القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ما حكم استخدام مكبرات الصوت في الصلاة؟


 لا يجوز إستعمال مكبرات الصوت الخارجية في نقل قراءة الإمام فى الصلاة سواء كانت صلاة التراويح أو غيرها من الصلوات المفروضة،

 لأنه يحصل به كثير من التشويش والإيذاء على أهل البيوت والمساجد القريبة فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : « لا يؤذين بعضكم بعضاً بالقراءة » 

 فينبغي اقتصار مكبرات الصوت الخارجية للمساجد على الأذان لحديث أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه مرفوعًا : «لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»(أخرجه البخاري).

وأما إقامة الصلوات وقراءة الإمام فتكون عبر المكبرات الداخلية للمسجد إذا دعت الحاجة إلى ذلك .

 فإذا كان صوت الإمام يبلغ المصلين داخل المسجد فلا مُسوغَ لاستعمال مكبر الصوت في هذه الحال ،

وبخاصة إذا كان الإمام يُمسك المكبر بيده مما يؤدي إلى تركه كثيراً من سنن الصلاة واشتغاله عن الصلاة بفعل لا حاجة إليه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن في الصلاة لشُغلا .

 فالإمام إنَّما يصلِّي بمن كان داخل المسجد لا بمن كان خارجه وحينئذٍ يكون إظهارُ الصَّوت من مكبِّرات المنارة عديم الفائدة وهذا وصْف ينبغي أن تُنَزَّه عنه الصلاة .

ومن الأدلة على ذلك :

عن أبي سعيدٍ قالَ : اعتَكفَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في المسجدِ فسمِعَهم يجْهَرونَ بالقراءةِ فَكشفَ السِّترَ وقالَ ألا إنَّ كلَّكم مُناجٍ ربَّهُ فلا يؤذِيَنَّ بعضُكم بعضًا ولا يرفعْ بعضُكم على بعضٍ في القراءةِ أو قالَ في الصَّلاةِ . (صحيح أبي داود رقم: (1332))

فقوله : «لا يؤذين بعضكم بعضاً بالقراءة» جعل ذلك إيذاء .

قال الشيخ العثيمين رحمه الله :

ففي هذا الحديث النهي عن الجهر بالقراءة في الصلاة، حيث يكون فيه التشويش على الآخرين، وأن في هذا أذية يُنهى عنها،

قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله 23/61 من مجموع الفتاوى : " ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين ".

وفي جوابٍ له 1/350 من الفتاوى الكبرى ط قديمة : " ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك مُنع منه ".انتهى من (مجموع فتاوى العثيمين رحمه الله - المجلد الثالث عشر - كتاب استعمال مكبرات الصوت).

سئل الشيخ الألباني رحمه الله : 

ما حكم رفع الصوت بالمكبر في الإقامة والصلاة ؟ 

فأجاب : 

أذن لأذان المغرب في الطائف وأنا في الدار وأنا أولا : مسافر . وثانيا : كما تعلمون بوجع الركب .

لا أنزل إلى المسجد ، فصليت في الدار ، فشعرت وأنا أصلى ، وأنا أقرأ والإمام كمان عم يقرأ شوش علي .

من ساعتها انتبهت عن شئ كنت غافلا عنه فطلع معي التنبيه التالي وهــــو:

لايجــــــوز إذاعة الإقامة كما يذاع الأذان ولايجــــوز إذاعة قراءة الإمام من المسجد إلى خارج المسجد . 

هالنقطتين : كنت أدندن حولهم وأنا على يقين : أن عمرهم ما سمعوها ، هذه الكلمات بلا شك .

والسبب : هنا التأمل في السنة نحن نعلم أن المؤذن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أن الأذان كان على مكان مرتفع والإقامة في المسجد ،

فالذي يسوي بين الأذان والإقامة في إعلان الصوت يكون خالف السنة ، كذلك الذي يعلن قراءة الإمام في الصلاة لخارج المسجد معناه عم يشوش على المشغول ... إلى آخره فينبغي هنا الفضائل تكون محصورة تماما .

