القائمة الرئيسية

الصفحات

أحدث المواضيع

ماذا كان يقرأ النبي ﷺ في سنة الفجر والمغرب؟


يُستحب قراءة سورتي " الكافرون " و " الإخلاص " في سنة الفجر وفي سنة المغرب لثبوت ذلك عن النبي ﷺ .

أو يقرأ فى سنة الفجر : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا. [البقرة: 136] ، والتي في آل عمران : تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم. [آل عمران: 64] .

ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا ... وكذاك سنة مغرب طرفان

ليكون مفتتح النهار وختمه ... تجريدك التوحيد للديان.

ودليل ذلك :

1- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( رَمَقتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِشرِينَ مَرَّةً يَقرَأُ فَي الرَّكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ وَفِي الرَّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ : " قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ " و " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ " ). (صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3328)).

2- عن ابن عباس، قال : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا. [البقرة: 136] ، والتي في آل عمران : تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم. [آل عمران: 64] )) . رواه مسلم (727).

قال الشيخ ابنُ باز رحمه الله :

أمَّا النافلة فيُسلِّم فيها من كل ركعتين، ويقرأ بعد الفاتحة ما شاء، إلَّا سُنَّة الفجر، فإنَّه يستحبُّ أن يقرأ فيها سورة : قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ في الأولى وسورة : قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ في الثانية بعد الفاتحة، 

أو يقرأ في الأولى : قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ... **البقرة: 136** الآية من سورة البقرة بعد الفاتحة, وفي الثانية : قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ... **آل عمران: 64** الآية من سورة آل عمران. وفي سُنَّة المغرب يقرأ السورتين المذكورتين بعد الفاتحة .انتهى من ((مجموع فتاوى ابن باز)) (11/55).

قال الشيخ العثيمين رحمه الله : 

هذه السورةُ هي إحدى سورتي الإخلاصِ؛ لأنَّ سورتي الإخلاصِ : قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرأ بهما في سُنَّة الفجر، وفي سُنة المغرب .انتهى من ((تفسير جزء عم)) (ص: 335). 

وقال أيضا رحمه الله :

 يقول ابن القيم رحمه الله : 

" ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا *** "

شرعا أي : { قل يا أيها الكافرون } و { قل هو الله أحد } يعني : شرعت قرائتهما في سنة الفجر، وهل يسن قراءة غيرهما؟ هاه؟ { قولوا آمنا بالله } في الأولى { وقل يا أهل الكتاب تعالوا } في الثانية، 

إذن سنتان { قل يا أيها الكافرون } و{ قل هو الله أحد } أو { قولوا آمنا بالله } الذي في سورة البقرة، { وقل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة } في سورة آل عمران.

" *** وكذاك سنة مغرب "

يعني : يشرع أيضا في سنة المغرب أن تقرأ في الركعة الأولى { قل يا أيها الكافرون } وفي الثانية { قل هو الله أحد }.

" طرفان "

الأولى في طرف النهار، والثانية في طرف النهار أيضا آخره.

" ليكون مفتتح النهار وختمه *** تجريدك التوحيد للديان ". انتهى من (شرح نونية ابن القيم-(52)).

وأما الحكمة من قراءة هاتين السورتين

قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :

ملاك السعادة والنجاة والفوز بتحقيق التوحيدين اللذين عليهما مدار كتاب الله تعالى وبتحقيقهما بعث الله رسوله وإليهما دعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم من أولهم إلى آخرهم:

أحدهما : التوحيد العلمي الخبري الاعتقادي المتضمن إثبات صفات الكمال لله تعالى وتنزيهه فيها عن التشبيه والتمثيل، وتنزيهه عن صفات النقص.

والتوحيد الثاني : عبادته وحده لا شريك له وتجريد محبته والإخلاص له وخوفه، ورجاؤه، والتوكل عليه، والرضى به رباً وإلاهاً وولياً، وأن لا يجعل له عدلاً في شيء من الأشياء . 

وقد جمع  هذين النوعين من التوحيد في سورتي الإخلاص وهما : 

1- سورة : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ

 المتضمن للتوحيد العملي الإرادي
 
2- وسورة : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

 المتضمنة للتوحيد العلمي الخبري.

فسورة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فيها بيان ما يجب لله تعالى من صفات الكمال، وبيان ما يجب تنزيهه من النقائص والأمثال . 

وسورة قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فيها إيجاب عبادته وحده لا شريك له، والتبريء من عبادة كل ما سواه .

ولا يتم أحد التوحيدين إلا بالآخر ولهذا كان النبي يقرأ بهاتين السورتين في سنة الفجر والمغرب والوتر اللتين هما فاتحة العمل وخاتمته ليكون مبدأ النهار توحيدا، وخاتمته توحيدا . انتهى من [كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية]   


والله اعلم

هل اعجبك الموضوع :
author-img
الحمدلله الذى بنعمته تتم الصالحات فاللهم انفعنى بما علمتنى وعلمنى ما ينفعنى وزدنى علما واهدنى واهد بى واجعلنى سببا لمن اهتدى. اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

تعليقات