة أيام فأقل : يقضي الصلاة بعد إفاقته (قياساً على النائم)
▪️ إن طال الإغماء عن ثلاثة أيام : لا يقضي الصلاة (قياساً على المجنون).
3- الجمع بين الصلوات.
✔ إن شق على المريض فعل كل صلاة في وقتها فله الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو جمع تأخير، حسبما تيسر له،
إن شاء قدم العصر مع الظهر، وإن شاء أخر الظهر مع العصر، وإن شاء قدم العشاء مع المغرب، وإن شاء أخر المغرب مع العشاء.
◄ أما الفجر فلا تجمع لما قبلها ولا لما بعدها؛ لأن وقتها منفصل عما قبلها وعما بعدها.
▣▣ حكم صلاة المريض إذا كان مسافرًا للعلاج؟
✔ يقصر الصلاة الرباعية (الظهر، العصر، العشاء) ركعتين فقط، طالما كان في السفر، سواء طالت المدة أم قصرت.
▣▣ الخلاصة :
★ الصلاة واجبة على كل مسلم، في كل حال، صحة أو مرضًا، قيامًا أو جلوسًا أو حتى بالإيماء فقط.
★ تعلَّم أحكام الصلاة في حال المرض، وعلِّمها لغيرك، فقد تكون سببًا في نجاتك عند الله، ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾.
📚 المصادر المعتمدة:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – الفتوى رقم (17798).
مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
الشرح الممتع على زاد المستقنع (4/328–332).
والله اعلم
تعليقات
إرسال تعليق