اذان مسجد إعلانه إلى أبعد مكان بالآت الموجودة اليوم هذه غاية شرعية . أما إعلان الإقامة وإعلان القراءة فهذه بدعة عصرية . انتهى من (سلسلة الهدى والنور الشريط رقم : (321)). 

وقال أيضا رحمه الله :

 لا يشرع إذاعة صلاة الإمام في المسجد سواء كان يوم جمعة أو في أي صلاة من الصلوات الخمس لا يشرع إذاعة هذه الصلاة ،

فنحن نسمع في كل بلد هنا وهناك إلى آخره أن الإمام يقرأ القرآن في صلاة الفجر في صلاة المغرب والعشاء وصوته يلعلع في الوديان والروابي والجبال إلى آخره هذا ما يجوز،

ينبغي أن يكون صوت الإمام محصورا بالمسجد ولا يخرج عن ذلك لأنه سيكون سبب إشكال لكثير من الناس ،

قد يكون مثلا بعض الناس ممن لا يجب عليهم صلاة الجماعة كالنساء يصلي أو تصلي في البيت فلا يحسن الصلاة لأن التشويش يأتيه من المسجد بسبب مكبر الصوت أو يكون في لهو ولعب مباح،

والحالة هذه بين أمرين اثنين إما أن يتوقف عن ما أباحه الله له من اللهو المباح لأنه يسمع كلام الله يتلى ،

وإما أن لا يبالي وهذا هو الذي يقع كما تسمعون الآن إذاعة القرآن بالمذياع يدخل الملاهي ويدخل السينمات ويدخل ويدخل إلى آخره ،

فإذا كان هذا الأمر بيد الدولة والدولة قد لا تبالي بالشرع، لكن إمام المسجد يجب أن يراعي هذه الحقيقة فلا ينبغي أن يستعمل مكبر الصوت بحيث يعلم يقينا ... ترديد يعني إجابته. انتهى من (فتاوى جدة - شريط : 31 توقيت الفهرسة : (00:37:39))

وقال أيضا رحمه الله :

أنا أقول شيئا ربما ما سمعتموه لكنّي أدين الله به أعتقد أنّ إذاعة الأذان بمكبّر الصوت مصلحة شرعية،

لكن إذاعة الإقامة بنفس الوسيلة ليست مصلحة شرعية لأن الشّارع الحكيم حينما شرع الأذان وشرع الإقامة فاوت بينهما ، جعل الأذان على سطح المسجد وجعل الإقامة في داخل المسجد ،

جعل الأذان على سطح المسجد لإبلاغ صوت المؤذن إلى أبعد مكان ممكن ورغب في أن يكون هذا المؤذن صيّتا ,

أما الإقامة فجعلها بين جدران المسجد الأربعة ، كذلك يلحق بالإقامة فلا يشرع إذاعة قراءة الإمام يوم الجمعة بخاصة بل وفي الصلوات الخمس بعامة خارج المسجد ،

لأن هذه القراءة ليس المقصود بها تسميع الناس كلهم وإنما تسميع الذين يصلّون في المسجد ،

وعلى هذا فأنا أرى ما عليه العالم الإسلامي اليوم من عدم التفريق بين إذاعة الأذان وإذاعة الإقامة وإذاعة القراءة هذا خلط قبيح بين ما هو مشروع وما ليس بمشروع ،

كلّ ذلك مراعاة بدقّة لتطبيق قاعدة المصالح المرسلة ، هذا الذي نقول وندين الله به . انتهى باختصار من (سلسلة الهدى والنور - الشريط - ( 361 )).

وسئل الشيخ العثيمين رحمه الله :

ما حكم استعمال مكبرات الصوت في الصلاة الجهرية إذا كان مكبر الصوت في المئذنة ويشوش على المساجد الأخرى؟ 

الجواب :

 ما ذكرتم من استعمال مكبر الصوت في الصلاة الجهرية على المنارة فإنه منهي عنه؛ لأنه يحصل به كثير من التشويش على أهل البيوت والمساجد القريبة،

وقد روى الإمام مالك - رحمه الله - في الموطأ 1/167 من شرح الزرقاني في (باب العمل في القراءة) عن البياضي فروة بن عمرو - رضي الله عنه:

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج على الناس وهم يصلون وقد علت أصواتهم بالقراءة فقال : « إن المصلي يناجي ربه فلينظر بما يناجيه به ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن » . قال ابن عبد البر: حديث البياضي وأبي سعيد ثابتان صحيحان.

ففي هذين الحديثين النهي عن الجهر بالقراءة في الصلاة حيث يكون فيه التشويش على الآخرين وأن في هذا أذية ينهى عنها.

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - 23/61 من مجموع الفتاوى: ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بحيث يؤذي غيره كالمصلين.

وفي جواب له 1/350 من الفتاوى الكبرى ط قديمة: ومن فعل ما يشوش به على أهل المسجد، أو فعل ما يفضي إلى ذلك منع منه. اهـ .

... وأما ما يدعيه من يرفع الصوت من المبررات، فجوابه من وجهين:

الأول : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يجهر بعض الناس على بعض في القرآن وبين أن ذلك أذية،

ومن المعلوم أنه لا اختيار للمؤمن ولا خيار له في العدول عما قضى به النبي- صلى الله عليه وسلم - ، قال الله تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ﴾. [الأحزاب: 36].

ومن المعلوم أيضاً أن المؤمن لا يرضى لنفسه أن تقع منه أذية لإخوانه.

الوجه الثاني : أن ما يدعيه من المبررات – إن صح وجودها – فهي معارضة بما يحصل برفع الصوت من المحذورات فمن ذلك :

1- الوقوع فيما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - من النهي عن جهر المصلين بعضهم على بعض .

2- أذية من يسمعه من المصلين وغيرهم ممن يدرس علماً أو يتحفظه بالتشويش عليهم.

3- شغل المأمومين في المساجد المجاورة عن الاستماع لقراءة إمامهم التي أمروا بالاستماع إليها .

4- أن بعض المأمومين في المساجد المجاورة قد يتابعون في الركوع والسجود الإمام الرافع صوته،

لاسيما إذا كانوا في مسجد كبير كثير الجماعة حيث يلتبس عليهم الصوت الوافد بصوت إمامهم، وقد بلغنا أن ذلك يقع كثيراً .

5- أنه يفضي إلى تهاون بعض الناس في المبادرة إلى الحضور إلى المسجد؛ لأنه يسمع صلاة الإمام ركعة ركعة، وجزءاً جزءاً،

فيتباطأ اعتماداً على أن الإمام في أول الصلاة فيمضي به الوقت حتى يفوته أكثر الصلاة أو كلها .

6- أنه يفضي إلى إسراع المقبلين إلى المسجد إذا سمعوا الإمام في آخر قراءته كما هو مشاهد، فيقعون فيما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - من الإسراع بسبب سماعهم هذا الصوت المرفوع.

7- أنه قد يكون في البيوت من يسمع هذه القراءة وهم في سهو ولغو كأنما يتحدون القارئ ،

وهذا على عكس ما ذكره رافع الصوت من أن كثيراً من النساء في البيوت يسمعن القراءة ويستفدن منها وهذه الفائدة تحصل بسماع الأشرطة التي سجل عليها قراءة القراءة المجيدين للقراءة.

وأما قول رافع الصوت إنه قد يؤثر على بعض الناس فيحضر ويصلي لاسيما إذا كان صوت القارئ جميلاً، فهذا قد يكون حقاً، ولكنه فائدة فردية منغمرة في المحاذير السابقة.

والقاعدة العامة المتفق عليها : أنه إذا تعارضت المصالح والمفاسد، وجب مراعاة الأكثر منها والأعظم، فحكم بما تقتضيه فإن تساوت فدرء المفاسد أولى من جلب المصالح.

فنصيحتي لإخواني المسلمين أن يسلكوا طريق السلامة، وأن يرحموا إخوانهم المسلمين الذين تتشوش عليهم عباداتهم ،

بما يسمعون من هذه الأصوات العالية حتى لا يدري المصلي ماذا قال ولا ماذا يقول في الصلاة من دعاء وذكر وقرآن.

ولقد علمت أن رجلاً كان إماماً وكان في التشهد وحوله مسجد يسمع قراءة إمامه فجعل السامع يكرر التشهد لأنه عجز أن يضبط ما يقول فأطال على نفسه وعلى من خلفه.

ثم إنهم إذا سلكوا هذه الطريق وتركوا رفع الصوت من على المنارات حصل لهم مع الرحمة بإخوانهم امتثال قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « لا يجهر بعضكم على بعض في القرآن ».

وقوله : « فلا يؤذين بعضهم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة ». ولا يخفى ما يحصل للقلب من اللذة الإيمانية في امتثال أمر الله ورسوله وانشراح الصدر لذلك وسرور النفس به . انتهى من (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(13/74- 78))

وسئل أيضا رحمه الله :

فضيلة الشيخ! صدر في منطقتنا قرار أو تعميم من الأوقاف بإطفاء مكبرات الصوت الخارجية،

ولكن الأئمة وجدوا معارضة من الجماعة، وكثير من الجماعة يعارضون، فالآن هم في ورطة فما الحل فضيلة الشيخ؟

الجواب :

أما الأئمة فعليهم أن يطيعوا الله ويطيعوا الرسول وأولي الأمر منهم، وما داموا أمروا بذلك فيجب عليهم التنفيذ، ولا يهتمون بالناس،

ثم الذي يطالب بأن تفتح الميكرفونات الخارجية فقد أخطأ؛ وذلك لأن هذه الميكرفونات الخارجية تشوش على من حولهم من المصلين ومن حولهم من المساجد، ويحصل في هذا أذى،

وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذا حين خرج إلى أصحابه يوماً أو ليلة، فوجدهم يجهرون بالصلاة، فقال : «لا يؤذين بعضكم بعضاً بالقراءة» فجعل ذلك إيذاء،

وقال : «لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة». والأذية في هذا مؤكدة ولا إشكال فيها،

حتى سمعنا أن في بعض المساجد القريبة بعضهم من بعض إذا كانت قراءة المسجد الآخر أحسن من قراءة إمامهم صاروا ينصتون لها ويتابعونها ،

حتى أني سمعت أن بعضهم قرأ إمام المسجد المجاور : ﴿وَلا الضَّالِّينَ﴾.[الفاتحة:7] قال هو: آمين!!! ولذلك يتبين الأذية التامة في هذا.

 فالصواب بلا شك أنها تقفل حتى وإن لم تأمر بذلك وزارة الأوقاف لما في ذلك من الأذية، وما سمعنا بهذا إلا أخيراً،

وأي فائدة من رفع القراءة في الصلاة على المنائر، ما الفائدة إلا أنها تشوش على المساجد التي حولها وتشوش على المصلين في البيوت،

في البيوت نساء يصلين تشوش عليهن، كذلك -أيضاً- في أيام الصيف تزعج الصبيان النائمين في السطوح أو في الأحواش،

ولا شك أن قفلها هو الصواب، وأن الذي يفتحها ويتأذى الناس به أنه مخالف للنبي عليه الصلاة والسلامانتهى من (لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(143))

وقال الشيخ الفوزان حفظہ الله :

وبهذا نعرف أن هؤلاء الذين يطلقون أصوات مكبرات الصوت من المساجد فيشوشون على الناس في بيوتهم وفي أسواقهم وفي مساجدهم،

أن هذا خلاف المشروع وهم يأثمون على ذلك ولا يؤجرون ، لإن هذا أذى . انتهى ( المصدر : مجالس شهر رمضان المبارك . المجلس : التاسع عنوان الدرس : آداب تلاوة القران . رقم الصفحة : (51).  


والله اعلم


وللفائدة..


هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات